فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


جمعية العلماء المسلمين تكرم المجاهد محمد بن الصدوق بمنزله: البطل الجزائري الذي حرر الثورة من أكبر خونتها

عين البصائر

جمعية العلماء المسلمين تكرم المجاهد محمد بن الصدوق بمنزله: البطل الجزائري الذي حرر الثورة من أكبر خونتها

2022-07-18

تغطية : عبد الغني بلاش/

قام مساء يوم الأربعاء 14 ذو الحجة 1443ه الموافق ل 13 جويلية 2022، وفد من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ممثلا بكل من الشيخ محمد الهادي الحسني والشيخ عبد العزيز بن السايب نواب رئيس الجمعية، والأخ أشرف شنه عضو المكتب الوطني ، بزيارة مجاملة للمجاهد الجزائري «الفدائي محمد بن صدوق»، بمنزله الكائن بقلب مدينة البليدة ، حيث تم تكريمه ومنحه وسام شكر وعرفان ببطولاته التاريخية في سبيل إخراج الجزائر إلى بر الأمان والاستقلال وطرد المستدمر الغاشم .
الوصول إلى بيت المجاهد كان باتصال مع صهره الذي استقبلنا ببيته رفقة وفد الجمعية في اجواء عالية من الحفاوة والاحترام لمشايخها ، وكان الشيخ محمد الهادي الحسني أشد الحاضرين شوقا للقاء المجاهد محمد بن صدوق الذي استذكر في أول حديثه أهم المحطات التاريخية التي عاشها وعايشها المجاهد محمد بن صدوق، فقصة هذا البطل تستحق الإصغاء والاهتمام.
الفدائي البطل محمد بن صدوق ابن مدينة عنابة من مواليد 31 أوت 1931 ، في سن الحادية عشر كان من الناجين من قنابل الايطاليين الذين قصفوا ميناء عنابة الذي لم يكن بعيدا عن المدرسة التي كان يدرس بها، حيث تخلف في ذلك اليوم من عام 1942 عن مدرسته لأسباب شخصية، نجا بها من الموت المحقق ، لكنه فقد 200 زميل له في الدراسة والذين ذهبوا ضحية هذا القصف بميناء عنابة الذي كان يحوي المعدات التي تتجه نحو تونس في الحرب العالمية الثانية .
يعد الفدائي محمد بن صدوق رجلا من رجال الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أنجبت الكثير من الرجال ، فقد كان عضوا قائدا فيها، تربى على المبادئ الوطنية، وتعد حقبته من أصعب الحقب التي عاشها الشعب الجزائري وبالخصوص فئة الشباب ، إذ عاش مجازر الثامن ماي 1945 التي أثرت فيه كثيرا وجعلت حاجزا بينه وبين أصدقائه الفرنسيين الذين كان يقضي معهم وقتا طويلا لتحدث القطيعة وتولد الهمة في هذا البطل ، فبعد هذه الأحداث فهم بن صدوق الدرس جيدا ، وفهم أن لوطنه الذي يواجه هذه الجريمة، مستقبلا مختلفا بعد الثامن ماي 1945.
بعد الحرب العالمية الثانية، وبالضبط في سنة 1951، مع بلوغ المجاهد محمد بن صدوق سن العشرين، جندت السلطات الاستعمارية الشباب الجزائري في الجيش الفرنسي بما فيهم بن صدوق ، ورغم السياسة الفرنسية المنتهجة في هذا التجنيد إلا أن هذا لم يجبره ان يكون مواليا لفرنسا ، حيث تعرف في ثكنة أوروليون في عنابة على عبد المجيد علاهم الذي كان رقيبا ، ثم تم إرسالهم إلى قسنطينة لإجراء تربص رتبة عريف، بحكم ان الفرنسيين كان لهم بعد نظر في هذه المرحلة ، فيما واصل الجزائريون تأدية الخدمة العسكرية ليتخرجوا الى رتبة ملازم ثاني في الصفوف الفرنسية ، ثم يتم إرسالهم إلى الأكاديمية العسكرية بسان ميكسان التي كانت تحضر هؤلاء الشباب العساكر للمستقبل.


كَوّن محمد بن صدوق خلية داخل الجيش الفرنسي لمواجهة فرنسا، وهذا دعمًا للقضية التونسية وخوفا من أن يحارب الجزائريون التونسيين، ورفض حمل السلاح ضد الأشقاء دعما للمستعمر ، هذه القضية زادت من نضج الوطنية والسياسة عند بن صدوق .
في عصر الأحد 26 مايو 1957 نفذ الفدائي محمد بن صدوق عملية جريئة استهدفت الخائن علي شكال، وذلك عند المدخل الرئيسي لملعب «كولومب» (باريس)، في ختام نهائي كأس فرنسا لكرة القدم الذي جمع يومئذ بين فريقي «تولوز» و»أنجي»، بحضور الرئيس الفرنسي «روني كوتي».
لم يكن الخائن بعيدا عن الرئيس الفرنسي وكان بإمكان الفدائي الجزائري قتل الرئيس الفرنسي لكنه لم يفعل ..، ورغم انتشار الحرس الرئاسي والبوليس السري والمخابرات في كل مكان فقد تمكن بن صدوق من الوصول إلى الخائن وقتله أمام أعين الرئيس والوزراء المرافقين له، وبهدوء تام سلم البطل نفسه… وعندما سأله الصحفيون عن ذلك أجاب بأن الجبهة كلفته بمهمة محددة .. هي قتل الخائن فقط، وعملت فرنسا على التكتم على حقيقة الحادث وسارعت إلى محاكمته وحكمت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لكن أطلق سراحه مباشرة بعد الاستقلال.
تأتي زيارة وفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لبيت المجاهد محمد بن صدوق في الذكرى الستينية لعيدي الإستقلال والشباب، وتزامنا مع العيد الوطني لفرنسا ، لترسل من خلال هذه المناسبات أن الجزائر جزائرية ببطولات شجعانها ،و لتستذكر كفاح رجل خلص الجزائر من كيد الخونة الذين كانوا ينخرون صفوف التحرير ، وتعيد القصة فتح معالمها لهذا البطل الذي تصدى للإستعمار في عقر دياره وأمام كل أنصاره وعساكره ولقن فرنسا درسا لن تنساه في البطولات، لدرجة منع عائلة البطل ليومنا هذا من دخول فرنسا وأوروبا وهذا بشهادة ابنته خلال لقائنا بها في منزله ، إذ ترى هذه الأخيرة أنه فخر لها أن تعتز بوطنيتها والوسام الذي منحه والدها لها ولعائلتها ، ولا تزال فرنسا ليومنا هذا ترتبك خوفا من أبناء الجزائر الذين فضلوا الحرية على الانقياد والاهانة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة