فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


تلقيح العقول أولى!

                                                                   

تلقيح العقول أولى!                                                              

 

على الرّغم من الأرقام المتصاعدة للوفيات والمصابين بفيروس كورونا، وبرغم تحذيرات المختصّين بأنّ الفيروس بات أكثر شراسة مقارنة مع السلالات الأولى، بدليل الوفيات المسجّلة في أوساط الشّباب والكهول من الذين كانوا يتمتّعون بصحّة جيّدة قبل الإصابة بالوباء، إلّا أن حالة الاستهتار لا زالت مستمرة في المجتمع ولا زال المئات يجتمعون في ولائم الأعراس وحتى الجنائز، وأحيانا تكون جنائز خاصة بضحايا كورونا دون اتخاذ أدنى الاحتياطات من تباعدٍ وارتداء للكمامة وتجنّب المصافحة.

لقد تخلّص الجزائريون من الكثير من الأمراض المعدية وعلى رأسها الأنفلونزا الموسمية بعد الإجراءات الوقائية التي اتخذت مع الموجتين الأولى والثانية من الوباء، لكن مع الوقت تخلّى الجميع عن الحذر وعادوا إلى حياتهم العادية، متجاهلين تحذيرات المختصين.

وبرغم العودة القوية للإصابات والوفيات في الموجة الثالثة التي بدأت قبل أسابيع، إلّا أن الحياة اليومية للنّاس تبدو طبيعية جدا رافضين العودة إلى إجراءات التباعد أو حتى ارتداء الكمامة، ولا وجود للإجراءات الاحترازية إلا في المؤسسات التعليمية، خاصة الجامعات التي واصلت العمل دون انقطاع بالبروتوكول الصّحي، أو المساجد التي تلتزم إلى الآن بإجراءات صارمة، وعلى رأسها التّباعد وغلق دورات المياه وإلزام المصلين بالكمامة والسجادة الشخصية.

لكن هذه الإجراءات لا معنى لها ما دام المجتمع قد تخلّى عنها خارج المؤسّسات التّعليمية والدّينية والإدارات، ولم يعُد البروتوكول الصّحي ينفع إلا في تعطيل عمل المؤسسات التّعليمية، إذ أن الجامعات تخلّت عن إلزامية مناقشة مذكرات الماستر، وإذا سمحت بها فغالبا ما تكون مناقشات مغلقة بلا حضور.

أمّا الغريب في القضية كلها فهو حالة العزوف الغريبة عن اللقاح المتوفر في المراكز الصحية تحت مبرّرات مختلفة، وكأن اللقاح الذي تم إعدادُه في المختبرات على أيدي علماء وخبراء أخطر من الفيروس ذاته، مع أن الآثار الجانبية للقاح بسيطة جدا.

وهنا يُطرح أكثر من تساؤل حول فشل حملات التّوعية التي تقوم بها المؤسسات الرسمية وغير الرّسمية في إقناع الناس باللقاح مع أن البلدان الأخرى بلغت مستوياتٍ متقدمة في التلقيح، بما فيها بلدان مجاورة.

ولكن يبدو أن الأولى هو تلقيح العقول حتى تشيع الثّقافة الصّحية بين النّاس ويتخلوا عن الأفكار القاتلة التي تجعل الشّخص يقبل بكل الأخطار ويتخلَّى عن الوقاية من الأمراض والأوبئة، وإذا قيل له عليك بالتلقيح ضد كورونا، تجده يجادل في جدوى اللقاح، متسلحا بكل نظرات المؤامرة لإقناعك بصحة موقفه في رفض التلقيح.

رشيد ولد بوسيافة

2021/07/07


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة