فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3072.67
إعلانات


“العيش والملح” بالمفهوم الفرنسي// ل-عبد الناصر بن عيسى

“العيش والملح” بالمفهوم الفرنسي

عبد الناصر بن عيسى

2023/06/19

بمجرد أن تقرأ عنوانا مثيرا عن الجزائر، في الإعلام الفرنسي، أو تشاهد ندوة تلفزيونية يُذكر فيها اسم الجزائر، إلا ووجدت بطلا واحدا، هو السفير الفرنسي السابق، في عهد الرئيس بوتفليقة المدعو “كسافيي دريونكور”، الذي يبدو أنه قد قرّر أن يخصص ما تبقى من عمره “دخل السبعين”، بعد تقاعده، للشأن الجزائري، حتى ولو كرّر نفس الكلام، من جريدة “لوبوان” إلى استوديو أوروبا 1، وغيرها من المنابر الفرنسية، التي لم تعد تصدق بوجود رجل، يقال عنه سياسي، لا يتوانى عن قبول أي دعوة، في أي مكان وفي أي زمان، إذا كان عنوانها الجزائر.

هذا الرجل الذي تحوّل إلى ضارب رمل مستقبلي، لا يرى سوى السواد في مستقبل الجزائر، قاد الديبلوماسية الفرنسية في الجزائر بعهدتين، من قرابة الثماني سنوات، “أكل” فيها من عيشها وملحها، ما لم يأكله ديبلوماسي فرنسي آخر، ولكنه الآن يقدم أوهاما عن الجزائر التي عرفها في عهدة أولى، وكان يصفها بأجمل الأوصاف، وعاد إليها في عهدة ثانية وكأنه يعود إلى الجنة، وبمجرد أن غادرها في خريف 2020، اختص في معاداتها في تناقض سافر، بين وصفها باللغز المحيّر والصفحة الرمادية الغامضة، وتحليل أوضاعها وكأنها صفحة بيضاء ناصعة.

وُلد هذا “السياسي” الذي عاش قرابة العقد في الجزائر في سنة الثورة الجزائرية 1954، وكانت دراسته وتكوينه الجامعي في الإدارة والسياسة يتركز على حقبة استعمار فرنسا للجزائر، في فترة ثورتها ورجالات فرنسا الذين عاصروا تلك الفترة، فعاش ينتقد هذا الرئيس الفرنسي ويبارك ذاك، بكثير من الأسف على عدم تمكن فرنسا من الاحتفاظ بأرض الجزائر، التي كان يزور كل ولاياتها في عهدته الديبولماسية الأولى، ضمن سياحة حنين استعمارية، لرجل بائس، عاش أضغاث الأوهام ومازال.

لا أدري كيف يتحدث الرجل عن قيود الصحافة في الجزائر وتبعيتها للسلطة، وكان يتودّد لها، ولا يتوقف عن دعوة الصحافة الجزائرية لتغطية خرجاته الكثيرة جدا، حتى ولو كانت سياحية، ولا أدري كيف يصف الوضع الاقتصادي فيها بالغامض، والاستثمار فيها بالمغامرة، وكان لا يتوقف عن دعوة رجال الأعمال الفرنسيين للاستثمار في الجزائر، بلاد الخير، كما كان يقولها وينطقها حتى باللغة العربية، ولا أدري كيف لرجل كان يتنفس هواء جزائريا نقيا، ينفثه الآن ملوّثا بعد أن عاد إلى بلاده متحسرا.

آخر خرجات هذا الديبلوماسي الذي لا ديبلوماسية في حديثه، هي خوضه في النشيد الوطني الجزائري، واعتبار ما قامت به الجزائر، هو استفزاز وإحراج لفرنسا، وهو بذلك يؤكد التهمة التي طالته من الجزائريين، الذين أدركوا بأن في حلق الرجل، حسرتين، الأولى بمغادرة فرنسا لأرض الجزائر والثانية بمغادرته هو لأرض الجزائر.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة