فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3072.67
إعلانات


الإمام القدوة 2023-02-13 الأستاذ: طالب علي/

قال الإمام على كرم الله وجهه: ليس الخير أنْ يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أنْ يكثر علمك، وأنْ تباهي النّاس بعبادة ربّك، فإن أحسنت، حمدت الله، وإن أسأت، استغفرت الله، ولا خير في الدّنيا إلاّ لرجلين، رجل أذنب ذنوبا، فهو يتداركها، ورجل يسارع في الخيرات.))
لطالما جال في خاطري أن أكتب عن رجل مواقفه أعظم من أنْ تُعَدَّ، وتُحْصَى في بضعة أسطر، وكلّ موقف يكفي بذاته لتخليده. عاش بين ظهرانينا حينا من الدّهر، ولكن هصر القدر غصنه المورق الفينان قبل أنْ يتخطّى من عمر الزّمن الثّالثة والأربعين. وَرُزِيَ أهل حيّنا بوفاته، وتفطّرت قلوبهم عليه. وبكاه أهل الجلفة، لما كان يتحلّى به من سجايا كريمة جعلت الكلّ يشهد على أنّه الرّجل الذي أبان الدّنيا، ولم يعرها اِهتمامًا، تدّثر دثار الزّهد، وخلع قميص الرياء، وتسربل سربال التّقوى. فالرّجل كان يشغل حيّزا كبيرا في دنيانا.
وأكرم به من رجل! صوّام، قوّام. لم تفته تكبيرة إحرام في مسجد أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه.
((إذا رأيتم الرَّجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)).
كما أنّه كان أخا ليل يقومه، لا يفتر لحظة عن الصّلاة، ولا عن الذّكر عملا بقول أبي الدرداء رضي الله عنه، إذ يقول: ((لولا ثلاث، ما أحببت العيش يومًا واحدًا، ظّمأ الهواجر والسّجود لله في جوف اللّيل، ومجالسة أقوام، ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثّمر.وما سمع عنه قط. أنّه تحدّث في أمر لا يعنيه، أو اغتاب أحدا، عملا بقول عبد الله بن المبارك: ((لو كنت مغتابا أحدا، لاغتبت والدي لأنهما أحقّ بحسناتي)). وكان الرّجل جواد سخيًّا على قلة ذات يده. وكان يردّد دائما: ((اللّهم إنْ كنت تريد بهذه الأمة فتنة، فاقبضني إليك غير فاتن وغير مفتون)) نعم وأجل وجلل وجير. إنه الإمام طيباوي عمر الذي ولد سنة 1952 بقرية اللهيوهي التي تبعد عن ولاية الجلفة ب 37 كلم. حفظ القرآن، ولم يتجاوز العاشرة من عمره، زاول دراسته بعدة زوايا وتتلمذ على يد الشّيخ عطية مسعودي رحمه الله. وشغل فترة من الزمن معلّم قرآن، ثمّ عيّن إماما بمسجد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بمسقط رأسه 1974 إلى غاية 1991. ثم انتقل إلى مسجد أبي ذر الغفاري ليصلّي بالناس. ويعلّمهم أمور دينهم، إلّا أنْ وافته المنية سنة 1995 رحمه الله. إنّ الإسلام يفتقر في هذا الزّمان، الذي انقلبت فيه الموازين رأسا على عقب إلى هذا الطراز من الرجال الذين ثبتوا في المعترك، وتشبّثوا بالقيم، ولم تفتنهم الدّنيا بمفاتنها، وجعلوها دبر آذانهم. ولكم أتوق اليوم أَنْ أرى هذه النماذج، فنقتدي بها، وتتعاقب أمواج السنين على ساحل الحياة على رحيل الرّجل، وتترائ أمام عيني آية، نتلوها دوما، ونمرّ عليها مرور الكرام دون أنْ نستوعب ما تحمله من معان سامية، فصلاح الآباء ينتج عنه صلاح الأبناء ((وكان أبوهما صالحا)) “وسُئِلَ الشّيخ الغزالي رحمه الله. عن أهم كتاب يفيد في تربية الأبناء. قال: استعينوا عليهم بلقمة الحلال، والدّعاء.

الإمام القدوة


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة