فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3063.97
إعلانات


جرائم لا تغتفر ومقاومة لا تقهر!

جرائم لا تغتفر ومقاومة لا تقهر!

المحرر الأثنين 5 شوال 1442? 17-5-2021م

                                                                                     

أ. عبد الحميد عبدوس/

لم تصبح ردود الفعل الأمريكية والأوروبية غريبة على الفلسطينيين ولا على الشعوب العربية والإسلامية، فكلما ازدادت المجازر الصهيونية وحشية وضراوة وإيغالا في سفك الدم الفلسطيني سارعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة والناطقون باسم الاتحاد الأوروبي إلى الإعلان بأنهم متضامنون مع إسرائيل ويؤيدون «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وكأن الشعب الفلسطيني الذي يغتصب ما تبقى من أرضه، وتنتهك مقدساته في المسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتهدم منازله في غزة والضفة الغربية وتتواصل محاولات استيلاء المستوطنين اليهود القادمين من مختلف بقاع العالم على منازل العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس وطردهم منها، ليس له حق الدفاع عن نفسه والاعتراض على انتهاك مقدساته من طرف العدوان الصهيوني، الذي يقتل الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي الفتاك الذي ينتهك في استعماله حتى القوانين الأمريكية حسب ما يرى المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، الذي يؤكد «أن المساعدات الأمريكية العسكرية المقدمة إلى إسرائيل تنتهك قانون ليهي، الذي يحظر المساعدات العسكرية للوحدات المتورطة في انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان». ورغم أن الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية ند برايس اعتبر في حوار مع قناة (الجزيرة) القطرية أن قضية الشيخ جراح كانت هي السبب في اندلاع المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يرى أن العدوان الصهيوني الإرهابي على الفلسطينيين «لا يشكل مبالغة كبيرة» من طرف إسرائيل في ردها على الهجمات الصاروخية التي تشنها حركة حماس، أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ارتكبت بلاده في مثل هذا الشهر من عام 1945 مجازر وحشية ضد الشعب الجزائري يندى لها الجبين، فيدعي أن «حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية تعرض شعب تل أبيب للخطر وتضر بأمن إسرائيل».
الحقيقة أنه كلما اشتد عود المقاومة الفلسطينية وتجلى مخزون إيمانها وصلابة إرادتها وتنامي قدرتها كلما افلحت في إسقاط زيف الشعارات الكاذبة لقوى الاستكبار الغربي المتبجحة بالدفاع عن قيم الحضارة وحقوق الإنسان والقانون الدولي.
ربما نجحت إسرائيل في تنغيص فرحة الفلسطينيين بعيد الفطر المبارك، وتمكنت من إلحاق خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات في الطرف الفلسطيني، ولكنها لم تنجح رغم قدراتها العسكرية الهائلة وتواطؤ القوى الدولية الإمبريالية مع عدوانها وانبطاح الأنظمة العربية المطبعة أمام عجرفتها وعربدتها العسكرية، في كسر إرادة المقاومة الفلسطينية التي لم تكتف بالصمود والمغالبة ولكنها نقلت الرعب إلى أوساط المعتدي الصهيوني، وسجلت بطولات خارقة وقدرة قتالية غير متوقعة ووحدة وطنية مبشرة بنصر قريب.
لم يتعلم الصهاينة من دروسهم السابقة في مواجهتهم مع المقاومة الفلسطينية، ففي 2008 في عهد حكومة إيهود أولمرت بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما شاملا على غزة بدأ في 27 ديسمبر 2008 تمت الهجمات الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات ثم في 3 جانفي2009 بدأت القوات البرية بالتقدم داخل غزة، وتم الهجوم البري بأعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين العاملين والاحتياطيين مدعومين ببوارج حربية ودبابات ومدفعية وسلاح الطيران، كما استخدمت إسرائيل في حربها القذرة على غزة أسلحة محرمة دولياً كالقنابل الفسفورية وقنابل اليورانيوم المنضب بغرض القتل والترويع وارتكاب أبشع الجرائم ،لقد دخل المحتل الإسرائيلي قطاع غزة بنية القضاء على حركة «حماس»، ولكن المقاومة لم ترفع الراية البيضاء، وردت بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع وفي 18 جانفي 2008 توقفت المعركة بعد ثلاث أسابيع من الحرب المدمرة التي خلفت 1328 شهيداً أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ والصحفيين وأعضاء الطواقم الطبية و5450 جريحا وتهديم العديد من المنازل والمدارس والمستشفيات والمقار الحكومية في الجانب الفلسطيني، وفي الجانب الإسرائيلي اعترف بمقتل 13 إسرائيليًّا منهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين، إلا أن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي، وأعلنت المقاومة عن إطلاقها أكثر من 1500 صاروخ وقذيفة على أهداف إسرائيلية خلال تصديها للعدوان، وخرجت بنصر معنوي من معركة الفرقان جعلها تصبح رقما أساسيا في المعادلة الفلسطينية، وإن كان بعض المحللين يرون أن جهود الوساطة عام 2008 أخطأت عندما انتهت إلى فرض وقف لإطلاق النار سمح للإسرائيليين بالعودة مجدداً إلى أعمالهم كالعادة وترك الحصار على غزة والظروف غير المحتملة المرافقة له على حالها، مما أدى إلى المزيد من القتال والدماء.
أما في عهد رئيس الوزراء الحالي المجرم بنيامين نتنياهو فقد خاضت المقاومة الفلسطينية أربع حروب مع المحتل الصهيوني ،كانت الحرب الأولى هي التي دارت من 14 إلى 21 نوفمبر2012 والمسماة من الجانب الإسرائيلي «عمود السحاب» وهي عبارة اصطلاحية من التوراة متعلقة بضياع اليهود في صحراء سيناء 40 عاما زمن سيدنا موسى، ومعناها المجازي «العقاب السماوي»، فيما اختارت المقاومة عبارة «حجارة سجيل»، اسما للمعركة وهي ذات دلالات دينية إسلامية ترمز للعقاب الإلهي للقوة الغازية لبيت الله الحرام بقيادة أبرهة الحبشي زمن ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم . فقد أسفرت وقائعها عن 155 شهيدا ومئات الجرحى من الجانب الفلسطيني. وفي الطرف الآخر قتل 6إسرائيليين، وأصيب 240، كما تم تفجير حافلة في تل أبيب، مما أسفر عن إصابة 28 إسرائيليا، ورغم تميز حرب 2012 بدخول نظام القبة الحديدية حيز الخدمة في إسرائيل في منتصف عام 2011 م والذي كانت إسرائيل تزعم أنه غير قابل للاختراق، فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية إطلاق أكثر من 1456 صاروخا على إسرائيل وأصابت مدناً مثل أشدود.
وفي الحرب الثانية التي امتدت من 7 جويلية إلى 26 أوت 2014 التي سمتها إسرائيل بعملية «الجرف الصامد» واطلقت عليها المقاومة الإسلامية اسم « العصف المأكول» أو «البنيان المرصوص» فكانت حصيلتها في الجانب الفلسطيني 174 2 شهيدا 81% منهم مدنيون (7431) و 870 10 جريحا، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وفي الجانب الإسرائيلي 72 قتيلا 91 % منهم عسكريون (66)، وأسر جنديين إسرائيليين وإصابة 2522 بجروح، بينهم 740 عسكريًا، حوالي نصفهم باتوا معاقين.
وأما الحرب الثالثة فقد امتدت من 11 إلى 13 نوفمبر 2018 اندلعت عقب اكتشاف المقاومة الفلسطينية قوة إسرائيلية خاصة كانت تحاول التسلل إلى خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل قائد الوحدة الإسرائيلية وإصابة نائبه، بينما ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 14 شهيدا.
والحرب الرابعة هي التي مازالت أحداثها مشتعلة إلى حد كتابة هذه الأسطر (الجمعة 14ماي 2021)
كان مدى الصواريخ الفلسطينية في 2012 لا يتجاوز 50 ميلا أما في الحرب الحالية (2021) فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة ألاف الصواريخ منها صاروخ عياش الذي يبلغ مداه 250كلم.
لا شك أنّ القصف الصهيوني الهمجي على غزة وإطلاق الرصاص الحي على جماهير المتظاهرين الفلسطينيين العزل في بقية المدن الفلسطينية قد تسبب في كوارث إنسانية واقتصادية في اوساط الفلسطينيين، ولكنه شحذ إرادة المقاومة الفلسطينية لجعل العدو الصهيوني يخسر أمله في العيش بأمان وتحقيق حلمه في الاحتفاظ بالأرض والسلام معا. وإذا أقدمت إسرائيل على مواصلة مغامراتها العسكرية الفاشلة مستقبلا ضد المقاومة الفلسطينية فإن الأسوأ والأمر سيكونان في انتظارها، لان المقاومة تزداد قوة وامتلاكا لوسائل الدفاع عن نفسها وشعبها، رغم طوق الحصار المستمر على قطاع غزة منذ قرابة 14 سنة وشعار المقاومة في مواصلة الصمود والتصدي في وجه العدوان الصهيوني هو قول الله تبارك وتعالى في الآية 104 من سورة النساء {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما}.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| حجيرة ابراهيم ابن الشهيد | جنين بورزق | 19/05/21 |

أيـــن هــــذا الســــلام الـــذي يزعمــــه الـمطبــعــــون؟

المحرر الأثنين 5 شوال 1442? 17-5-2021م

 

أ د. عمار طالبي/

أي وهم وأي بهتان وكذب فيما يزعمه المطبعون؟ وأي ذلة وهوان، واستسلام أصابهم في عقولهم إن كانت لهم عقول.
ألا يشاهدون أوهامهم في باحة المسجد الأقصى ورحابه، وفي ساحة باب العمور وأرجائه، ألا يشاهدون عيانا الطائرات تدمر منازل السكان على رؤوسهم ؟ ألا يرون النساء والأطفال يهيمون مشردين في الشوارع وبين ركام الديار المدمرة؟ ألا يسمعون ضجيج الطائرات وزمجرتها وهي تقصف من سماء غزة الدمار والخراب؟
ألم يروا المعابر قد أغلقت وأغلقت بذلك مدينة غزة من جميع أرجائها، وقطعت الكهرباء ومنع دخول الأغذية وغيرها من حاجات الناس الضرورية؟
ألم يشعروا ببكاء النساء وترويع الأطفال وقتلهم في بيوتهم؟ فهذه جرائم من يحبونهم، ويخضعون لهم خضوع النعاج للذئاب، يمدونهم بالأموال لاستثمارها والانتفاع بها ، ويأتون بهم إلى الخليج لمواجهة إيران، وتدمير الخليج الذي أصبح مستباحا لهم، ولقواتهم وجواسيسهم.
يبدو أن أعينهم سكّرت فعلا فلا تبصر وقلوبهم غلف فلا تشعر وآذانهم صمّ فلا تسمع إنهم صمّ عمي وإن كانوا ينطقون؟ مسخت ذواتهم الإنسانية وغابت كرامتهم فلم تعد تشعر بأهوان أو تشعر به وتلتذ وتسعد به.
وهذا العدو الإسرائيلي المتغطرس بسلاحه وقوته واهم أنه لا يغلب وقوته لا تقهر وسياسته لا تخطئ اصابه الذل في عقر داره غير الشرعية، فوصلت الصواريخ الغزّاوية إلى عاصمته وإلى أرجائها وضواحيها وإلى مطارها الدولي فتوقف الطيران وأحيل إلى قبرص واليونان.
وما كان هذا العدو يتوقع أن يصاب بهذا المصاب فأطلق صفارات الإنذار وأخذ الغاصبون يهرعون إلى الملاجئ، وخلت الشوارع والديار بعدما ظنوا انهم مانعتهم حصونهم وما يسمونه القبة الحديدية ، وما يمتلكون من مختلف الأسلحة وما يسلطونه على المصلين في المسجد الاقصى وفي باب العمور وفي حي الشيخ الجراح من غازات خانقة ومياه قذرة كقذارتهم ومن طيش جنودهم وشرطتهم واعتقالهم للمصلين العزّل من رجال وأطفال ونساء ورميهم بالغازات السامة الخانقة في مسجدهم .
يبدو أن إدارة بايدن ما تزال على عهدها القديم من أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها لكن أليس الفلسطينيون أيضا لهم الحق أن يدافعوا على أنفسهم ضد المحتل لأرضهم؟ أليس الدفاع عن الوطن حقا مشروعا؟ أليس الأجدر بالولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذ موقفا عادلا وتأمر إسرائيل المدججة بالسلاح يحمله جيش محترف قوي أن تكف عدوانها على هؤلاء الضعفاء المضطهدين منذ سنين؟
أليس من حقهم أن يعيشوا على ارضهم آمنين متمتعين بحقوقهم؟ أليست غزة محاصرة منذ أربعة عشر عاما برا وبحرا وجوا؟ اليس من حقها أن تعيش آمنة؟
إني أقول وأكرر القول ولا أملّ منه إن الحل يكمن في هذا الشباب الجديد وفي إرادته وإن قل سلاحه وماله أليس التاريخ يخبرنا أن فيتنام قهر الجيش الأمريكي وطرده من بلاده مع قلة سلاحه ووسائله ألم تهزم فرنسا في الهند الصينية؟ ألم يتحرر سكان جنوب إفريقيا من العنصرية وغلبوها على أمرها بزعامة مندلا وإرادته؟ ألم ينتصر الشعب الجزائري على جيش فرنسا وما وراءه من الحلف الأطلسي بقوة إرادته؟ وما حدث هذا الأسبوع في القدس، والمسجد الأقصى وباب العمور، وحي الشيخ الجراح وغزة علامة وإشارة واضحة إلى أن الشباب أراد، وإرادته لا تغلب ، وعزيمته لا تقهر، وأنه أخذ يتعلم صنع سلاحه بنفسه، ولا يعتمد على البيانات، والمؤتمرات، إنما باستعمال تقنيات العصر وسلاحه وهذا ما برهنت عليه المقاومة في غزة وأكبر برهان!!
وأثبت مجلس الأمن عجزه والمجتمع الدولي كذلك وكأن المحتل الصهيوني فوق كل قانون وفوق كل قرار يصدر من المجلس الأمن ومن اللجنة الجنائية الدولية وغيرها.



...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة