فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3065.62
إعلانات


رمضان.. شهر الخير- غزوة بدر الكبرى في17 - رمضان غيرت بوصلة العالم/:

*الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد.....القرآن الكريم كلام الله عز وجل, «لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن تمسك به هدى إلى صراط مستقيم، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ»..صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم*

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رمضان.. شهر الخير- غزوة بدر الكبرى في17 - رمضان غيرت بوصلة العالم/:

«وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ».: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ».

كل عام وأمتنا العربية والإسلامية بخير ** نعم،على الرغم من مرور مئات السنين عليها ، مازالنا نتعطر بعبق غزوة بدر ، ففي نفس هذا اليوم السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة وقعت تلك الغزوة، التي شارك فيها سيدنا النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وهي المعركة التي انتصر فيها الحق على الباطل، وكانت بمثابة فتح على الإسلام وأهله. غزوة بدر الكبرى التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم ، وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة لها مكانة عظيمة حيث ذكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها التي تحيط بها من كل اتجاه وفي جنباتها عاش سيدنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وكانت أسواقها أحد أشهر أسواق العرب وسميت غزوة بدر الكبرى بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكَّة المكرمة والمدينة المنورة.

نعم أخي المسلم - لشهر رمضان عند المسلمين معنًى رفيعاٌ له دلالته الواضحة على مجاهدة النفس والأعداء، وبات في موروثهم الديني والحضاري رمزًا للفتح والانتصار وعلو الشأن؛ حيث يتمثل ذلك في يومين من أيام الله تعالى؛ الأول: يوم بدر، وفيه كان أول ظهور للقوة العسكرية للمسلمين. والثاني: يوم «فتح مكة» الذي يعتبر يوم الفتح المبين والنصر العظيم؛ حيث تجسدت من خلاله الانطلاقة العالمية لدعوة الإسلام.

* نعم؛ إن أهل الإسلام قبل يوم بدر كانوا مستضعفين، وبعده صاروا أمة قوية لها رأيها الذي تعلنه بالعدل والشرف والحق والخير؛ فقد تحمّل المسلمون ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم جملة كبيرة من المواقف القاسية قبل وقوع معركة بدر الكبرى في يوم الجمعة 17 رمضان للعام الثاني من الهجرة الشريفة الموافق 13 مارس 624م.

كما تحمل المسلمون بعد بدر أيضًا مظاهر متنوعة من العداء وأساليب ماكرة من الكيد؛ لأن أهل مكة جعلوا العلاقة بينهم وبين المسلمين قائمة على العداء والحرب الدائمة، فلم يكتفوا بإيذاء المسلمين والاستيلاء على أموالهم وإخراجهم من أوطانهم، بل أعدوا الجيوش وشحنوا النفوس بالكراهية مع إحكام المؤامرات للهجوم على المدينة المنورة، وبعد فشلهم المتكرر في ذلك كله اضطروا مكرهين إلى توقيع صلح عُرف بمكان انعقاده فسمي بـ «صلح الحُدَيْبِيَة»، والذي سرعان ما نقضوه هم وحلفاؤهم، فكان فتح مكة المكرمة، في رمضان للعام الثامن من الهجرة الموافق لشهر ديسمبر – يناير 631م.

وتؤكد هذه المسيرة الزمنية بين موقعة بدر وبين فتح مكة - وهي نحو 6 سنوات - عدة أمور من شأنها الدلالة على أن الحرب في الإسلام حرب سامية في المشروعية والغاية، وهذا الأمر واضح تمام الوضوح في جانبي التنظير والتطبيق في دين الإسلام وعند المسلمين:

الأول: ضرورة القوة؛ فهي أهم مقومات التنمية والاستقرار ومحور ازدهار الدول، سواء كانت هذه القوة قوة مدنية في المجالات السلمية العلمية والاجتماعية وغيرها أو قوة عسكرية تكفل إقرار السلام والأمن وتحقق التنمية وتضمن الحرية والاستقرار، وفي تأكيد هذه المبادئ الراقية يقول تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ».

والثانى: الميل نحو الخيار السلمي واستنفاد الخيارات الدبلوماسية، مع ضرورة وجود «قوة الردع» لتحمي هذه الخيارات وتضمن تحقيق نتائجها من خلال توفر الرهبة لدى الآخر بما يكبح رغبته في العدوان، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف».. فهذه المعاني الناظمة بين موقعة بدر وبين فتح مكة وتلك القواسم المشتركة بمثابة أصول دستورية تؤكد إقرار واحترام حرية الإرادة، فلا إكراه على معتقد أو رأى، كما تدل على أن تحقيق الأهداف وإحراز الانتصار لا يكون من قبيل خوارق العادات؛ إنما يكون نتيجة الجهد والإتقان والتخطيط والتنفيذ، بالإضافة إلى مراعاة الأخلاق الحسنة كالصدق والتواضع والمساواة، وإعلاء القيم النبيلة من المسامحة والعفو والوفاء بالعهد والعفو، والميل دائمًا نحو الخيار السلمي؛ امتثالًا لقوله تعالى: «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ».

خلاصة القول. .. ولهذه الغزوة أهمية بالغة حيث رفعت من معنويات المسلمين وزادت في إيمانهم وقوت من شوكتهم وذاع صيتهم، وهزَّت كيان أعدائهم، وأصبحوا ينظرون إلى المسلمين على أنهم قوة لا يستهان بها----وياليتها دامت، ياليتها ظلت !!


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة