فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3062.75
إعلانات


تَعرِية الشرفاء.. هزيمة الجبناء!

تَعرِية الشرفاء.. هزيمة الجبناء!

محمد سليم قلالة

2023/12/09

لم يكتفِ الصهاينة بالقتل والتخريب في غزة وفي كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل انتقلوا إلى حالة من الانتقام غير المسبوق عن طريق إلقاء القبض على المدنيين الرافضين للتهجير القسري، وتعريتهم وتجميعهم أرضا بغية نقلهم إلى جهات مجهولة، في محاولة يائسة للنيل من معنوياتهم وردِّ بعض الاعتبار لجيشهم الجبان المهزوم أمام إصرار الفلسطينيين على مقاومته من خلال التمسك بأرضهم ومساكنهم ورفض المساس بكرامتهم وعزتهم… هكذا تتجلى الصهيونية في أبشع صورها؛ حركة عنصرية فاشية نازية بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى.. وهكذا تُعيد لنا صورة استعمار القرون البائدة التي كان فيها الغربيون المحتَلون يُبيدون شعوبا بكاملها ويقترفون ضدها أبشع الجرائم.. وهكذا يتم إعادة إنتاج صور جرائم الاستعمار للأجيال الصاعدة من أبنائنا وبالكيفية ذاتها أحيانا إن لم يكن بصفة أبشع وبوسائل أكثر فتكا.. وبعد ذلك يأتي مَن يُحدِّثنا منهم عن “حوار الحضارات” وعن “التعاون المشترك” وعن “حقوق الإنسان” و”الديمقراطية” و”الضمير الإنساني”…!.
هل مَن يؤمن بوجود مثل هذه القيم يقوم بما يقوم به اليوم في فلسطين؟ هل يؤمن الأمريكيون بالحرية والليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان حقا؟ هل مازال من بينهم مَن يُصدِّق أن هناك مَن سيثق في شعاراتهم بعد اليوم؟ هل يظن هؤلاء أنهم مازالوا يستطيعون فرض وجودهم في العالم بقوة الحديد والنار؟ ألم يُدرك هؤلاء وكيانُهم الصهيوني المُصطَنَع أنهم لا يستطيعون تسيير العلاقات الدولية بالقوة الظالمة؟ ألا يدري هؤلاء أن الدول التي تخافهم أو تُنافقهم هي في طريقها للزوال؟
إن ما يقوم به الأمريكيون من خلال الصهاينة في فلسطين دليلٌ على أنهم لم يحفظوا الدرس بعد، وأنهم كما الاستعمار التقليدي أغبياء لا يستطيعون استخلاص الدروس من الماضي، وسيكتشفون بعد قليل أن الهزيمة ستلحق بهم طال الزمن أم قصر..
إن هؤلاء الرجال الصامدين الرافضين لمغادرة أرضهم ووطنهم الذين يتم قهرهم بهذه الوسائل لَمنتقمون منكم اليوم أو غدا، ولَمنتصرون طال الزمن أو قصُر، مثلهم مثل الذين انتصروا قبلهم في كل البلاد المستَعمَرة وأذلُّوا الاحتلال الغاشم.. وإن لم يكن هم فأبناؤهم أو أحفادهم… ألم يخسر الفرنسيون المعركة في الجزائر في آخر المطاف بعد كل الذي قاموا به من إبادة جماعية وتنكيل وقهر للرجال والنساء والأطفال؟ ألم يخسرها كل أوروبي أو أمريكي في أي بقعة من الأرض التي غزاها ظلما وعدوانا؟
الأسلوب ذاته يتكرر، والمصير ذاته يتحقق… وهو الذي يحدث اليوم في فلسطين من خلال معركة “طوفان الأقصى”.. وهو الذي يعزِّز قناعتنا أكثر في كون جميع الشعارات الغربية التي يروِّجون لها باعتبارها شعارات تقدُّم ورقيّ إنما هي شعاراتٌ زائفة مخادِعة هدفها الوحيد هو مزيد من القهر والسيطرة.. لذلك فإنّ معركة “طوفان الأقصى” إذا ما كانت قد حققت أمرا استراتيجيا ذا آثارٍ بعيدة المدى فإنما هو إعلان موت القيم الغربية الزائفة، وحلول القيم الذاتية الأصيلة محلّها.. وهو انتصارٌ عميق يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الصراع هو حضاريٌّ في آخر المطاف، وأننا من خلال المقاومة الشريفة في غزة لا نقوم فقط بمعركة من أجل تحرير الأرض، إنما بمعركة لأجل عودة قيم أسمى وأخلاق أعلى وحضارة أعظم تضع حدا لهذا العصر الهمجي الذي حكم فيه الرجل الغربي العالمَ وأوصله إلى الحالة التي هو عليها الآن.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة