فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3086.43
إعلانات


فلسطين في قلب الجزائر عمار يزلي 2022/10/14

نحو 32 سنة تمرّ على إعلان الراحل الرئيس ياسر عرفات من العاصمة الجزائر، وبالذات من قاعة المؤتمرات لنادي الصنوبر فجر يوم 15 نوفمبر من سنة 1988، قيام “دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس” أو ما سُمِّي “وثيقة الاستقلال”.

32 سنة تمرّ على هذا الحدث الذي طالما تطلع الفلسطينيون إلى أن يكون من قلب الجزائر النابض بالثورة وبالقضية الفلسطينية، الحاضن لها والواقف معها “ظالمة أو مظلومة”، لتبدأ ومن الجزائر في هذا اليوم 13 أكتوبر 2022، مرحلةٌ أخرى من التأسيس لقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

اليوم، وبالجزائر، تجتمع من جديد الفصائل الفلسطينية، بما فيها تلك التي لم تحضر قبل 32 سنة بمن فيها الحركة الإسلامية حماس والجهاد، لتوقع بيان مصالحة ووحدة وخارطة طريق يفضي خلال عام إلى توحيد المؤسسات الفلسطينية وإلى انتخاب مجلس وطني وتشريعي وانتخابات رئاسية تشمل كل الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات والقدس، وبدأ العمل من أجل وضع ركائز الدولة المستقلة بعيدا عن الصراعات والانقسامات في ظل التحوُّلات الجيوسياسية في العالم وفي ظل حملة التطبيع التي قد تُضعف القضية إن لم يتَّحد الفلسطينيون أولا خلف قضيتهم العادلة، والتي ستجد كل الدعم حاضرا خلال القمة العربية التي ستُعقد في الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر القادم.

كما كان متوقعا، وضعت الجزائر كل واجبها وثقلها التاريخي والأخلاقي والنضالي في جمع الشمل الفلسطيني من جديد وتحت راية الجزائر الجديدة، ومهَّدت الطريق لقيادات الفصائل والأحزاب والسلطة للمرور إلى السرعة القصوى من أجل طيِّ الخلافات البينية والتي نجمت عن سنين التعقيد والاحتلال والطمس الدولي للقضية عبر مسارات التطبيع والهيمنة ومشاريع السياسة الدولية القاضمة للحقوق الفلسطينية الداعمة لحروب متتالية على غزة والاعتداءات اليومية على سكان القدس والضفة والمخيَّمات والأسرى. سنوات من التنكيل والتقسيم والتهويد والهدم والقتل والاعتقالات الإدارية والتصفيات والاغتيالات والاستيطان، أفضت إلى تقسيم النضال الفلسطيني وتفتيت الجهد وتشرذم المواقف بين داعم لمسار أوسلو ورافض للتسويات غير العادلة والتسويف والمماطلة والحلّ على حساب الفلسطينيين.

وثيقة الجزائر للعمل الفلسطيني المستقبلي اليوم، تمثل بوصلة العمل المشترك، والتي سوف تدعم عبر آليات متابعة ستنجم عن اجتماع القمة العربية في الجزائر، والتي ستفعِّل لجنة جزائرية عربية لمتابعة ومرافقة تطبيق ما توصَّل إليه الفلسطينيون في الجزائر والوصول إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية وعقدِ المجلس الوطني من جديد في الجزائر كما عُقد قبل 32 سنة.

ليس غريـــبا على الجزائر أن تتمكَّن من تسهيل مَهمَّة أهل مكة وشعابها في اللقاء والاجتماع والتشاور والتصارح والتصالح وصولا إلى التفاهم والعمل المشترك، فالجزائر سبق لها أن وقفت مع القضية الفلسطينية في مختلف وأحلك ظروفها قبل أوسلو 1993، وفي مخيمات لبنان ووقفت موقفا ثابتا كما هو دأبها مع كل حركات التحرُّر، كونها هي واحدة من ثمار هذه الحركة الرائدة في مجال الانعتاق من الاستعمار والتحرُّر من العبودية، وكان عليها أن تكون كذلك. العمل الجزائري معروفٌ بخاصيته وهي التسهيل والتقريب بين وجهات النظر وتذليل العقبات والخلافات والاختلافات من دون فرض رأي ولا وضع شرط ولا توجيه ولا تدخّل. هذه الحرية في العمل وفي المساهمة، مكّنت الجزائر من البقاء على مسافة واحدة من كل الفرقاء في أزمنة مختلفة، ما مكّنها من كسب الثقة التامة في الجزائر قيادة وشعبا، والتي ترى في القضية الفلسطينية قضيتها الأولى بلا مساومة ولا منازع.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة