فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3321.96
إعلانات


الطلاق مغامرة لا تؤمن عواقبها

الطلاق مغامرة لا تؤمن عواقبها

: 2023-09-26

أ‌. آمنة فداني/

البيت كهف الاستقرار بمعالم ثلاث: مودة، تراحم، سكينة، والأسرة المتماسكة تعتبر رسالة تعميق الوعي الحضاري تقدمها للمجتمع في كيفية ضمان البقاء والوجود، فلا تنشأ أسرة من أفراد متخاصمين ولا يقوم بيت على غير زوجين مؤمنين يسعون دائما إلى تلويث هوائه وتعكير صفو سيره، لذلك لابد أن تعاد صياغة هذا الواقع بكل ملابساته، لأن هذا الرباط الوثيق هوية عميقة يتجاوز عقد الزواج، فالتفكك الأسري سلوك لا يليق بمقام مجتمع مسلم، ناسف لهذه الظاهرة التي أصبحت من الأمراض الاجتماعية الخطيرة المنتشرة في سائر مجتمعاتنا الإسلامية عامة وفي المجتمع الجزائري خاصة،إنها حالات بكائية تدفع إلى الإحساس بجنائزية الواقع تعيشه كل أسرة مفككة في موقعها، ظواهر لها مسبباتها الموضوعية ولا شك، فحالات الطلاق والخلع في المجتمع الجزائري تهدد أمن واستقرار الأسر والارتفاع المهول في هذه الحالات نادرا ما تكون الأسباب مقنعة فعالم الأسرة ملئ بالأسرار، فالبداية التي كانت عسلا تحولت إلى حنظل، أظلمت القلوب وفسدت الحياة، يتلاقى الزوجان على حلبة من الصراع لا ينتهي ولا يثمر والدخول في متاهات دون الارتباط بجذور جامعة ولا نهايات موحدة وفقدانهم لقاعدة المبادئ التي تشكل القاسم المشترك يخضع له الجميع والنتيجة كانت اتجاهين مختلفين، حينئذ لا يدرك الكل منطق سير الأمور والتصرف على أساس صيانة العلاقات وتدارك الأخطاء.
سلسلة أخطاء متواصلة متمادية أوصلت الأمور إلى المأزق بعدما أحسوا وسكتوا إما عن سوء تقدير أو سوء تدبير وتقصير أو قلة تفكير واستهتار أوصلت الوضع إلى تدمير الأسرة ونهايتها وتشتت أفرادها.
الأسرة الواعية هي التي تعرف كيف تتخذ من خلافاتها سلما إلى تمحيص الفكر وسبيلا للاتفاق، فالسعي للمحافظة على تماسك الأسرة أمانة باعتبارها أكثر المؤسسات أهمية في بناء المجتمعات، فالتريث في اتخاذ قرار الانفصال والوقف المؤقت للعلاقة وبقاء الزوجة في البيت فإن ذلك يعتبر من ديننا لعل المياه تعود لمجاريها قال تعالى في سورة الطلاق الآية 01 {… لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً}.
لذا ضرورة وجود الإخلاص في النفوس والصدق في القصد تغيب فيه الرؤية الحاقدة ويعلو السمو الفكري الحضاري البعيد عن القمع والتصلب مع تشكيل قاسما مشتركا يخضع له الجميع لخدمة الأسرة ولا تجعلوا هذا الميثاق عرضة للبؤس والمصير المجهول.
• الأسرة المستقرة نتيجة للوعي السليم، لأن هذا الأخير يغلق على الشياطين أبوابهم ويحطم آمالهم وأحلامهم، فالطلاق مغامرة لا تؤمن عواقبها على الكل والأبناء هم الحلقة الأضعف والمتضرر الأول، يتامى وأوليائهم على قيد الحياة، لذا فاتركوا البناء يواصل سيره بنجاح بدل الدمار والشتات وتمزيق الشمل فاختاروا ما هو أرفق بالعائلة وأيسر في علاج المشكلة، فالأسرة التي تصمم على تماسكها لا تندثر.
• الاختلاف في كيفية تسيير شؤون البيت أمر محمود إن لم يتعد المعقول والمقبول، تتعلمان كيفية التعاون واحترام كل منكما لقدرات الآخر ومسؤولياته فكلما اقتربتم من دائرة النية الصادقة حسنت مفاهيمكم واستقامت أفكاركم، أما غير هذه الرؤية فهو خلل في الأفكار عشوائية في التصرفات.
• ما أجمل وما أحلى العفو عند المقدرة، فهو تعبير لطيف يزيل جميع الشوائب التي تعوق تلاحم القلوب وتعانق الأرواح، فالإنسان الذي لم يكتشف نعمة الأنس ولم يشعر بوجودها هو إنسان غافل عن أعظم مصادر الحياة ومنابع النور، وعلى قدر إيمان الزوجين بقدسية رسالتهم وثقل مهمتهم يكون البذل من جهدهم ووقتهم، فالعبرة عند البناء هي الأسوة الصالحة والحب الوثيق والبعد عن مواطن النزاعات، فالتنوع داخل الإطار الرحب يحكمها في النهاية حبل متين والرصيد في الثبات يزيد في إدراك المقصد من خلال المرور إلى عمق الحقيقة بمشاعر المصير المشترك.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة