فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3069.65
إعلانات


الشيطان يتجلَّى في إفريقيا، وهل فرنسا في أيامها الأخيرة؟

عين البصائر

الشيطان يتجلَّى في إفريقيا، وهل فرنسا في أيامها الأخيرة؟

2023-08-28

أ. لخضر لقدي/

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن عصر «فرنسا الإفريقية» قد انتهى، وأن بلاده الآن صارت «محاورًا محايدًا».
وقال للفرنسيين:إن حياة الرفاهية انتهت واستعدوا للتضحيات، إنها نهاية الوفرة.
نتمنى ذلك ولكننا نقول هل يمكن تصديق كلامه، وهل يمكن اعتبار ما يحدث في النيجر ومالي وبوركينافاسوا مؤشرا على نهاية الهيمنة الفرنسية في هذه المنطقة من العالم؟
إن فرنسا القديمة كانت مورد الحملات الصليبية ومعينها وكان لها دور فعّال في تأجيج جميع الحملات الصّليبيّة.
وهي اليوم آلة الاستغلال وسلب الخيرات ونشر التفاهات ومصدر البلاوي والبذاءات من خلال لغتها وهيمنتها.
لقد آن لإفريقيا أن تتخلى على الفرنسية لغة الطهي والأزياء والمسرح والفن والرقص وتختار لغتها وتتفتح على العالم من خلال بوابته الصحيحة(الانجليزية) دون المرور بمترجم فرنسي.
واللغة تحمل ثقافة أهلها وقيمهم الاجتماعية والأخلاقية والدينية وتؤثر في سلوك وتفكير حامليها، فالذي يتكلم الفرنسية ويتثقف بها حتما سيفكر فرنسيا ويكتب فرنسيا وتستهويه أرض فرنسا وربوعها الجميلة ومدنيتها اللامعة، ويعشق العطر الفرنسي ويلبس اللباس الفرنسي ويشتاق للسياحة والتسوق في الشانزيلزي، حيث قوس النصر والمسلّة والمتاجر ومنافذ البيع المُنتشرة على جانبيه.
وهنا تحضرني كلمة شهيد اللغة العربية مالك حداد الشاعر المرموق والروائي ابن مدينة قسنطينة إذ قال: «إن اللغة الفرنسية منفاي، ولذا قررت أن أصمت». وأثر عنه قوله: «تفصلني الفرنسية عن وطني أكثر مما يفعل البحر الأبيض المتوسط».
وفرنسا تفرض لغتها في 27 دولة إفريقية من أصل 54، وحينما أراد المستعمر الفرنسي المغادرة اشترط ضمان بقاء لغته، وغرس عملاءه في الإدارة والاقتصاد والإعلام بشكل أبدي مقابل استقلال شكلي واحتكار لثرواتها الطبيعية، ومن أراد التأكد فليعد إلى نصوص اتفاقيات إيفيان والتجارب النووية في رقان وميناء وهران.
وفرنسا ترعى القيم المثلية وتدافع عن العابرين جنسيا ومجتمع الميم LGBT وجعلت ذلك أولوية لسياستها الخارجية، فعينت سفيرا لها هو(جان مارك برتون) في أكتوبر 2022 من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان كما تزعم، وبالتالي جعلت من نفسها خادما للشيطان، وصدق الله القائل في كتابه:{وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.
ومن العجائب والعجائب جمة أن فرنسا تعيش من خيرات إفريقيا وهي تملك أكبر احتياطي من الذهب في العالم (2436طن) وهي سادس مصدر له، بينما لا تحتوي أرضها على منجم للذهب، ودولة مالي لا تمتلك أي احتياطي من الذهب وبها 860 منجما ينتج 50 طنا .
وفرنسا ترى النور من ثقب النيجر المظلمة فتؤمن اليورانيوم من مناجم النيجر (20 بالمائة) ليضيء شوارع باريس بينما ينام 90 بالمائة من سكان النيجر دون كهرباء، ويورانيوم إفريقيا يولد الكهرباء ويستكشف الفضاء ويزود البوارج والقنابل النووية.
إن أوروبا تعيش عقدة الديمغرافيا ومن أجل ذلك جاءت نظرية «المليار الذهبي» للحد من النمو السكاني الذي لا يتوافق مع الموارد العالمية حسب زعمهم وتخرسهم والله تعالى يقول: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
واليوم يستعاد في فرنسا خطاب كراهية الإسلام الذي صيغ في حقبة التوسّع الاستعماري، وتسن من أجله القوانين، وفي فرنسا عداء واضح وفاضح لدى النخب السياسية والإعلامية والمثقفة الفرنسية للإسلام كدين وليس فقط للإسلاميين.
إن علينا أن نحيي ما أماتته فرنسا من دين ولغة، وننشر ما أقبرته من أمجاد، ونوحّد ما فرّقته من صفوف، وننزع من الصدور ما زرعته من خوف، ونستعيد ثرواتنا.
وأختم كلمتي بعبارتين لطيفتين دقيقتين الأولى ذكرها مالك بن بني رحمه الله في كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي:» أما اليوم فالمعركة من الداخل وبين جدران القلعة، بين أولئك الذين يريدون الدفاع عن القلعة والذين يريدون تسليمها إلى الأفكار الأجنبية».
والثانية كتبها العالم الثائر المصلح فضيل الورتلاني في كتابه الجزائر الثائرة:» وبعد: فيا أصدقاء فرنسا الكرام، إنكم في عصر المعرفة والمنطق، فالرجاء أن تحرصوا على معرفة الحقائق في عظائم الأمور وعلى تحكيم المنطق وحده فيها دون العواطف والشهوات».

الشيطان يتجلَّى في إفريقيا وهل فرنسا في أيامها الأخيرة؟


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة