فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


سفاهة ووقاحة..ل. أ - محمد الهادي الحسني 2023/05/21

سفاهة ووقاحة

صدق عالم الاجتماعي الفرنسي ريمون روي في قوله: “إن في كل أمة نسبة معيّنة من الوقحين حقا”. (أنظر ريمون روي: نقد المجتمع المعاصر. ص99).

أوافق هذا الأستاذ فيما ذهب إليه، وكنت أودّ لو حدّد – ولو بصفة تقريبية- هذه النسبة الوقحة في كل مجتمع، ويبدو لي أنه ما منعه من ذلك إلا تيقنه أن نسبة الحمقى في المجتمع الفرنسي هي الأكثر في العالم، لأنها في تقديري تكاد تكون “ظاهرة” في المجتمع الفرنسي.

إذا كانت السفاهة والحماقة في كل المجتمعات تنحصر في الغالب في الفئات الدنيا وغير المثقفة، فإنها في المجتمع الفرنسي تصيب بالدرجة الأولى ما تسمى “النخبة”، سواء كانت هذه النخبة ثقافية، أو سياسية، أو عسكرية، أو فنية.

كما أن السفاهة والحماقة تكون في كل المجتمعات في حديثي الأسنان، صغار الأعمار، قليلي العلم، لعدم نضج عقولهم، ونقصان تجربتهم العلمية والحياتية، وقد يعذرون بسبب ذلك، وأما السفاهة في فرنسا فهي تصيب بالدرجة الأولى من بلغوا من الكبر عتيا، واشتعلت رؤوسهم شيبا، ووهنت عظامهم، ونالوا حظا “وفيرا” من العلم والثقافة، وعجنتهم التجارب.. ذلك لأنهم لا يرون العيوب إلا في غيرهم من الشعوب، خاصة شعوبنا الأسيوية والإفريقية، وفي مقدمتها الشعوب العربية والإسلامية. والحقيقة هي أن سفاهة الفرنسيين لا منتهى لصغارها، وسفاهتهم الكبرى لا يحصيها إلا الذي أحاط بكل شيء علما.

وأكتفي اليوم بذكر واحد فقط من سفهاء فرنسا وحمقاها، ولا أعني إلا نائبا فرنسيا ترأس الجلسة الافتتاحية للبرلمان الفرنسي الأخير لكبر سنّه، وقد قال آنذاك كلاما أضحك عليه المجانين لسفاهته وحقارته ونذالته وخسّته..

آخر سفاهاته ونذالاته وحقاراته وخساساته ما قاله منذ بضعة أيام، حيث اتهم هذا النائب الجزائريين (هكذا بالجمع) بما سماه “هدم وسرقة وتدنيس المقابر الفرنسية في الجزائر”..

إذا كان بعض الجزائريين قد فعلوا ذلك، فهم ضحايا السياسة الفرنسية في الجزائر، التي ماتزال آثارها السيئة إلى اليوم.. وستبقى إلى أجيال قادمة..

ولكن “سعادة السفيه الأحمق” لم يذكر أن من فعل ذلك لم يكن مبتدعا، ولكنه كان مقلّدا للفرنسيين.. الذين انحطوا إلى أسفل مستوى عندما نبشوا قبور آبائنا وأجدادنا وأخرجوا عظامهم التي شحنوها إلى فرنسا لصنع ما سموّه “الفحم الحيواني” لاستخدامه في تبييض السكر..

إن ما خرج من “فم” هذا السفية أقدر وأنتن مما يخرج من كل حيوان.. إن هذه الجريمة شهد عليها فرنسيون ومنهم الدكتور سيقو، ولويس بلان الذي قال: “إن العظام البشرية كانت ترسل من الجزائر إلى فرنسا بالقناطير”. (انظر كتاب coloniser exterminet لأوليفيي لوكور قرانميزون.. فـ”أحشم على عرضك إن كان لك عرض”.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة