فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


كان أصغر الوزراء سنا وأطول الرؤساء تعميرا الراحل بوتفليقة.. مسار طويل ومحطات كبرى في حياته

الجزائر

كان أصغر الوزراء سنا وأطول الرؤساء تعميرا

الراحل بوتفليقة.. مسار طويل ومحطات كبرى في حياته

إيمان كيموش 2021/09/18

ترعرع الرّاحل عبد العزيز بوتفليقة في الحكم منذ نعومة أظافره، فكان أصغر وزراء الجزائر المستقلة سنا، وحظى بلقب الرئيس الأكثر تعميرا لفترة حكم ناهزت الـ20 سنة، واستهلكت 4 عهدات رئاسية، انتهت بثورة شعبية صاخبة أخرجته من “الباب الضيق”، وفي حين يرثي البعض إنجازاته التي يربطونها بالوئام والمصالحة الوطنيين بمشاريع السكن والطريق السيار والجامع الأعظم، يندّد المطيحون به بفترة حكم سادها الفساد وطغت عليها الرشوة والمحسوبية.
ولد عبد العزيز بوتفليقة، أو الرئيس السابع للجزائر المستقلة، بتاريخ 2 مارس 1937، بمدينة وجدة المغربية، حيث تعود أصوله إلى مدينة ندرومة بتلمسان أقصى غرب الجزائر، وتلقى بوتفليقة دروسه الأولى في بداية الأربعينيات، في سيدي زيان، وهي مدرسة حديثة تأسست عام 1907، وفي عام 1950 التحق بالمدرسة الكشفية، كما واصل تعليمه في ثانوية عبد المومن في وجدة.

التحق بالثورة سنة 56 ولقّب بـ”عبد القادر المالي”

والتحق بوتفليقة بعد انتهاء مرحلة دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني وهو في سن الـ 19 من عمره عام 1956، وأثناء الثورة أنيطت له مهمتان آنذاك وذلك بصفته مراقبا عاما للولاية الخامسة، الأولى سنة 1958 والثانية سنة 1960، وبعدها مارس مأمورياته ضابطا في المنطقتين الرابعة والسابعة بالولاية الخامسة، وألحق على التوالي بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب، وبعدها بهيئة قيادة الأركان ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة، وذلك قبل أن يوفد عام 1960 إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة جبهة مالي ولقب آنذاك بـ”عبد القادر المالي”.

وزيرا.. في سن الـ25

بعد الاستقلال عام 1962، تقلد عبد العزيز بوتفليقة العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم تولى وزارة الشباب والرياضة والسياحة وهو في سن الخامسة والعشرين، وفي سنة 1963 عين وزيرا للخارجية، كما أنه سنة 1964 انتخبه مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة المركزية وفي المكتب السياسي، وشارك بوتفليقة بصفة فعالة في التصحيح الثوري بتاريخ 19 جوان 1965 الذي قاده هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة وصار لاحقا عضوا لمجلس الثورة تحت رئاسة الرئيس هواري بومدين.
وانتخب بوتفليقة بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأمم المتحدة، وكذلك بالنسبة للدورة الاستثنائية السادسة المخصصة للطاقة والمواد الأولية التي كانت الجزائر أحد البلدان المنادين لانعقادها، كما كان عنصرا بارزا ضمن مجموعة وجدة في حقبة الرئيس الراحل هواري بومدين وهم مجموعة من الضباط العسكريين خلال مرحلة ثورة التحرير الوطني، وبعد وفاة الرئيس هواري بومدين، وبحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه به ألقى كلمه الوداع وقرأ التأبينية في جنازة الرئيس، وغادر بوتفليقة الجزائر عام 1981.

رفض الرئاسة في المرحلة الانتقالية وعاد سنة 99

رفض بوتفليقة رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية سنة 1994، وعمل كمستشار لدى قيادة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت وجهته كمستقر مؤقت، رغم أن تواجده خارج الجزائر لم يكن واضحا، ثم عاد بعنوان مرشح الإجماع سنة 1999 بهندسة من الجنرال توفيق، حسب أقطاب المعارضة آنذاك، وتوّج رئيسا للجزائر شهر أفريل من نفس السنة.
وقبل يوم من إجراء هذه الانتخابات انسحب جميع المرشحين المنافسين له وهم حسين آيت أحمد، مولود حمروش، مقداد سيفي، أحمد طالب الإبراهيمي، عبد الله جاب الله، يوسف الخطيب وتحججوا آنذاك بدعم الجيش لبوتفليقة، ونية التزوير الواضحة، وبقى هو المرشح الوحيد ووصفته الأوساط السياسية وقتها بـ”الرئيس المستورد”.

برنامج واسع لإصلاح مؤسسات الدولة

وكان أهم ما شهدته عهدته الأولى الاستفتاء الشعبي للوئام المدني الذي نال فيه أكثر من 98 بالمائة من أصوات الناخبين، وكذا أحداث منطقة القبائل وفضيحة الخليفة، إلا أنه شرع في تلك الفترة في برنامج عمل واسع لتعزيز مختلف مؤسسات الدولة، وباشر حملة واسعة لإصلاح هياكلها ومهامها ومنظومتها القضائية والتربوية وقطاعات أخرى، كما اتخذ جملة من الإجراءات الاقتصادية شملت على وجه الخصوص إصلاح المنظومة المصرفية لتحسين أداء الاقتصاد الجزائري ومحاولة دخول اقتصاد السوق ورفع نسبة النمو الاقتصادي.
وامتدت عهدته الرئاسية الثانية من 2004 إلى 2009، والتي نال فيها 85 بالمائة من الأصوات، حيث استطاع إقناع الناخبين عبر الترويج للنتائج الإيجابية المحققة في العهدة الأولى والدفاع عن مشروع المصالحة الوطنية، ومراجعة قانون الأسرة والدفاع عن حقوق المرأة، وصوّت الجزائريون بنسبة 97.36 بالمائة بنعم لمشروع المصالحة الوطنية، وكان أهم ما أطلقه الرئيس في عهدته الثانية مشروع المليون سكن والطريق السيار شرق غرب، وفي شهر نوفمبر 2005 أصيب بوتفليقة بوعكة صحية ظلت لشهرين، وتعرض لمحاولة اغتيال شهر ديسمبر 2007 بولاية باتنة خلال زيارة قادته لشرق البلاد.

تعديل الدستور لنيل عهدة ثالثة ورابعة والبحث عن الخامسة

ورغم أن الدستور الجزائري كان يمنع الرئيس الترشح لعهدة رئاسية ثالثة، إلا أن عبد العزيز بوتفليقة قام بتعديله، لتمكين نفسه من هذه الفرصة، واكتسح الانتخابات بنتيجة عادلت 90.24 بالمائة سنة 2009، وأعلن آنذاك عن مواصلة مشاريع السكن والطرقات والإصلاحات وكشف عن مشروع “الجامع الأعظم” الذي أثار الكثير من الجدل وقتها.
وسنة 2012، أعلن بوتفليقة عدم نيته في الترشح لعهدة رابعة في خطاب شعبي بولاية سطيف وقال صراحة عبارة “طاب جناني، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه”، وتعرض بعدها بأشهر لجلطة دماغية إقفارية سنة 2013، أبعدته عن الحكم تطبيقيا وجعلته مقعدا ومكتفيا بمخاطبة الجزائريين عبر رسائل مكتوبة يقرؤها مستشاروه نيابة عنه، وخطابات وتوجيهات على لسان الوزراء وتمرّر في الإعلام.
إلا أن عبد العزيز بوتفليقة عاد وفاجأ الجميع بنيته للترشح لعهدة رابعة سنة 2014، ورغم المعارضة التي تخللت هذا الإعلان، بسبب ظروفه الصحية المتدهورة، وفساد شقيقه السعيد وتنديد الكثيرين باستمراره في الحكم، إلا أنه ظفر بـ82 بالمائة من أصوات الناخبين، متجاوزا بذلك مطب حالته الصحية وتمكن بوتفليقة من أدائه اليمين الدستورية بصعوبة.
ولم تكن العهدة الرابعة الأخيرة في حياة الرئيس بوتفليقة لولا الحراك الشعبي، حيث شهدت سنة 2019 تطبيلا للعهدة الخامسة من طرف أحزاب الموالاة والعديد من الجمعيات والشخصيات السياسية آنذاك، انتهت بإيداع ملفه بالمجلس الدستوري للترشح رسميا رغم مرضه الشديد وعدم قدرته على تسيير أمور البلاد، وهو ما أثار سخط الجزائريين وأخرجهم في مظاهرات شعبية صاخبة بداية من الجمعة 22 فيفري 2019 حملت تسمية “الحراك”، وألزمت الرئيس على الاستقالة بتاريخ 2 أفريل من نفس السنة، وختم مسيرته برسالة وداع وجهها للشعب يطلب من خلالها الصفح!
وبقي بوتفليقة بعيدا عن الأضواء والتصريحات الرسمية بعد انسحابه من الحكم تحت ضغط الشارع، ولم يدل بأي تصريح هو أو أي فرد من عائلته إلى غاية وفاته، في حين تمت متابعة شقيقه السعيد في قضايا فساد كبرى، رغم أنه لم يتم استدعاء الرئيس السابق في أي من تلك القضايا التي سجنت عشرات الوزراء والمسؤولين والإطارات في فترة حكمه.
وتوفي الراحل بوتفليقة مساء أمس الأول، عن عمر ناهز الـ84 سنة، لتكون فترة حكمه بكل إيجابياتها وسلبياتها إحدى أهم المراحل في تاريخ الجزائر المستقلة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة