فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3057.57
إعلانات


وقال الدكتاتور لنفسه..!

وقال الدكتاتور لنفسه..!2011.02.05 قادة بن عمار ////// الشروق الجزائرية///
ماذا أفعل الآن؟ سأل الدكتاتور نفسه، بعد ما ضاقت به السبل، واشتد الخناق عليه، كان يحس أن جدران قصره الملكي ضاقت، وأطبقت على أنفاسه، وباتت تعدّها وكأنها الأخيرة...
  • ماذا أنا فاعل؟ هل أكلم الشعب أم لا أتكلم؟ منذ متى كان الشعب يصدقني، ومنذ متى كنت أُحسن الكلام أو التحدث له، حتى عندما كنت أستعمل عبارات على غرار (شعبي العزيز، وأيها الإخوة المواطنون...)، كنت أسخر من نفسي ومن السامعين، وأنا مدرك تماما أن لا أحد يصدق تلك الديباجة المقيتة التي يستعملها كل مستبد بالقرار في خطبه الحماسية.
  • هل أقول لهم سامحوني، فقد أخطأت، قتلت منكم الملايين، وشرّدت أجيالا بأكملها، اعتقلت نصف الشعب خلف القضبان ووضعت النصف الآخر رهن الإقامة الجبرية في بيته، ضاعفت عدد العاطلين عن العمل، ومنحت الشركات والبنوك ورؤوس الأموال لأبنائي، وأحفادي وأصهاري، ثم قررت منحهم السلطة، بعد عمر طويل؟!
  • هل أخرج لهم معتذرا، عن جرائمي، وإساءاتي، واستبدادي وتآمري مع الخارج عليهم، وعلى الأمة؟ هل سيعذرني الطفل الذي حبست والده والأرملة التي قتلت زوجها، والأم التي شردت ابنها والأب الذي أهنت كرامته.
  • لا أحد يسمعني في هذا القصر الطويل العريض، لا جيش يحميني، ولا شرطة تحرسني، ولا أمن يدافع عني، الكلّ هناك، خلف الأبواب، ينتظرون كلمتي وخطابي،.. المعارضون الذين كمّمت أصواتهم، يتحدثون الآن بطلاقة وفصاحة أحسن مني، أنا الموصوف بالفصيح طيلة عهدي، يتكلمون في الفضائيات، يلعنون حكمي، يراهنون، إن كان هذا خطابي الأخير، أم أنني لن أستطيع قراءته على الشعب، حتى الكاميرات، أحس وكأنها مدافع موجّهة ضدي، تحاسبني، تسائلني، وتكاد تطبق على أنفاسي وكلماتي المهزوزة..
  • هل أقول لهم أخطأت، لكن الرئيس لا يخطئ، ألسنا نحن أصحاب الفخامة والجلالة والسمو، معصومين عن ارتكاب الأخطاء والحماقات والجرائم؟ هل أعترف أنني كنت ضحية المحيطين بي، لكن من هم هؤلاء المحيطين بي، أليسوا أبنائي وزوجاتي، وأحفادي وأصهاري؟
  • سأقول لهم، تعالوا معا لنبدأ صفحة جديدة، ونمزق التي سبقت؟ لكن من سيصدقني، وهم يريدون تمزيقي؟.. سأقول لهم لقد عملت كل حياتي من أجل المصلحة العليا للوطن، ولمصلحة الشعب، انقلبت على الجنرال السابق لمصلحة الشعب، وقتلت المعارضة وحبست نصفها الآخر لمصلحة الشعب، سرقت المال العام، وووزعت الفتات لمصلحة الشعب،.. وأنني نفيت الشعب لمصلحة الشعب؟!
  • سأقول أن الحكومة أخطأت، نعم أخطأت، وأن الوزراء لم يطبقوا سياساتي، وأن العسكر، سيحمون الدولة وأنا رمزها الأول، وبأنني سأوسّع من مجال الحريات والديمقراطية، وسأجعل الشعب سيّد قراره و... و... و.. لكن، الحكومة فرت، والوزراء هربوا على طائراتهم الخاصة، والجيش نزل إلى الشارع، ويستعد لتقديمي كبش فداء للمرحلة القادمة، حتى أصهاري وابنائي وزوجتي، فروا جميعا، تركوني وحيدا أواجه المصير المحتوم، لقد قلت أنني فهمتكم، لكن يبدو أن الوقت فات؟!!


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| aliane yahia | تاقديت | 07/02/11 |
موضوع قيم شكرا على انتقائك له


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة