فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3116.65
إعلانات


عودة الروح

عودة الروح

عمار يزلي

2023/07/10

الجزائر اليوم، وفي ذكرى يوم استقلالها الـ61، تعرف كيف تعيد قراءة أوراق المنطقة وخرائطها من أجل استعادة المواقع والتموقع الجديد، وهذا بعد أن بقيت لسنوات عجاف على هامش العمل الإقليمي والدولي لاسيما الإفريقي منه، تجترّ ماضيا بعيدا بدا وكأنه يتآكل تباعا لصالح هيمنة أطراف ودول وقوى كانت بالأمس المتحكِّم في المنطقة والقارة السمراء.

العمل الجاري منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ديسمبر 2019، تُتوج اليوم بعودة قوية للجزائر على كل الأصعدة والساحات الإقليمية والدولية، الاقتصادية منها والسياسية والدبلوماسية والأمنية، هذا فضلا عن عودة قوية للعمل الداخلي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو ما كنَّا بحاجة إليه منذ 30 سنة على الأقل، إن لم يكن أكثر.

الجزائر اليوم، وهي ترى نفسها تعود بقوة وتخرج من القمقم بكل ثقة وعزم على التحدي والرهان على كسب معركة الاستقلال الاقتصادي الشامل والسيادة غير المنقوصة الضامنة لأمن شعبها في قوته وعمله وعلمه وقوة جيشه وأمنه في تأمين حدود البلد المترامية الأطراف، ترى في الوقت ذاته أن التحدي مطلوبٌ أكثر من أي وقت مضى بسبب الانتصارات التي تتحقق في الطريق الصحيح الذي جاهد واستشهد لأجله خيرةُ أبناء هذا الوطن على مدى عقود من التضحيات والمقاومات التي لم ولن تتوقف ولن تتغير إلا في الشكل والمقاربة.

الجزائر اليوم، ترى نفسها أنها مستهدَفة أكثر من أي وقت مضى، وأنه لما لم يتمكن أعداء الأمس واليوم من الحفاظ على الجزائر مستعمَرة قديمة، ولم يتمكنوا من ابتلاعها بعد الاستقلال، ولم يتمكنوا حتى من تهشيمها وتحطيمها في التسعينيات من هذا القرن، لن يستطيعوا اليوم تركيعها ولا حتى ثنيها على المضي قدما في تحرير مبادراتها السيادية في التحول الاقتصادي والسياسي والأمني، جنبا إلى جنب مع الدفع نحو تحرير بقية القارة الإفريقية التي بقيت إلى غاية الأمس القريب ترزح تحت نير الاستغلال والتمييز والابتزاز بكل أشكال الدعم والتمويل للحركات المسلحة للإبقاء على “فوضى الوجود”، الذي يدعو ويدعم بقاءها “حاميها حراميها”.

العمل الجزائري على جميع الأصعدة، بعقلية جديدة، أو على الأقل بمنهجية جديدة لا تخلو إلى غاية اليوم من عراقيل وثغرات وفرامل تعود إلى ثقافة الممارسات والسلوكيات القديمة وذهنية “البايلك” والبيروقراطية السمجة التي لا يمكن قهرُها بسهولة إلا عبر مسار طويل حازم وحاسم.

الإصلاحات الشاملة اليوم هي على الطريق الصحيح، وقد بدأت تعطي أكلها، وبدأ رئيس الجمهورية في الخروج ميدانيًّا لرؤية ثمار التحول، ليس بعقلية “طاب جنانو” حان موعد قطافه، بل بذهنية الوقوف الشخصي ومواكبة للعمل والإشراف عليه عمليا، خاصة تلك المشاريع الكبرى التي تخدم المواطن مباشرة مثل مشروع تحلية مياه البحر، كونه مشروعا اجتماعيا حيويا لم يولِه أحدٌ قبله هذا الحجم من الاهتمام: مشكلة مياه الشرب، مثلها مثل مياه السقي، تمثل لدى القيادة الجزائرية اليوم محور كل تنمية اقتصادية وبشرية. وعليه، فطموح ووعود الرئيس بأن كل منطقة من الجزائر سيكون لها نصيبُها من مشروع التحلية، على كل الشريط الساحلي، نابعٌ من الغيرة على بلد وشعب لم ينل حقه كاملا من ثمار الاستقلال.

العمل الجزائري اليوم، هو عملٌ وطني منبثق من “عودة الروح” إلى الجسد الجزائري والوطنية التي تآكلت منذ عدَّة عقود بسبب تفشي الفساد وحب السلطة والبحث عنها بكل السبل والوسائل، حتى تلك العفنة والعنيفة وغير الأخلاقية. هذا العمل الإصلاحي التصحيحي الشامل قد بدأ وقد يكون بحاجة إلى سنوات على الدرب ذاته، ومن سار على الدرب.. وصل.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة