فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3045.7
إعلانات


قطع الرحم مؤشرات فقدان التوازن

قطع الرحم مؤشرات فقدان التوازن

حياة الإنسان لا تستوي ولا تستقيم إلا في كنف الدين، فلا قيمة لتوجيهاته مالم تترجم إلى واقع، فحين تتدابر وتتنافر بعض العائلات في غير حق وتتناكر في ما بينها ولا تحكم وثاقهم رابطة الدين والقرابة، والابتعاد عن الرسالة التي وجدت من أجلها وهي صلة الرحم والمقاربة وترك بابه مقفلا تلك مؤشرات تدل على شرود الذهن وفقدان التوازن والعائلة إلى زوال، لذا لابد من تسليط الأضواء على هذه المعضلة المشينة التي تنتشر في صمت مرعب مع التسيب اللاأخلاقي وتفشي سياسة التباعد والافتراق، من خلال استغلال عدة ثغرات وتكبير حجمها، حيث تترتب عنها أحقاد ظلت إلى حين من الدهر دفينة، الأسر هي مجتمعات صغيرة ولكل منها حسناتها وسيئاتها، والوطن الصحيح في أسره المتينة حرص عليه دنينا الحنيف وأمر بتقوية الأوامر وتعميق الروابط، فلا ينبغي لصلات القرابة أن تعيش مفككة متباعدة ولا منعزلة متنافرة قال صلى الله عليه وسلم في حديت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) البخاري.
الافتراق والتباعد وآثاره البادية في الاستنزاف المتبادل بين بعض الأقرباء سببه في بعض الأحيان: وراثي مادي، العناد الزائد عن اللزوم وعزة النفس، فقدان الحوار، تسلل بعض الدخلاء أصحاب الألسن الصدئة إلى أعماق الأسر والعمل على اتساع الفجوى لغرض ما ؟ لعنة الأنا التي طردت إبليس مدحورا من الجنة، لأن الإنسان بطبعه لا يمكن أن يناقض ويكون خصما لمصالحة، كل هذا وغيره كثير يؤدي إلى التناكر والتنافر والتباعد من الجانبين والدخول في الأنفاق المظلمة ويعبر كل عن غضبه وخيبة أمله حين لا تسير الأمور كما يشتهي، ليس هناك منظر يظهر لنا غير سوي كالصواب الذي نزيحه من تصرفاتنا ونرى ذلك عاديا ومنطقيا، إننا اليوم أمام ضرورة المساهمة في تقريب المتباعدين وإصلاح ذات البين وإعادة بناء القرابة على أسس صحيحة بمساهمة أصحاب العقول الواعية والقلوب السليمة كل من موقعه، واقتراح وضع جملة من التدابير الوقائية والعلاجية للظاهرة والحد من انتشارها، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، والتسامح يستر كثيرا من الأغلاط.
• إن أي خطوة فجائية قد تنعكس أيضا بشكل فجائي، فلا يكون الاختلاف في الرأي سببا في قطع حبل المودة، فلابد من العودة إلى العقل والمنطق مع معانقة كل ما هو مفيد في العمق، فالتصالح من أنبل القضايا وأصفى التوجهات.
• إذا أردت أن تستفيد من أخطاء من سبقك وصوابه فعليك أن تمتلك الجرأة الكافية في الخطأ والصواب، وانتهاج المزيد من الواقعية في توقعاتك للمحافظة على مرونتك وهدوئك.
• لا تتردد في تقديم خطوات أولى لتصفية الأجواء وكتاب الله عز وجل يحث على هذا، قائلا في سورة النور آية 22 {… وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فبادر واستجب للحق المبين وادفع السيئة بالحسنة كي تمحي الصور البالية بالثقة، لبناء روابط أفضل للأسرة، فالإطالة في عدم تصفية الأجواء نهاية للعائلة.
• هل استجبت لصوت الضمير ولم تقطع رحمك؟
• هل كنت السباق والمبادر للصلح لحل مشكل ما قبل استفحاله؟
• هل تحدثت بسوء عمن ذكرك بخير؟
• هل الغضب يخرجك عن الحق وصوت العقل؟
• هل زرت مريضا من الأقارب أو غريبا قبل أن يغادر الحياة؟
• هل تعلم أن قاطع الرحم ينهي العائلة وواصلها يحييها؟
هذه مجموعة تساؤلات تجيبك عنها أمنا خديجة رضي الله عنها في حادثة بدء الوحي لما جاءها النبي الكريم يخبرها قائلا(لقد خشيت على نفسي) قائلة(كلا ابشر فو الله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق).
السوي هو الذي يزرع الحب والخير والتقارب، ويقابل الإساءة بالإحسان ويكون سببا في تثبيت هذه الفضائل بين الناس، فالتعنت مفتاح للفقر الفكري، وشر الخلق من خافه البريء

: 2022-08-29

أ‌. آمنة فداني/ البصائر


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة