فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الجمعيات والعمل الجمعوي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


نكبتُنا عظيمة!

نكبتُنا عظيمة!

رشيد ولد بوسيافة

2021/08/11

حصيلةٌ ثقيلةٌ تلك التي خلّفتها الحرائق في عدّة ولايات، وصورٌ مفزعةٌ تلك القادمة من جبال تيزي وزو، أين أتت ألسنة اللّهب على الأحياء السّكنية وحاصرت السّكان، فتفحّمت البيوت والسيارات وحظائر الحيوانات، وقضت على بساتين الزّيتون والتّين، وخلفت مئات المنكوبين الذين فقدوا كل ما يملكون، وفروا للنجاة بأنفسهم.

هي نكبة عظيمة تُضاف إلى نكباتنا الأخرى، وعلى رأسها الوباء الذي يحصد الأرواح يوميا ويزرع الرعب في كافة أنحاء وطننا، يُضاف إلى ذلك آثار الحجر الصّحي والقيود على بعض الأنشطة الاقتصادية التي أثرت على حياة الآلاف وسحبتهم إلى دائرة الفقر.

من الطّبيعي أن تنطلق الهبّات التّضامنية بين الجزائريين لتضميد الجراح والتّكفل بالمنكوبين والمساهمة في إطفاء الحرائق، وقد انطلقت فعلا قوافل الإغاثة إلى تيزي وزو فور وصول الصّور الأولى عن المأساة، إذ شرع الجزائريون في مبادرات عفوية لتنظيم القوافل وإيصال المساعدات العاجلة من أغطية وأفرشة وأغذية، بل إن شبابا من عدة ولايات ركبوا سياراتهم وانطلقوا باتجاه تيزي وزو للمساهمة في إطفاء الحرائق وإنقاذ العائلات المحاصرة.

هي صور ليست غريبة عن الجزائريين الذين برهنوا على مدار العقود الماضية أن المحن تزيدهم تلاحما وتعاونا بينهم، وقد رأينا كيف تصرّف الجزائريون في فيضانات باب بالواد بالعاصمة سنة 2001، وزلزال الأصنام سنة 1980، وفيضان وادي ميزاب سنة 2008، وغيرها من الكوارث الطبيعية التي ضربت الجزائر لتنطلق بعدها الهبات التضامنية العفوية مع ضحايا الكوارث.

صحيحٌ أنّ الفاجعة هذه المرة كانت أليمة بسبب الحصيلة الثقيلة والتي قاربت 65 شهيدا نصفهم من المدنيين والنّصف الآخر من الجيش، لكن عزاءنا في هذه الرّوح المتجددة لدى الشعب الجزائري والتي تحول المآسي إلى محطات لإعادة بعث قيم التكافل والتضامن.

إنّنا ونحن نُلملم جراحنا ونتصدى معا لألسنة اللهب التي تحصد غاباتنا في 14 ولاية، لا بد أن نطرح التساؤلات الضرورية حول ما يجري، في ظل تواتر الروايات الرسمية وغير الرسمية بأن الحرائق مفتعلة، وأن أياد إجرامية قامت بإشعال غابات الجزائر في وقت واحد، وهي ليست المرة الأولى، فقد نشبت حرائق متزامنة في الخريف الماضي، وتم القبض حينها على متورطين في إشعالها، لكن إلى الآن لازلنا في انتظار معرفة الرؤوس المدبّرة لهذه الجرائم.

تساؤل آخر يُطرح عن محدودية وسائل التّدخل لدى الحماية المدنية، خصوصا في المناطق المحاذية للغابات، ولماذا لم يتم إلى الآن اقتناء مروحيات الإطفاء؟ بل إنّ المتجول صيفا في أرجاء الجزائر، يلاحظ وجود حرائق هنا وهناك في الغابات ولا أحد يتدخل لإطفائها مع أنها حرائق بسيطة يمكن السّيطرة عليها، وفي الكثير من الأحيان تُترك هذه الحرائق تأكل ثروتنا الغابية إلى أن تخمد وحدها!!


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة