فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


الكتاتيب والمدارس القرآنية .. منشآت تُخرّْج نوابغ العلم والفكر حفظة القرآن الكريم يتصدّرون قوائم الناجحين في البكالوريا

عين البصائر

الكتاتيب والمدارس القرآنية .. منشآت تُخرّْج نوابغ العلم والفكر حفظة القرآن الكريم يتصدّرون قوائم الناجحين في البكالوريا

2023-07-24

تقرير : فاطمة طاهي/

تصدّر الطالب محمد الأمين بن قداش قوائم الناجحين في شهادة البكالوريا بحصوله على المرتبة الأولى وطنيا في شهادة البكالوريا لدورة 2023 «شعبة علوم تجريبية»، وبمعدل قدر بـ19.50، بثانوية العقيد علي تونسي بولاية غليزان.
والجدير بالذكر أن الطالب محمد الأمين بن قداش حافظ لكتاب الله كاملا. ولطالما كان المتفوقون في مختلف الشهادات العلمية من حفظة القرآن الكريم، وخير دليل على ذلك نوابغ البكالوريا على مرّ السنوات الأخيرة من حفظة كتاب الله المتخرجين من مدارس قرآنية. وهذا ان دلّ على شيء إنما يدل على أثر حفظ القرآن الكريم على التحصيل العلمي والدراسي وعلى تنمية الرصيد المعرفي واللغوي لدى الناشئة، كما له دور في توسيع مدارك الفهم والذكاء لديهم، فضلا عن دور فهم القرآن الكريم في تهذيب أخلاقهم وسلوكياتهم كما يساعدهم في الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه.
وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة الإسلامية والغربية أن حفظ القرآن الكريم يضمن للأبناء النجاح والتفوق في الكبر كما يساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة، وهذا حسب ما يثبته العلماء الذين التحقوا بأكبر الجامعات العالمية وبأرقى المعاهد العلمية والذين بدورهم أبهروا العالم باختراعاتهم وابتكاراتهم أولئك كانت بدايتهم في المدارس القرآنية، فضلا عن العلماء الجزائريين إبّان الحقبة الاستعمارية الذين حفظوا القرآن الكريم في الكتاتيب والمدارس القرآنية وفي الزوايا وتخصصوا بعد ذلك في شتى المجالات والعلوم داخل وخارج الجزائر.
وحسب الدراسات التي أجريت في هذا الشأن أكدت على دور القرآن الكريم في تكوين الخلفية القرآنية والثقافية والإسلامية لدى أبناء المجتمع الإسلامي لقرون عدة حيث كانت الكتاتيب والمدارس القرآنية من أهم المنشآت التربوية والتعليمية والاجتماعية للأطفال فغرست الروح الإسلامية في قلوب الصغار وضمنت تفوقهم ونجاحهم في المجال الدراسي وفي مناحي الحياة الأخرى، كما يساهم حفظ القرآن الكريم في النمو اللغوي والذهني لديهم وينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم بالإضافة إلى تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي وقدرة كبيرة على تنظيم الوقت.

دراسة جزائرية ميدانية تؤكد أثر حفظ القرآن الكريم على التحصيل الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية
قام مجموعة من الأساتذة الباحثين في الجامعة الجزائرية والمتمثلة أسماؤهم كالتالي: كمال صدقاوي، بهية فقيـــر، أحلام قـداش، بدراسة ميدانية حول أثر حفظ القرآن الكريم على التحصيل الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في بعض المدارس الابتدائية بولايتي: تيسمسيلت و تيارت
هذا وناقش البحث أثر حفظ القرآن الكريم على التحصيل الدراسي في التعليم الابتدائي بالجزائر نظرا لأهمية الموضوع في علم النفس وفي علوم التربية، ومن جملة ما هدفت له الدراسة معرفة الفروق بين تلاميذ المرحلة الابتدائية الحافظين للقرآن الكريم وغير الحافظين للقرآن الكريم على التحصيل الدراسي العام، متمثلا في تحصيل مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ابتداء من السنة الثانية إلى السنة الخامسة ابتدائي في ولايتي تيارت و تيسمسيلت.
وقد أجرى الباحثون الدراسة على عينة البحث المقدرة بـ 360 تلميذ وتلميذة من التعليم الابتدائي، منهم 180 حافظا للقرآن الكريم و180 غير حافظا للقرآن الكريم، يدرسون في مدرسة «مكبرت يحي» ومدرسة «طويبي محمد» بولاية تيسمسيلت، ومدرسة «معاصمي عبد القادر» ببلدية تيارت، و مدرسة «أحمد طالب» في بلدية عين بوشقيف ولاية تيارت،. تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 12 سنة، في السنة الدراسية 2016/2017.
وقد توصل الباحثون إلى: وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ المرحلة الابتدائية الحافظين للقرآن الكريم والتلاميذ غير الحافظين في التحصيل الدراسي لصالح التلاميذ الحافظين. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ المرحلة الابتدائية الحافظين للقرآن الكريم والتلاميذ غير الحافظين في التحصيل الدراسي لمادة اللغة العربية لصالح التلاميذ الحافظين. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ المرحلة الابتدائية الحافظين للقرآن الكريم و التلاميذ غير الحافظين في التحصيل الدراسي لمادة التربية الإسلامية لصالح التلاميذ الحافظين.

حفظ القرآن الكريم وتنمية القدرات العقلية والذهنية
أظهرت الدراسات العلمية زيادة عالية في قدرة ومهارات الطلاب أكاديميا بسبب تنشيط العديد من وظائف المخ في نفس الوقت من خلال حفظ النصوص، فإن حفظ المزيد من الكلمات كل يوم يؤدي إلى تجهيز وتطوير الذاكرة من خلال زيادة قدراتها.
وجاء في الدراسات العلمية أنه من خلال القراءة المستمرة والمنتظمة لما يتم حفظه من القرآن تصبح الاتصالات الشبكية أقوى في الدماغ، وهكذا تحدث تغيرات فعلية في خلايا ودوائر المخ. وأثبتت أن حفظ القرآن يؤدي إلى زيادة المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ، وترتبط هذه المناطق بالحواس واتخاذ القرارات والذاكرة والقراءة والنطق.
يتطلب حفظ القرآن الكريم حفظ عدد متزايد من الكلمات يوما بعد يوم، وخلال هذه العملية يتم أولا تخزين النصوص في الذاكرة الحسية من خلال الحواس السمعية والبصرية، ثم تنتقل هذه النصوص إلى الذاكرة قصيرة المدى، ومن ثم تنتقل للذاكرة طويلة المدى.
تأثير حفظ القرآن الكريم على الذاكرة
أثبتت الدراسات العلمية أن حفظ كميات كبيرة من النصوص في سن مبكر يقوي ويعزز الذاكرة العاملة لدى الطفل، وكذلك قدرات التعلم ومهاراته. حيث تعد الذاكرة العاملة جزءا من الذاكرة قصيرة المدى، وهي المكان حيث يقوم الفرد بحفظ المعلومات فترة تكفي لإعادة استخدامها، ولهذا عادة ما يكون لحفظها حد زمني. عادة ما يتم حفظ المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى بشكل سريع، بينما يخزنها العقل في الذاكرة طويلة المدى عندما يشعر أنه في حاجة لها على المدى الطويل. وكلما احتفظت الذاكرة العاملة بمقدار أكبر من المعلومات، زادت قدرة الفرد على تعلم معلومات جديدة.

الدلائل الربانية وإشاراتها المتكررة في نتائج الامتحانات

بلخيري محمد الناصر

المدارك المنكمشة لا صلح خللها إلا القرآن، فقدرته عجيبة على بعث الطاقات الكامنة ومدها بوهج الإيجابية، وتسريع الذكاء وإصلاح النفس البشرية وجعلها في توازن روحي دائم ومستقر، تمتثل له الأحاسيس والمشاعر، فهو مولد الهمة وساند العقل وفاتح عقدة اللسان، وبوصلة العقل والخطى نحو الفلاح، إنه كلام الله تعالى المُنزَّل على نبينا مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، معجزة وقرآنا يتلى، وقد تولى الله حفظه مصداقا لقوله تعالى في سورة الحجر، الآية 8 «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، وقد عجز الجن والإنس على الإتيان بمثله، إنه الدستور الجامع لأمتنا الإسلامية، الصالح لكل زمان ومكان، ومن يقول غير ذلك فقد أصابه داء القصور الفكري ولوث عقله تداخل المفاهيم، التي أجبرت الكثيرين ممن يحملون لواء العصرنة والانفتاح الحضاري ومده الغربي الملوث، المشبع بسموم العلمانية الصليبية الصهيونية، التي لا تريد الخير للأمة الإسلامية ولا لكل صحوة إصلاحية رشيدة محفزة وخاصة في مجال التربية والتعليم، على الترويج لفكرة «فصل الدين عن الدولة» وجعل الدين منحصرا في المسجد.
هناك دلائل ربانية، وإشارات متكررة جلية وواضحة وضوح الشمس، وربما السواد الأعظم من أفراد المجتمعات الإسلامية لم يلقوا لها بالا، وهي أن المتحصلين على أعلى المعدلات في امتحان شهادة البكالوريا وباقي الأطوار، من حملة كتاب الله وحفظته، وهذه تعتبر من أهم الدلالات التي يجب علينا أن نطبقها، وندفع بالناشئة إلى التعليم القرآني، والحمد لله الكتاتيب متوفرة ومنتشرة في القرى والمدن، سواء في المساجد التي تشرف عليها مديريات الشؤون الدينية، أو على مستوى الجمعيات الخيرية التي وفرت مثل هذه المدارس القرآنية، أو على مستوى معلمي القرآن الخواص في الأحياء، زيادة على التعليم القرآني الذي تقوم به شعب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المنتشرة في جميع بلديات القطر الوطني. ولقد أعطيت أهمية كبرى للتعليم القرآني في كل من ولايتي تيزي وزو وبجاية وهذا في حد ذاته تقدم مشهود في هذا المجال يجب الإشادة والافتخار به، لأنه يصب في خانة الاستفاقة الفكرية والنهضة العلمية، التي من شأنها أن تقوي عزيمة أمتنا وتدفع بها نحو التقدم، وقد كان لأسلافنا فضل كبير علينا، إذا حاربوا المستعمر وسياسته الجهنمية الصليبية بالقرآن، ونشر الوعي بقداسة الثورة وأبعادها الروحية، ورحم الله شيوخ وعلماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجزاهم الله عنا خير الجزاء، إذ أفسدوا مشاريع فرنسا و وأدوا سياستها الصليبية في مهدها.
إننا في زمن التحديات، والأمة الإسلامية تواجه خطر المد الصهيوني وتوسعه المشبع بالاغراءات المادية والمعنوية، فكل تمهيد لمثل هذه المشاريع يتبعه استطلاع ومسح ديني صليبي ممزوج بفكر سام، المراد منه القضاء على وهج هذه الأمة وصحوتها، وتكبيلها حتى لا تستطيع أن ترفع رأسها لترى مصيرها ومرتبتها بين الأمم، ولا سبيل لتحررها من هذه القيود، إلا بالعودة الجادة للقرآن العظيم وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
إن هذه الإشارات ما هي إلا دليل على أن حفظ القرآن العظيم له قدرة كبيرة على تطوير المدارك العقلية وزيادة قوى الذكاء، كما يشجع على اقتحام ميادين الإبداع في جميع المجالات، علمية و تقنية ومكانيكية وسائر العلوم الأخرى فيزيائية وفضائية وفي جميع أطوار التربية والتعليم وكذلك التعليم العالي والبحث العلمي، ولنا تجارب في هذا المجال فكم من أدمغة متخصصة عربية يستغلها الغرب، فحامل كتاب الله تجده متخلقا ورزينا وثابتا، فصيح اللسان قوىّ الجنان، لا تهزه مغريات ولا تكسره مثبطات ولا كبوات، صاحب إيمان قوي، سريع البديهة لا يزعزعه ارتباك ولا يهزه رد. لذلك فعلى الآباء أن يكون التعليم القرآني من أولى اهتماماتهم وخاصة قبل الدخول المدرسي بالنسبة للطور الابتدائي وفي العطل المدرسية لجميع الأطوار، وأن يحرصوا كل الحرص على مدهم بكل الوسائل المساعدة على حفظ كتاب الله. يقول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» إنه خطاب شامل للأمة الإسلامية، فخير الناس وأفضلهم وارفعهم ذكرا وأعلاهم درجة من زاوج بين هاتين النعمتين، التعلم والتعليم. كذلك فإن المساهمة في مشروع تعليم القرآن يعتبر من الأعمال الجليلة التي تساهم في بناء وترقية الفرد والمجتمع وبناء جسور إصلاحية تربوية وفكرية تربط الحاضر بالمستقبل، لصناعة جيل من العلماء في كافة المجالات العلمية، فقد ثبت بالتجربة أن جميع النجباء والنوابغ من حفظة كتاب الله.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة