فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3069.65
إعلانات


نائل يكشف وحشيتهم

نائل يكشف وحشيتهم

عبد الناصر بن عيسى

2023/06/30

قد تكون جريمة نحر المراهق نائل مرزوقي على مشارف عيد النحر المبارك، عملا معزولا من شرطيٍّ لم تتوفر في جريمته البشعة سبق الإصرار والترصد حسب المدافعين عن فرنسا حتى ولو كانت ظالمة، أو لحظة فقدان عقل من شرطي معلوم بأن وظيفته حفظ الأمن في المدينة، وليس دفع باريس إلى اللاأمن، لكن ردود فعل بعض الفرنسيين ومنهم المعارِضة لوبين، أكد بأن ما يكنونه للجزائريين من مشاعر بُغض وضغينة يفوق الوصف والتحمّل؛ فمنذ فترة ليست بالقصيرة كشف الكثير من المهاجرين في فرنسا عن تنامي غير مسبوق للعنصرية تجاه الأجانب والجزائريين على وجه خاص.
وقد اشتكى العديد من أفراد الجالية من الذين عادوا في هذه الصائفة إلى أرض الوطن، من معاملة سيئة واضحة بأنها بأمر فوقي، لأن الضغينة زحفت إلى قلب الإدارات والشركات والمدارس، وصارت التضحية أولا بالجزائري وأخيرا بالجزائري، في مَهمّة قذرة وصفها حتى بعض الفرنسيين بأنها محاولة من الحزب الحاكم في فرنسا، لمطاولة ومنافسة برامج اليمين المتطرف العنصرية، حتى ينزع عن حزب “لوبان” تميزهم التاريخي، ضمن قاعدة “خالف تعرف” التي عيّشت حزب لوبان “التجمع الوطني” أكثر من نصف قرن في الظل، وقرّبته في الانتخابات الماضية من الحكم، وصار تسلمه إياه، مسألة وقت، ليس إلا.
ما يُثلج الصدر، هو أن مقتل نائل لم يمرّ كحدث عابر بالنسبة لجزائريي الخارج والداخل، فقد شدّدت المظاهرات والبيانات وقلق الناس جميعا، الخناقَ على الحكومة الفرنسية، وسحبت القضاء الفرنسي إلى الحقيقة التي يجب أن لا يهرب منها، لأنه لو قتلت الشرطة أي سائق تفادى حاجزا أمنيا، لتحوّلت فرنسا إلى مجازر مرورية برصاص شرطتها، ولو تعامل السياسيون والطامعون في مقعد الإليزي مع مظاهرات تطالب بالحقيقة، كما تعامل بعض رجالات ونساء السياسة الفرنسية، فإن فرنسا ستفتقد “الحرية والمساواة والأخوة”.. عفوا فإنها ستفتقد شعارها بثلاثيته المعروفة، إن لم تكن قد افتقدته فعلا.
كشف مقتل الصغير نائل وحرق فؤاد أمه، الوجهَ القبيح لبعض الفرنسيين، من الذين لم يكفهم ما فعله أجدادهم طوال قرن وثُلث قرن، ليحملوا مشعلا ناريا في محاولة لإكمال تلك المحارق التاريخية التي فُتحت لأجلها لجنة مشتركة للتاريخ والذاكرة بين الجزائر وفرنسا.
تشهد فرنسا في السنوات الأخيرة أزمة اقتصادية حارقة تجلّت في ارتفاع أسعار مختلف المواد، وتراجع الدور الفرنسي في العالم وفقدان هذا البلد للكثير من النقاط المكتسبة في قارات العالم الخمس، وبدلا من أن تجتهد الحكومة، لأجل حل مشاكل البطالة وكيفية القضاء على التضخُّم، صارت تتعامل مع مواطنيها بتمرير رسالة “ابن البلاد أولى بالمعروف” من خلال تفضيل الفرنسي على أي أجنبي في سوق العمل، حتى ولو افتقد الكفاءة اللازمة، بل انتقلت أحيانا إلى توقيف عامل أجنبي عن العمل، وتعويضه بعامل فرنسي من دون وجه حق، وما حدث وبقي مسكوتا عنه، ظهر للعلن منذ قتل المراهق نائل.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة