فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3062.75
إعلانات


الطِّينَةُ الجزائرية

الطِّينَةُ الجزائرية

محمد الهادي الحسني

2023/08/02

إن أقذر ما مرَّ على الجزائر عبر تاريخها من فجره إلى يومنا هذا هو تدنيسُها من قِبَلِ هذه العصابات واللصوص الذين يسميهم من لا يعرفهم “فرنسيين”، ويحسبهم من بني آدم، ولكننا -نحن الجزائريين- الذين بَلَوْنَا هذه “الرَّاسَّه” ندين بقول شاعر في هؤلاء الرَّهْطِ الذين سمَّاهم بِيرْبْرُوجَر -أول مدير فرنسي للمكتبة العمومية في الجزائر- “الواندال المحدثين”. (انظر هاينريش فون مالتسن: ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا، ج1 ص29). أما شاعرنا فقال:

رأيتُ آدمَ في نومي فقلت له: أبَا البرية: إن الناس قد حكموا

أن “الفرانس” نسل منك. قال إذن، حواء طالقة إن صح ما زعموا.

لقد شنّ هؤلاء الأوباش حربًا معنوية قذرة على الإنسان الجزائري بهدف تجريده من سلاحه المعنوي أو ما سموه (le désarmement morale).. ومن هذه الحرب النفسية القذرة ما كتبه سفيهٌ فرنسي في أطروحته للدكتوراه، وأقرَّتْه عليه لجنة “علمية” ناقشته، فكانوا جميعا أضحوكة العالَم؛ بل زعموا لوقاحتهم أن الله -عز وجل- “عنصري”، يهب العقول لجميع بني آدم ويحرم الجزائريين… أيّ وقاحة!!!

قال هذا الـ”پيير” مورلان في أطروحته: “يجب أن لا ننظر إلى المواطن الجزائري وكأنه ذو عقلٍ شبيه بعقلنا، وإذا فكرنا في أن التعليم يستطيع أن يغيِّره تغييرا كاملا فإننا نخالف بذلك، بل نتجاهل قانون التطوُّر الثابت”. (انظر: أحمد الخطيب: الثورة الجزائرية. ص 134).

إن قِرْدَ شارل داروين، وقد يكون هذا الـ”پيير” من نسله، “سيضحك حتى أذنيه” -كما يقول إخوانُنا التونسيون- من هذا القول، ومن “العلماء” الذين أقرُّوا هذا السَّفَه. وما على الكلية التي وافقت على هذا “الوسخ الفكري” إلا أن تتحول إلى “إسطبل”.

إن هذا الـ”پيير” يدلُّ بكلامه هذا على أنه جاهلٌ حتى لتراث مفخرة الفرنسيين -روني ديكارت- القائل ما معناه: إن العقل هو أعدلُ قسمة إلهية بين البشر.

تذكّرتُ كلام هذا “الدكتور الجاهل” وأنا أتابع حفل تكريم أبنائنا المتفوقين والمتفوقات في شهادة الثانوية العامة والتعليم المتوسط، كما تذكّرتُ مقولة الإمام العالِمِ ابن باديس التي تدل على أن في رأسه عقلا وليس “pierre”، وهذه المقولة هي: “إن الطينةَ الجزائرية طينةُ علم وذكاء إذا واتتها الظروف”. (مجلة الشهاب. فبراير 1931، ص 18).

ولو بعث الله هذا الـ”pierre” لوَجَدَ أن الجامعات الفرنسية -فضلا عن المدارس والثانويات- ملآى بالأساتذة والمعلمين الجزائريين -ذكرانا وإناثا- يعلّمون الفرنسيين حتى لغتهم الفرنسية.. وقد يكون من بين هؤلاء أحفاد هذا الـ”pierre”. كما سيجد المستشفياتِ والعيادات الفرنسية تعجّ بالأطباء الجزائريين، ذكرانا وإناثا.

إن فرنسا المجرمة عندما طردها الشعبُ الجزائري لم تترك في الجزائر إلا جامعة واحدة فيها بضع مئات من الجزائريين، أما الآن ففي كل ولاية جامعةٌ أو مركز جامعي وقد تجاوز عدد الولايات الخمسين، وفي بعض الولايات توجد أربع جامعات فضلا عن المعاهد العليا والمدارس المتخصِّصة. وأعلَم أن فرنسا السارقة تتحايل الآن لسرقة هؤلاء الناجحين والناجحات.

تصويب:

سقط سهوا اسمُ الأستاذ محمد الهادي الحسني من عموده يوم الاثنين الماضي، وهو بعنوان “إنّ شانئك هو الأخبث والأخون”، وحلّ محلّه خطأً اسمُ الكاتب الدكتور عمار يزلي، فمعذرة للكاتبين الحسني ويزلي معا.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة