فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


الجزائر بعد عقود من الإرشاد والفتاوى الوسطية الجزائر تفقدُ فقيه المرجعية الشيخ أبو عبد السلام

انتقل إلى رحمة الله، الثلاثاء، الشيخ الداعية أبو عبد السلام، بعد مشوار طويل قضاه في الدعوة والإرشاد الديني، وعرف فقيد الجزائر بالهدوء ورجاحة العقل، كما انتهج خطابا وسطيا جامعا، وعرفته المنابر الإعلامية والدينية مدافعا عن الجزائر وتاريخها وداعية إلى فعل الخير، وعرف الشيخ أبو عبد السلام واسمه الحقيقي جعفر أولفقي بفتاويه وتوجيهاته ونصائحه الدينية والاجتماعية في الإذاعات والقنوات التلفزيونية والصحف الوطنية، وكان له مكانة خاصة لدى كل الجزائريين الذين أحبوا هدوءه وحكمته.

فارق الحياة إثر سكتة قلبية بسطيف
الشيخ أبو عبد السلام.. اللحظات الأخيرة وتفاصيل الوفاة

توفي الثلاثاء الشيخ أبو عبد السلام بسكتة قلبية أثناء استحمامه بالحمام المعدني لبلدية حمام السخنة بولاية سطيف، أين عثر عليه جثة هامدة.

وأكدت مصادر محليّة متواترة لـ”الشروق”، أن الشيخ أبو عبد السلام البالغ من العمر 76 سنة تنقل رفقة جمع من الأئمة إلى بلدية حمام السخنة بغية الاستحمام، وعند الوصول إلى الحمام المعدني، اقترح عليه بعض مرافقيه الدخول معه للاستحمام، إلا أنه أصر على الدخول إلى غرفة الاستحمام بمفرده، وبعد حوالي نصف ساعة طرق عليه أحدهم الباب للاطمئنان على حاله، فأجابه الشيخ بأنه في حالة جيدة، لكن في المرة الثانية لما طرق عليه الباب لم يجب، ورغم الطرق المتكرر لم يسمع له أي صوت، ليضطر الأعوان العاملون في المركب إلى فتح باب غرفة الاستحمام بالقوة، فإذا بهم يفاجأون بالشيخ جثة هامدة، ليتم على الفور نقله إلى العيادة الطبية بحمام السحنة، ثم تحويله مباشرة الى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى صروب الخثير بالعلمة.

وقبل وفاته تنقل الشيخ أبو عبد السلام، رحمه الله، يوم الإثنين إلى مدينة بوقاعة بشمال ولاية سطيف، أين كان مرفوقا بمدير الشؤون الدينية الولائي، سليم لرقم، حيث ألقى هناك محاضرة تابعها جمع غفير من المواطنين الذين قدموا من كل المناطق المجاورة إلى بوقاعة لحضور الفعالية، لينتقل في مساء نفس اليوم إلى بلدية قجال، أين ألقى محاضرته بعد صلاة المغرب بمسجد علي بن أبي طالب راس الماء بقجال، ثم ذهب إلى النوم بعد يوم متعب.

وقبل وقت صلاة الفجر، استيقظ الشيخ وتوجه إلى مسجد التقوى برمادة ببلدية عين لحجر، وصلى هناك الفجر، قبل إلقائه درسا قصيرا، ثم توجه رفقة إمام المسجد الشيخ معمر عاشوري ليتناولا الفطور، وفي محطته الأخيرة توجه بعدها إلى حمام السخنة، بينما كان مبرمجا أن يلقي محاضرة أمسية الثلاثاء بمسجد عين الطريق بسطيف، لكن، الأقدار شاءت أن يتوفى بسكتة قلبية قبل ذلك.

وقد كانت وفاة الشيخ أبو عبد السلام مفاجئة لمرافقيه، وخلفت صدمة وسط سكان بلدية حمام السخنة.

وقد رحل الشيخ أبو عبد السلام تاركا وراءه سجلا حافلا من المحاضرات والدروس التكوينية والبرامج الإعلامية القيمة.

هذا وأعلنت وزارة الشؤون الدينية أنّ صلاة الجنازة على الشيخ أبو عبد السلام رحمه الله، الأربعاء 12 أكتوبر 2022 بعد صلاة الظهر بمسجد البشير الإبراهيمي الزغارة والدفن بمقبرة سيدي نعمان بلدية بولوغين بالعاصمة.

الشيخ أبو عبد السلام.. عالم موسوعي في الفقه والأصول والتفسير

يعتبر الشيخ جعفر أولفقي، المعروف باسم “أبو عبد السلام”، أحد أبرز علماء السنة في الجزائر، بل والعالم الإسلامي في العصر الحديث، حيث ولد الفقيد بقرية توريرث بلدية تمقرة دائرة أقبو ولاية بجاية في 02 ديسمبر 1946، قرأ القرآن في مسجد قريته، ثم توقف عن الدراسة بسبب الثورة المباركة، وبعدها استأنف الدراسة مع العمل، تحصل على الشهادة الابتدائية، ثم المتوسطة، ثم النجاح للدخول إلى الجامعة مع مركز التحضير للدراسات العليا، كما تحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها سنة 1974، ثم أكمل السنة الرابعة استدراكا في سنة 1983، وذلك للتسجيل في الدراسات ما بعد التدرج.

وتحصل المرحوم بعد ذلك على شهادة الماجستير في الفقه وأصوله بتقديم رسالة في بدايتها كانت بعنوان “المصالح المرسلة وسد الذرائع في الفقه المالكي”، ثم وبإشارة من المشرف اقتصر على “سد الذرائع في الفقه المالكي”، تم بعدها إعداد شهادة دكتوراه دولة بتحقيق ودراسة مخطوط التوضيح الذي هو شرح للشيخ خليل علي بن الحاجب، “جامع الأمهات” في الفقه وأصوله على المذهب المالكي.

تقلد الشيخ عدة وظائف في الدولة، موظفا بالمجلس الوطني من 1962 إلى 1967، ثم معلما، ثم أستاذا في التعليم الثانوي من 1967 إلى 1984، ثم أستاذا باحثا مساهما في تأليف الكتب المدرسية بالمعهد التربوي الوطني 1984 إلى 1986، فمفتشا للتعليم الثانوي والتكوين للعلوم الشرعية ويسمى أيضا مفتش التربية والتكوين من 1986-1994، ليتقلد بعد هذا منصب مكلف بالدراسات والتخليص، ثم مديرا للإرشاد والشعائر، فمدير التوجيه الديني والتعليم القرآني، ثم مدير التكوين وتحسين المستوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

للمرحوم عدة مساهمات خص معظمها في عمليات تكوينية خاصة بالمفتشين في العاصمة المغربية الرباط سنة 1990، ومنطقة ليون الفرنسية سنة 1992، وقام بالتدريس في جميع مراحل التعليم من الابتدائي إلى المتوسط ثم الثانوي، ثم شارك في مهام التفتيش الثانوي ومعاهد التكوين، ليمتهن بعد هذا التدريس في المركز الوطني لتكوين إطارات التربية، ثم التدريس الجامعي كأستاذ مؤقت، في كلية أصول الدين الجزائر، وجامعة التكوين المتواصل في المواد: اللغة العربية والبلاغة ومقاصد الشريعة وأصول الفقه.

أشرف على إلقاء محاضرات عدة في دور الشباب في معاهد التكوين في الإقامات الجامعية، في التظاهرات العلمية مع المجلس الإسلامي، الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، كما كان له دروس في اللغة العربية، والتفسير، والحديث، والفقه، وخطبا منبرية، في مقاصد الشريعة من 1971 إلى غاية 2022 قبل أن يغيبه الموت، له أزيد من 100 مساهمة في إصلاح ذات البين، ومثله في إبطال مشاريع الطلاق بالصلح والمصالحة بالحكمة والموعظة الحسنة.

للفقيد أزيد من 100 درس متلفز بالعربية، وأزيد من 400 ندوة جمعة و400 ندوة أخرى متلفزة بالأمازيغية، كما كانت له حصص إذاعية في الإذاعة الوطنية والمحلية، كحصة فتاوى على المباشر بإذاعة القرآن الكريم كل يوم خميس صباحا، له أزيد من 20 استجوابا صحفيا، و10 استجوابات متعلقة بطلبة الصحافة والإعلام عند إعداد مذكرة التخرج، وتدّعمت سيرته بأزيد من 100 فتوى ونصيحة يومية عبر الهاتف سواء المباشر، أو عبر الموزع، إضافة إلى أزيد من 100 رسالة في شهر موجهة للفتاوى والاستشارة في مختلف المجالات.

من أعماله أيضا مشاركته في مجال الفتوى، مجلة العصر، جريدة الشعب، رسالة الماجستير جاهزة للطبع، محاضرة طبعت في كتيب عنوانه: “الدعوة إلى الله”، كما كانت له خدمات قرآنية من خلال إشرافه ومشاركته في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الأمازيغية، نسأل الله أن يرحمه وأن يجعل أعماله خالصة لوجهه.

وصفوه بالعلاّمة الوقور والمتواضع والأستاذ الجليل
روّاد مواقع التواصل ينعون الشيخ أبا عبد السلام بمنشورات مؤثرة

تداولت غالبية الصفحات “الفايسبوكية” لمواطنين أو لشخصيات عامة ومشاهير جزائريين، خبر وفاة الشيخ الأستاذ المفتي أبي عبد السلام، عن عمر ناهز 76 سنة. وبدا التأثر واضحا على رواد منصات التواصل الاجتماعي، لما اعتبروه وفاة “مفاجئة” للشيخ الذي ظهر في تمام صحته وعافيته منذ أيام فقط، ما جعل صدمة وفاته كبيرة على مُحبّيه الكُثر.

من الصفحات المختصة في الشؤون الدينية، إلى صفحات الرياضة وصولا إلى الطبخ والملابس والتدابير، والصفحات السياسية والثقافية.. جميعها نشرت خبر وفاة المفتي أبي عبد السلام مرفقا بأدعية للمغفور له بإذن الله. وتهاطلت تعليقات كثيرة في الموضوع، إلى درجة تلقت بعض الصفحات التي نشرت الخبر، آلاف التعليقات في ظرف دقائق فقط، وجميعها تدعو للعلامة بالرحمة والغفران، والثبات عند السؤال.

ووصف جميع رواد “الإنترنت” أبا عبد السلام بشيخ الوسطية والاعتدال، وبالعلامة القدوة، وبالأستاذ الجليل، الذي كان يبسط لهم أمور الدين، ويفقههم فيها بطريقة ميسرة، كما اعتبروا خبر وفاته “محزنا جدا”، خاصة وأنه من العلماء المحبوبين لدى الجزائريين، نساء ورجالا، وحتى أطفالا.

وكتبت معلقة: “فقدت الجزائر عمودا من أعمدتها”. وكتب آخر: “لم أصدق، ولكن كيف لا أصدق.. نزل علي الخبر كالصاعقة من السماء. وفاة حبيبنا فضيلة الداعية الفقيه الهادئ المتزن الشيخ أبي عبد السلام الجزائري- رحمه الله- بعد مسيرة حافلة من العطاء بالعلوم والعمل والدعوة في سبيل الله.. نسأل الله تعالى أن يتقبله في الصالحين، وأن يرفع مقامه في عليين، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعل ما أصابه في مسيرة حياته كلها مغفرةً للذنوب، ورفعةً له في جنات الخلد”.

ووصفه معلق على “فايسبوك” بالشيخ الوقور المتواضع والمتمكن في العلم. أما الغالبية، فتذكرت حضور الشيخ الدائم في حصة “فتاوى على الهواء”، التي كان يقدمها التلفزيون الجزائري.

محمد الشيخ: أبو عبد السلام.. رجل فقدته الفتوى والأسرة الجزائرية

أكّد رئيس ديوان وزير الشؤون الدينية، محمد الشيخ، بأن صلته بالشيخ جعفر أولفقي المكنى بأبي عبد السلام، تعود إلى ثلاثين سنة خلت، عرفه خلالها شيخا عالما فاضلا، مربيا مصلحا، داعيا إلى الله بالكلمة الطيبة، والقدوة الحسنة، شعاره في ذلك أن دين الله خير، وأن الخير لابد له من وسيلة طيبة، وأسلوب حسن، وصيغة جميلة.

وقال المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، بأن موت الشيخ أبو عبد السلام ثلمة في الساحة الدينية، ليس من اليسير تعويضها أو سدها “فقد فقده المسجد، وفقدته الإذاعة، وفقده التلفزيون، وفقدته الفتوى، وفقدته الأسرة الجزائرية التي أحبه فيها صغارها وكبارها، رجالها ونساؤها، لأنهم كانوا يرون فيه الأب المربي الناصح المشفق، قبل أن يروا فيه الرجل المفتي الذي يصدر الأحكام”.

وختم بالقول “لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون”.

حجيمي: عرفنا فيه كل الخير والطيبة والتأدب والخلق

وصف رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، وفاة العلامة أبو عبد السلام الجزائري، بـ”المصيبة”، لأن وفاة العلماء المسلمين مصيبة، كما قال. وأضاف حجيمي “المغفور له بإذن الله، كان رجلا فاضلا، عرفنا فيه كل الخير والطيبة والتأدب والخلق، وهو مرجعية دينية قيّمة”.

ووصفه أيضا، بالعلامة المعتدل والوسطي “والذي ظل محافظا على وطنه ودينه، وتماسك أمته”. وأضاف حجيمي في تصريح لـ”الشروق”، بأن أبي عبد السلام، كان شخصا بشوشا وخدوما، وظل بعد تقاعده من وزارة الشؤون الدينية، في الدعوة إلى الله، يسافر شرقا وغربا، ويزور الزوايا والمدارس القرآنية، وجمعية العلماء المسلمين.

ودعا حجيمي للشيخ أبو عبد السلام بالرحمة والمغفرة، وبالصبر لأهله وذويه.

علي عية: فقدنا علاّمة وفقيها يتقبل آراء مخالفيه بصدر رحب

ترحم الشيخ علي عية، على المرحوم العلامة أبو عبد السلام، واصفا إياه بالشيخ والأستاذ والفقيه، وقال لـ”الشروق”: “تلقيت نبأ وفاة الأستاذ والشيخ والداعية، الذي يمثل الوسطية والاعتدال، بكثير من الحزن والدموع.. ونعزي أنفسنا أولا وعائلته في هذا المصاب الجلل”.

وتذكّر محدّثنا، بعضا من المواقف التي جمعته مع الداعية والفقيه أبو عبد السلام، فقال بأنه كان متواضعا إلى أقصى درجة، ويعطي كل ذي حق حقه، حتى الذي يخالفه في بعض المسائل، وكان صاحب صدر متسع ورحب حتى مع مخالفيه، وأضاف “كم من مرة أختلف معه في بعض المسائل الفقهية، فيسمعني وأقنعه، أو يقنعني، ويتقبل كل شيء بصدر رحب”.

واعتبر المتحدث بأن أبو عبد السلام، دخل البيوت جميعا عبر شاشة التلفزيون، بابتسامته وطيبته، فأرشد ونصح. وسأل علي عية، المولى عز وجل، أن يخلف من فلذات أكباد الجزائر، من يسد مكان المرحوم ويعمر مكانه.

كمال بوزيدي: طيّب ويحبّ النكتة وسخي جدا مع أحفاده الـ60

وقال الصديق المقرب للمرحوم، كمال بوزيدي في تصريح لـ”الشروق”، بأن أبا عبد السلام كان له بمثابة الأخ الأكبر والمرافق والزميل والصاحب، وأضاف “هو من أروع من يكون بشخصيته وطيبته”.

واستذكر، الفترات الجميلة التي جمعته مع المرحوم، وقال “سافرنا مع بعض كثيرا إلى العمرة، نقدم فيها النصائح للمعتمرين، من إرشادات ومحاضرات، فكان صبورا ويتقبل النصح ولا يتكبر، وكان أيضا جادا ونكّاتا، ويحب الصالحين والطيبين، وكان كلما يدعوه أو يحتاجه شخص مهما كان وبدون واسطة، يلبي دعوته ويقضي حاجته”.

وقال بأن أبا عبد السلام كان يحب الطرفة “فمثلا إذا دعاه شخص لحاجة ما، كان يقول إذا وافق الدكتور كمال بوزيدي سأذهب”. كما ذكر بأن المرحوم، كان يحب أولاده كثيرا، وسخي مع عائلته وأصدقائه، وبالخصوص مع أحفاده الذين يبلغ عددهم الـ60 حفيدا، إذ كان يفرح بهم كثيرا.

غول: أحبّه الجزائريون واستفتوه في أدقّ خصوصياتهم

وصف رئيس المجلس المستقل لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جمال غول، الشيخ أبا عبد السلام بـ “المتقاعد الذي لم يتقاعد”، مؤكدا أن علاقته مع المرحوم، بدأت بمناسبة الملتقى الذي نظمته جمعية في ولاية سكيكدة، أين مكث معه في نفس الإقامة..” وهنالك تعرف على نبل أخلاقه وخصاله الحسنة عن قرب، وبقيت العلاقة مستمرة خاصة عبر الهاتف”.

وقال غول: “الشيخ أفنى حياته في تربية الأجيال، من خلال اشتغاله في التدريس تابعا لوزارة التربية الوطنية، ثم اشتغل أستاذا ثم مفتشا، ثم انتقل إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حيث عمل مديرا للتكوين”.

وذكر بأن الشيخ بعد تقاعده لم يتقاعد، بل واصل المسيرة مشتغلا بالدعوة إلى الله تعالى من خلال إلقاء الدروس والمواعظ في المساجد عبر مختلف ولايات الوطن، متنقلا من ولاية إلى ولاية، رغم طول المسافات، وهو الذي بلغ من الكبر عتيا واشتعل رأسه شيبا .

وأضاف غول بأنّ المرحوم كان له صوت شجي عبر الأثير من إذاعة القرآن الكريم، ووجه مشرق في شاشة القنوات الأرضية وغيرها عبر حصة الفتاوى، “فكان مجيبا عن أسئلة الجزائريين جواب العارف بالواقع، المتبع لسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في التيسير من غير تمييع ولا تشديد، وأحبه الجزائريون وارتاحوا له في ذكر استفساراتهم التي تخص بعض خصوصياتهم”.

عيسى بوخدوني: الشيخ أبو عبد السلام خدم القرآن بارعا في الاستدلال

أكّد عيسى بوخدوني، عضو مجلس اقرأ والتعليم المسجدي، أنّ المرحوم الشيخ جعفر اولفقي، أبا عبد السلام، علم من أعلام الأمة الجزائرية، بقية السلف، وعالم فقيه مفسر وملم بالمذهب المالكي، ووارث علم أحمد حماني شيخه من مواليد 1946 بتمقرا.. تلميذ الشيخ طاهر آيت علجت، حفظ القرآن في سن مبكرة ففاق أقرانه في العلم والاجتهاد، مفتي العصر، وذاع صيته وعلمه عبر القنوات والصحف، خاصة أيام وباء كورونا..

وأضاف بوخدوني أن الشيخ أبا عبد السلام كان صمام الأمة وكانت فتاواه الفيصل في الفتاوى، فقد عاصر كبار علماء الأمة، وتقلد عدة مناصب رفيعة في قطاع الشؤون الدينية، فكان متواضع سمحا بشوشا يحب الخير للناس، لا يرد سائلا، يجيب عن تساؤلات الجميع.

وأردف قائلا: “التقيت به عدة مرات بقناة القرآن الكريم منذ حوالي أربع سنوات بحكم إشرافي على حصة “ضحى”، وهو له حصة “هلا سألوا”، جمعتني معه مجالس. فقد كنت أستشيره وآخذ بتوجيهه.. رحمه الله برحمته الواسعة.

ورأيت منه سمات العلماء، وعلما غزيرا بالمذهب قل له نظير في المذهب المالكي في بلادنا، يجيب بعلم وحلم يستحضر النصوص الشرعية، حافظ متقن بارع في الاستدلال وكأن أحمد حماني رحمه الله بعث من جديد، وكان مزّاحا متواضعا له أكثر من 300 ساعة في حصته بقناة القرآن “هلا سألوا”، فكانت فتاواه حجة ومقنعة لكل المواطنين، خدم القرآن وأهله، وقطاع الشؤون الدينية تعليما وتهذيبا يجوب الولايات يتفقد العلماء والزوايا والمدارس القرآنية ولا يبخل بالتوجيه والإرشاد”.

وبفقدانه، يقول المتحدث: “فقدت الأمة الجزائرية عالما كبيرا لا يشق له غبار. لقد ترك ثلمة كبيرة بين أوساط علماء عصره.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. إنّها فاجعة كبيرة بفقد علماء الأمة القلائل في عصرنا.”

الشيخ مكركب: المرحوم كان من العلماء الوسطيين وأهل الاعتدال

عبّر الشيخ محمّد مكركب عن عميق حزنه لوفاة الشيخ أبي عبد السلام، حيث قال في تصريح لـ”الشروق”: “سمعنا ببالغ الحزن الإيماني عن وفاة عالم جليل من إخواننا العلماء الجزائريين، الشيخ أبي عبد السلام رحمه الله تعالى.. نبلغ عزاءنا لأهله وذويه وأقاربه وللأمة الجزائرية والإسلامية، ونسأل الله أن يتغمده في رحمته وأن يجعله في عباده الصالحين”.

وأضاف: “عرفناه رجل دعوة وفقه ومفتيا بقدر ما يجتهد مما علمه الله سبحانه وتعالى.. إنّه أحد العلماء الجزائريين ومن فقهائها والمصلحين ولا نزكي على الله أحدا.. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعله من أهل الفردوس الأعلى وكل العلماء الجزائريين آمين..”.

ووصف الشيخ مكركب المغفور له بأنّه “من العلماء الوسطيين من أهل الاعتدال يسعون لتأليف القلوب وتقريب الدروب والعمل من أجل جمع شمل الأمة الإسلامية والدعوة إلى الصراط المستقيم بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة، كما نعلم عنه هدوءه ولينه وعطفه وتواضعه، فهو كان أصغر مني سنا وأكبر مني علما.. رحمه الله”…

الأستاذ محمد الهادي الحسني: نشهد أنه كان يحب الجزائر حبّا جما

ترحّم الأستاذ الهادي الحسني على الشيخ المغفور له بإذن الله أبو عبد السّلام، حيث قال في تصريح خصّ به جريدة الشروق “رحم الله أخانا الشيخ الفاضل أبا عبد السلام الذي عرفناه في ميدان الشرف الدعوي إلى الله عز وجل، فقد جسّد بفعله ما كان يدعو إليه بلسانه.. فما سمعنا قالة سوء عن أخينا المغفور له بإذن الله ولا سمعنا عن عمل شائن فعله وشهدنا على إخلاصه في عمله عندما كان مسؤولا في وزارة الشؤون الدينية، فقد كان نعم المسؤول الذي لم يعتبر المسؤولية تشريفا، بل رآها تكليفا، كما سعدنا بالعمل معه في قناة القرآن الكريم التي أضفى عليها هالة من الوقار والعلم والتواضع فندعو الله له أن يكرمه وأن يقعده مقعد الصدق جزاء ما عمل للإسلام وللجزائر التي نشهد أنّه كان يحبها حبا جما فرحمه الله وأبدله الله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأبدلنا خيرا منه.

جلول قسّول: فقدنا عالما أثرى الساحة الدعوية علما وخلقا

أفاد الإمام جلول قسّول أنّه كان من المقربين من الشيخ أبو عبد السلام رحمه الله حيث قال في شهادته عن المغفور له بإذن الله “كنت أقرب الناس إلى الشيخ أبو عبد السلام واسمه الحقيقي جعفر أولفقي وجلست معه ورافقته كإطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.. وكان عضوا فعالا في التوجيه والإرشاد.. يحسن اللغة القبائلية وله إخلاص لدينه ووطنه وهو من اقترح العنصر النسوي في الإرشاد والتوجيه… وعانى كثيرا في العشرية السوداء..

وأذكر أنّه عيّن ذات مرة لأداء صلاة الجمعة بالجامع الكبير وكنت آنذاك من المشرفين على تأطير مساجد العاصمة فوجدته خائفا، لأنه يسكن في منطقة خطيرة فقلت له لا عليك، فقمت أنا بأداء صلاة الجمعة بدلا عنه.. مات مخلصا متواضعا صابرا وكان صاحب رسالة.. كان يميل إلى الوسطية والاعتدال في فتاويه وإرشاده ودعوته.

وأضاف قسّول “فقدت الساحة الجزائرية عالما أثرى الساحة الدعوية علما وخلقا.. نشهد أنه أدّى الأمانة وبلغ رسالة الشهداء فرحمة الله عليه.. إنا لله وإنا إليه راجعون وإنّا على فراقه لمحزونون..

الإعلامي أحمد طالب أحمد: الفقيد واجه مخاطر الفتوى في زمن الأزمة الدموية

الشيخ أبو عبد السلام رجل عاش بسيطا بكل معاني البساطة والسلام حتى وهو يتدرج في مدارج المسؤوليات ظل بسيطا.. رجل نشأ ابن شهيد ونحن نعرف في جزائرنا أنّ أبناء الشهداء عندما حرمتهم الآلة الاستدمارية من آبائهم حاولت الدولة أن تكون لهم عونا ونصيرا رجل في حياته كلها كان يأخذ بعين الاعتبار تلك النصرة التي ميّزت بها الدولة أمثاله وعاش في كنفها.

عندما كتب لأبي عبد السلام أن يبدأ مسارا في العمل اختار أن يكون معلما بدأ ممرنا وتطور وكابد مهنة التعليم حتى كتب له أن يكون مفتشا للعلوم الإسلامية في العاصمة وكم من أستاذ من كبار أساتذتنا للعلوم السياسية كانوا قد مروا على يديه وتدارسوا العلوم الإسلامية على يديه.

الشيخ ابو عبد السلام بعد ما كابد العلم والمعرفة اختارته وزارة الشؤون الدينية لكي يكون إطارا من إطاراتها وهذا الاختيار ما كان لأبي عبد السلام أن يرفضه، ذلك أنّه يعتقد نفسه بقية باقية لذلك الشهيد الذي قدم لوطنه المحبة والإخلاص قبل أن يقدم النفس والنفيس.. تحمل المسؤولية كما يجب أن يتحمّلها الرجال وإن اختلفت الآراء في أداء الرجل، لكنه كان يفعل ما يجب أن يفعل ويعتقد أنه صحيح..

أثناء الأزمة الدموية التي مرت بها الجزائر كان من الصعب أن يظهر مفتي يقول للناس هذا حلال وذاك حرام، كان من الصعب أن تدخل في دوامة الدم التي فرضت علينا وتختار الجزائر. أبا عبد السلام اختار الجزائر وقبل أن يظهر على شاشات التلفزيون ليوجه الناس حتى لا يقعوا في براثن التضليل المقصود… لقد وجه الناس وعلم الناس وكان معلما كما يجب أن يكون عندما كانت قناة القرآن الكريم. كان أبو عبد السلام قد بدأ في القناة الإذاعية الثانية التي سبقت إلى احتضانه ليعلم الناس باللغة الأمازيغية وسبقت إلى ذلك إذاعة القرآن الكريم، فكيف استطاع الرجل أن يوزع نفسه بهذه الروعة ليخدم الناس. يقول المشاهدون عندما يرون رجلا مثل أبي عبد السلام أنهم يشعرون بأنّ أجدادهم عادوا إلى الحياة واليوم لحق أبو عبد السلام بالأجداد فرحمة الله على الأجداد ورحمة الله على البلاد ورحمة الله على أبي عبد السلام.

الإعلامي أحمد طالب أحمد: الفقيد واجه مخاطر الفتوى في زمن الأزمة الدموية

الشيخ أبو عبد السلام رجل عاش بسيطا بكل معاني البساطة والسلام حتى وهو يتدرج في مدارج المسؤوليات ظل بسيطا.. رجل نشأ ابن شهيد ونحن نعرف في جزائرنا أنّ أبناء الشهداء عندما حرمتهم الآلة الاستدمارية من آبائهم حاولت الدولة أن تكون لهم عونا ونصيرا رجل في حياته كلها كان يأخذ بعين الاعتبار تلك النصرة التي ميّزت بها الدولة أمثاله وعاش في كنفها.

عندما كتب لأبي عبد السلام أن يبدأ مسارا في العمل اختار أن يكون معلما بدأ ممرنا وتطور وكابد مهنة التعليم حتى كتب له أن يكون مفتشا للعلوم الإسلامية في العاصمة وكم من أستاذ من كبار أساتذتنا للعلوم السياسية كانوا قد مروا على يديه وتدارسوا العلوم الإسلامية على يديه.

الشيخ ابو عبد السلام بعد ما كابد العلم والمعرفة اختارته وزارة الشؤون الدينية لكي يكون إطارا من إطاراتها وهذا الاختيار ما كان لأبي عبد السلام أن يرفضه، ذلك أنّه يعتقد نفسه بقية باقية لذلك الشهيد الذي قدم لوطنه المحبة والإخلاص قبل أن يقدم النفس والنفيس.. تحمل المسؤولية كما يجب أن يتحمّلها الرجال وإن اختلفت الآراء في أداء الرجل، لكنه كان يفعل ما يجب أن يفعل ويعتقد أنه صحيح..

أثناء الأزمة الدموية التي مرت بها الجزائر كان من الصعب أن يظهر مفتي يقول للناس هذا حلال وذاك حرام، كان من الصعب أن تدخل في دوامة الدم التي فرضت علينا وتختار الجزائر. أبا عبد السلام اختار الجزائر وقبل أن يظهر على شاشات التلفزيون ليوجه الناس حتى لا يقعوا في براثن التضليل المقصود… لقد وجه الناس وعلم الناس وكان معلما كما يجب أن يكون عندما كانت قناة القرآن الكريم. كان أبو عبد السلام قد بدأ في القناة الإذاعية الثانية التي سبقت إلى احتضانه ليعلم الناس باللغة الأمازيغية وسبقت إلى ذلك إذاعة القرآن الكريم، فكيف استطاع الرجل أن يوزع نفسه بهذه الروعة ليخدم الناس. يقول المشاهدون عندما يرون رجلا مثل أبي عبد السلام أنهم يشعرون بأنّ أجدادهم عادوا إلى الحياة واليوم لحق أبو عبد السلام بالأجداد فرحمة الله على الأجداد ورحمة الله على البلاد ورحمة الله على أبي عبد السلام.

موسى عزوني: أبو عبد السلام كان مفتاح خير مغلاق شر

قال موسى عزوني، إنّ وفاة العالم يترك ثلمة في جدار الأمة لا يسدها إلا مثله وتحدث عزوني عن علاقته بالمرحوم، حيث أفاد في تصريح للشروق: “عرفت الشيخ أبو عبد السلام في قناة القرآن ثم في إذاعة القرآن بأدبه الجم وتواضعه لإخوانه وابتسامته المشرقة.. رجل أدى ما استطاع إليه سبيلا في الإجابة عن انشغالات الناس وأسئلتهم ومجالس الصلح كان مفتاح خير، مغلاق شر في هذا الوطن ترك إرثا من الكتابات والمقالات والحصص ومجموعة الفتاوى..”، سائلا الله أن يتقبل منه كل ما قدم في خدمة دينه وأمته والصبر والسلوان للجزائريين.

الدكتور محند إيدير مشنان: المرحوم رائد من رواد الإعلام الديني في الجزائر

ترحم الدكتور محند إيدير مشنان، منسق اللجنة الوزارية للإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، على الشيخ رحمه الله، أبو عبد السلام، وسأل الله أن ينزل عليه شآبيب الرحمة، حيث قال في تصريح للشروق “أنّ الفقيد الشيخ جعفر أولفقي، هو أحد علماء الجزائر وفقهائها، الذي أبلى بلاء حسنا في خدمة الدين والوطن في كل المجالات والمراحل التي مر عليها، فهو ابن عائلة ثورية، أبوه من شهداء الجزائر، أبلى بلاء حسنا في معركة تحرير الجزائر، وابنه الشيخ أبو عبد السلام نجح في معركة تنوير الجزائر، درس في المدرسة الجزائرية وتكون تكوينا متابعا، سواء تكوين في الزاوية في القرآن والحديث النبوي الشريف، رفقة الكثير من العلماء الذين لقيهم واستفاد منهم، وتدرج أيضا في الجامعة الجزائرية، حيث نال شهادة الليسانس في جامعة الجزائر، ثم نال شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر”.

وأضاف المتحدث “آثر أبو عبد السلام خدمة الدين على إتمام رسالة الدكتوراه، فأبلى بلاء حسنا في مجال التعليم، حيث عمل أستاذا في المدرسة الجزائرية في مختلف الأطوار التعليمية في الجزائر إلى أن صار مفتشا في التعليم الثانوي لمادة العلوم الاسلامية، ومرحلته كانت متميزة بكثير من البرامج والمناهج والجهود المعتبرة في تأسيس البرامج وتوجيه الأساتذة الجدد، ولقد كنا من استفاد من خبرته، ثم انتقل إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كمستشار إلى أن تقاعد ولكنه لم يقعد، ففترة ما بعد التقاعد كانت بالنسبة إليه فترة العمل واستمر عاملا في مساجد الجزائر يعلّم الناس ويعظهم ويوجههم ويتنقل من ولاية إلى أخرى ومن مسجد لآخ،ر ربما لا توجد ولاية إلاّ وزار مساجدها ومدارسها وزواياها وألقى فيها دروسه ومحاضراته المعروفة بالعمق والبساطة مع الوسطية والاعتدال”.

وكان الشيخ عضوا مؤسسا للجنة الوزارية للفتوى في مختلف أطوارها، فقد كان رمزا للمرجعية الدينية والوسطية.

الشيخ أبو عبد السلام هو أيضا رائد من رواد الإعلام الديني في الجزائر، يقول الدكتور مشنان، فهو من مؤسسي الإعلام الديني في الجزائر في بعده الجديد من خلال حصصه ودروسه الوعظية والتوجيهية إلى أن بدأت حصص، هو أكثر من يعرفه الجزائريون بعد الشيخ حماني وعبد الرحمان الجيلالي من خلال حصة “فتاوى على الهواء” وحصة “هلاّ سألوا”، حقيقة هو عمدة من أعمدة العلم في الجزائر، فاليوم الجزائر تفقد ابنا من أبنائها وعالما من علمائها ورجلا من رجالاتها الكبار ورمزا من رموز الوسطية والاعتدال والسماحة ومتفان في خدمة الدين والوطن، واستشهد ببيت شعري يقول لا تقل يا ناعي الأحرار مات.. لم يمت من علم الناس الحياة فمن خلف لم يمت فقد ترك ذرية قلبية صالحة وذرية من صلبه ابنائه وبناته..

منير. ر / سمير مخربش / سمير منصوري / نادية سحنون / كريمة خلاص

2022/10/11


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة