حجيرة ابراهيم ابن الشهيد مسجــل منــــذ: 2010-10-19 مجموع النقط: 3063.97 |
أيـــن هــــذا الســــلام الـــذي يزعمــــه الـمطبــعــــون؟
المحرر الأثنين 5 شوال 1442? 17-5-2021م
أ د. عمار طالبي/
أي وهم وأي بهتان وكذب فيما يزعمه المطبعون؟ وأي ذلة وهوان، واستسلام أصابهم في عقولهم إن كانت لهم عقول.
ألا يشاهدون أوهامهم في باحة المسجد الأقصى ورحابه، وفي ساحة باب العمور وأرجائه، ألا يشاهدون عيانا الطائرات تدمر منازل السكان على رؤوسهم ؟ ألا يرون النساء والأطفال يهيمون مشردين في الشوارع وبين ركام الديار المدمرة؟ ألا يسمعون ضجيج الطائرات وزمجرتها وهي تقصف من سماء غزة الدمار والخراب؟
ألم يروا المعابر قد أغلقت وأغلقت بذلك مدينة غزة من جميع أرجائها، وقطعت الكهرباء ومنع دخول الأغذية وغيرها من حاجات الناس الضرورية؟
ألم يشعروا ببكاء النساء وترويع الأطفال وقتلهم في بيوتهم؟ فهذه جرائم من يحبونهم، ويخضعون لهم خضوع النعاج للذئاب، يمدونهم بالأموال لاستثمارها والانتفاع بها ، ويأتون بهم إلى الخليج لمواجهة إيران، وتدمير الخليج الذي أصبح مستباحا لهم، ولقواتهم وجواسيسهم.
يبدو أن أعينهم سكّرت فعلا فلا تبصر وقلوبهم غلف فلا تشعر وآذانهم صمّ فلا تسمع إنهم صمّ عمي وإن كانوا ينطقون؟ مسخت ذواتهم الإنسانية وغابت كرامتهم فلم تعد تشعر بأهوان أو تشعر به وتلتذ وتسعد به.
وهذا العدو الإسرائيلي المتغطرس بسلاحه وقوته واهم أنه لا يغلب وقوته لا تقهر وسياسته لا تخطئ اصابه الذل في عقر داره غير الشرعية، فوصلت الصواريخ الغزّاوية إلى عاصمته وإلى أرجائها وضواحيها وإلى مطارها الدولي فتوقف الطيران وأحيل إلى قبرص واليونان.
وما كان هذا العدو يتوقع أن يصاب بهذا المصاب فأطلق صفارات الإنذار وأخذ الغاصبون يهرعون إلى الملاجئ، وخلت الشوارع والديار بعدما ظنوا انهم مانعتهم حصونهم وما يسمونه القبة الحديدية ، وما يمتلكون من مختلف الأسلحة وما يسلطونه على المصلين في المسجد الاقصى وفي باب العمور وفي حي الشيخ الجراح من غازات خانقة ومياه قذرة كقذارتهم ومن طيش جنودهم وشرطتهم واعتقالهم للمصلين العزّل من رجال وأطفال ونساء ورميهم بالغازات السامة الخانقة في مسجدهم .
يبدو أن إدارة بايدن ما تزال على عهدها القديم من أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها لكن أليس الفلسطينيون أيضا لهم الحق أن يدافعوا على أنفسهم ضد المحتل لأرضهم؟ أليس الدفاع عن الوطن حقا مشروعا؟ أليس الأجدر بالولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذ موقفا عادلا وتأمر إسرائيل المدججة بالسلاح يحمله جيش محترف قوي أن تكف عدوانها على هؤلاء الضعفاء المضطهدين منذ سنين؟
أليس من حقهم أن يعيشوا على ارضهم آمنين متمتعين بحقوقهم؟ أليست غزة محاصرة منذ أربعة عشر عاما برا وبحرا وجوا؟ اليس من حقها أن تعيش آمنة؟
إني أقول وأكرر القول ولا أملّ منه إن الحل يكمن في هذا الشباب الجديد وفي إرادته وإن قل سلاحه وماله أليس التاريخ يخبرنا أن فيتنام قهر الجيش الأمريكي وطرده من بلاده مع قلة سلاحه ووسائله ألم تهزم فرنسا في الهند الصينية؟ ألم يتحرر سكان جنوب إفريقيا من العنصرية وغلبوها على أمرها بزعامة مندلا وإرادته؟ ألم ينتصر الشعب الجزائري على جيش فرنسا وما وراءه من الحلف الأطلسي بقوة إرادته؟ وما حدث هذا الأسبوع في القدس، والمسجد الأقصى وباب العمور، وحي الشيخ الجراح وغزة علامة وإشارة واضحة إلى أن الشباب أراد، وإرادته لا تغلب ، وعزيمته لا تقهر، وأنه أخذ يتعلم صنع سلاحه بنفسه، ولا يعتمد على البيانات، والمؤتمرات، إنما باستعمال تقنيات العصر وسلاحه وهذا ما برهنت عليه المقاومة في غزة وأكبر برهان!!
وأثبت مجلس الأمن عجزه والمجتمع الدولي كذلك وكأن المحتل الصهيوني فوق كل قانون وفوق كل قرار يصدر من المجلس الأمن ومن اللجنة الجنائية الدولية وغيرها.