فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


الفرنسية في انحدار!***ل- ا-رشيد ولد بوسيافة 2022/11/23

“اللّغة الفرنسية تمتد ديمغرافيًّا في بعض البلدان الفرنكوفونية، ولكن يجب أن نكون واضحين: إنّ هناك تراجعا حقيقيا للّغة الفرنسية في دول المغرب العربي”.. هذا ما قاله الرّئيس الفرنسي “إمانويل ماكرون” على هامش القمة الثامنة عشرة للفرانكفونية التي انعقدت بتونس خلال الأيام الماضية.
وفي الواقع، فإنّ الرئيس الفرنسي لم يُخطئ في هذا التّوصيف، لأنّ استعمال اللغة الفرنسية يشهد انحدارا كبيرا في دول المغرب العربي المرتبطة تاريخيًّا بفرنسا بحكم خضوعها للهيمنة الاستعمارية الفرنسية، ورغم البرامج والمشاريع الفرنسية الرّامية إلى الإبقاء على حالة التبعية الثقافية واللّغوية، إلا أن بلدان المغرب العربي ماضية في التّخلص من هذا الإرث الثقيل.
في الجزائر يمكن القول إن قطار التّعريب الذي انطلق غداة الاستقلال، وزاد سرعتَه ابتداء من سبعينيات القرن الماضي، بتعريب المدرسة وعدد من التّخصصات الجامعية، قد اقترب من محطته الأخيرة، ورغم المقاومة التي أبداها الكثير من المتحمِّسين للإبقاء على الهيمنة الفرنكفونية إلا أن المسيرة مستمرة، واستطاعت اللغة العربية أن تأخذ مكانها الطبيعي في المنابر السياسية، في حين أصبح الكثير من المسؤولين يشعرون بالحرج البالغ عندما يتكلمون بالفرنسية بدل اللغة الرسمية للبلاد.
ولأنّ اللغات الأجنبية لها أهميتها في السياسة والاقتصاد والثقافة وكل مناحي الحياة، تصاعدت المطالب لدى النخب المثقفة بضرورة اعتماد الانجليزية لغةً أجنبية أولى في الجزائر وبدأت بعض القطاعات بالفعل في الانفتاح على هذه اللّغة وخاصة قطاع التعليم العالي، لما تتيحه الإنجليزية من مزايا الوصول إلى المادة العلمية من مصادرها الأصلية في كل التخصصات، بدل الاعتماد على الفرنسية، طالما أن المراجع الموجودة بالفرنسية ما هي إلا ترجمات عن الانجليزية أو بحوث اعتمدت على مصادر بهذه اللغة في أحسن الأحوال.
وبدخول قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإدراج اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية حيز التنفيذ، بلغت عملية التحول مرحلتها الأخيرة، وهو قرار تدعّم بإجراءات أخرى في قطاع التّعليم العالي من خلال بداية تكوين الأساتذة بالانجليزية بتسخير مراكز التعليم المكثف للّغات وأقسام اللغات الأجنبية في هذا المسعى، وقد التحقت بالفعل دفعات من الأساتذة للحصول على شهادة الليسانس في الإنجليزية بالتوازي مع مهامهم الأخرى في التدريس والبحث العلمي.
كل هذه التطورات كانت على حساب انتشار الفرنسية التي تشهد انحسارا لدى الأجيال الجديدة التي نشأت على الانجليزية إلى جانب اللغة العربية، وهو ما شكل عامل قلق لدى الدوائر الفرنكفونية التي تتابع هذا التحول وهي عاجزة عن فعل شيء يوقف التراجع المستمر للّغة الفرنسية المهددة حتى في عقر دارها.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة