فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


المدرسة الجزائرية ورهان التأصيل

المدرسة الجزائرية ورهان التأصيل

عمار يزلي

2021/05/21

مدرستنا الوطنية، التي يراد لها اليوم أن تخرج من دائرة التأثير الفرنسي والتوجيه الإيديولوجي، والانخراط في وظيفتها التعليمية العلمية المحضة، لن يكون سهلا عليها تحقيق ذلك، بالنظر إلى ماضي هذا التأثير الموروث منذ أولى سنوات الاحتلال، عندما جيء بالمدرسة الاستعمارية كسلاح ثالث بعد العسكرة والتخريب الاجتماعي، ثم التدنيس الديني واللغوي.

محاولات فرنسا بقيت متواصلة حتى بعد الاستقلال وإلى ما قبل الإطاحة بعصبة فرنسا، حتى ما قبل بن غبريط. الجهاز المدرسي الفرنسي، الذي ورثنا عنه مدرستنا “الوطنية”، لم يكن بإمكانه أن يُبنى من دون لجوء فرنسا الاستعمارية، قبل ذلك، إلى عملية تكسير وإتلاف للمدرسة التقليدية الممثلة في المسجد أو الزاوية، وذلك باستعمال كل الطرق بما في ذلك محاولات الاستمالة وشراء الذمم والاحتواء.

التدنيس هو أول عمل بعد التخريب أقدمت عليه فرنسا في تأسيس مدرستها الفرنسية في الجزائر. عملية ذات توجُّهين: تكسير المدرسة التقليدية، التي كانت تمثل “الملجأ القيمي” لرفض مخطط الاحتلال ككل، بل وملجأ للدعوة للجهاد، والإبقاء، بعد التأكُّد من الولاء التام لفرنسا، على بعض الزوايا الطرقية، لاستعمالها كوسائل تخدير إيديولوجي في الوقت الذي كانت فيه “المدرسة اللائكية” تحتلُّ القواعد الخلفية التي تركتها آثار التدمير الشمولي لمراكز التلقين والتعليم التقليدية. هذه المراكز التي قاومت في البداية “غزو المدرسة للمسجد”.

وعليه، فقد شكل الجهاز المدرسي الفرنسي، باعتباره جهازا إيديولوجيا وسياسيا، قبل أن يكون تعليميا وعلميا، أداة إسناد فكري لاكتساح سياسي عسكري، لاسيما بعد بداية 1880، تاريخ القضاء على آخر المراكز التعليمية الجزائرية التقليدية. وهكذا تشهد الجزائر بواسطة قانون 1883 بداية مدّ وتوسيع لمبادئ الجهاز المدرسي الجديد، الذي فرض نفسه بفرنسا من خلال ثالوث “Jules Ferry”: العلمانية، المجانية، الإجبارية. هذا الجهاز الجديد في الجزائر، يكمن دوره الرئيسي في تحوله إلى سلاح ضد اللغة العربية والإسلام.

في هذا السياق، تأتي شهادة “Rambaud Alfred”، لتؤكد هذا المسعى التوسعي للهيمنة الكولونيالية: “.. لقد تم أول احتلال للجزائر بواسطة السلاح، والذي انتهى سنة 1871، مع عمليات نزع السلاح في بلاد القبائل (ثورة المقراني 1871). أما الاحتلال الثاني، فقد تجسد في إرغام الأهالي على قبول إدارتنا وعدالتنا، في حين أن الاحتلال الثالث، سوف يتم عن طريق المدرسة، التي ينبغي عليها تأمين سيطرة لغتنا على كل المقومات المحلية، وتلقين المسلمين الأفكار التي نؤمن بها نحن كفرنسيين عن فرنسا ودورها في العالم..”، وهذا حسب شهادة ” Rambaud Alfred”.) فاني كولونا: المعلمون الجزائريون. ص:24).

لقد بات من المؤكد أن بداية سنة 1880، كانت بداية لعهد احتلالي جديد، وأن الثمار الأولى قد بدأت تحتل مكانتها في سوق الثقافة الجديد، بعد إقصاء ثقافة ومثقفين كانوا يُلقَّبون بـ”العمائم الكبرى”، التي مثَّلت آخر حصون الرفض والمقاومة الثقافية الجزائرية.

هذه المدرسة، اليوم التي تريد أخيرا، أن تخرج من عباءة فُصِّلت لها منذ “جول فيري”، بعد أن أفشلت تجربة التأصيل إلى عهد قريب مع الوزير بن محمد. إرادة ناجمة عن التحول الجديد الذي تعرفه الجزائر، الذي، وللأسف لا يقدِّر قوَّته وجديته البعضُ منا، إما بسبب مرض الشك المزمن عندنا أو بسبب عدم الثقة والفهم، أو بسبب التنطُّع السياسي الطاعن في الإرادة الحسنة التي تتطلب عملا مشتركا لمدة لا تقلُّ عن عشر سنوات حتى نتخلص وبالتدرج، من مخلفات الاستعمار المدرسي. عملٌ يتطلب إعادة نظر شاملة وإعادة تأسيس لنظامنا المدرسي وفلسفة منظومتنا التربوية.

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

فضيحة في برج باجي مختار!

رشيد ولد بوسيافة

2021/05/19

المأساة التي عاشتها عشر أستاذات ببرج باجي مختار حين هاجمتهن عصابة منحرفين واعتدت عليهن بالسّلاح الأبيض، تكشِف حالةَ الانفلات التي يشهدها المجتمع، إذ بات المنحرفون والمجرمون يفرِضون منطقَهم في الأحياء الشّعبية والمؤسسات الجوارية، وبات العاملون في المدارس والمراكز الصحية والمصالح الإدارية يواجهون أخطارا يومية مع المعتدين.

لكن؛ تبقى حادثة برج باجي مختار فريدةٌ من نوعِها، وتّطرح تساؤلاتٍ كثيرةٍ حولها، على أساس أنّ الاعتداء استمر لساعتين من الزمن، دون أن يتدخل أحد لإنقاذهن، أما إذا كان المكان معزولا فكيف تُترك عشرُ نساءٍ معهن رضيعة دون حراسة، علما أن المعلومات الواردة من هناك تؤكّد أنّ الضّحايا سبق لهن التّعرض لمحاولات اعتداء، وهو ما كشفته إحدى النقابات الناشطة في قطاع التربية، التي قالت إنه الاعتداء الرابع خلال شهرين!

ما حدث في برج باجي مختار هي فضيحة بكل المقاييس، ضحيتها عشرُ نساء تُركن عرضة للمنحرفين الذين نفذوا جريمتهم دون أن يكونوا في عجلة من أمرهم، وغادروا دون أن ينتبه إليهم أحد، وهو أمر يتطلب فتح تحقيق عاجل وتحديد المسؤوليات في هذا التّقصير بترك بنات الجزائر في مكان معزول دون حراسة!

هذه الحادثة التي هزت منطقة برج باجي مختار الآمنة، تفتح الباب أمام وضعية المعلّم والأستاذ في كل ربوع الجزائر، والذي يتعرض للإهانة بشكل مبرمج، وأول إهانة في حق الأستاذ أن تمنحه راتبا لا يكفيه لأسبوع واحد، وتضعه في مكانة هي الدّنيا في سلمّ المجتمع، وإذا احتجّ أو رفض هذا الواقع تُسلّط عليه عقوباتٌ بدائية تستهدف راتبه الزّهيد.

إنّ القبض على المعتدين في برج باجي مختار هو تحصيل حاصل، وقد حقّقت مصالح الأمر تقدّما في هذا الموضوع، لكن توفير الحماية لموظفي التّربية الذي يواجهون يوميا الاعتداءات هو ما يجب أن تركّز عليه الوصاية مستقبلا، حتى لو تطلب الأمر قانونا مشابها لقانون حماية موظفي الصّحة.

وفي هذا السّياق تكفي دراسة مسحية تشمل كافة المؤسّسات التعليمية على المستوى الوطني للوقوف على هول الاعتداءات التي يتعرض لها الأساتذة والمعلمون وعموم المشتغلين في قطاع التربية، والكثير من هذه الاعتداءات يتورط فيها تلاميذ، وسبب ذلك هو الانفلات العام الموجود في المجتمع، وهي ظاهرة استفحلت مع إجراءات الحجر الصحي.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة