فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3072.67
إعلانات


جمعة مباركة لكل المسلمين --- لكم قصة من الخيال...منقولة للأمانة..

لكم قصة من قصص الخيال **منقولة للامانة**

كان يا مكان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان ملك، له خلق ضيق، سريع الغضب، دائما سيفه يسبق حلمه ...... كان اسمه هادي.

الكل كان يخشاه، و يتجنب غضبه، حتى أقرب الناس إليه، و يحكى أنه تلقى هدية من صديقه راجا، ملك الهند، هدية فرح بها فرحا شديدا، كانت عبارة عن فيل.

طلب الملك من خدمه الاعتناء بالفيل جيدا، و كان دائما يهددهم : لو حدث لفيلي العزيز مكروها ، فلن تكفيني راقبكم و لا رقاب أهلكم جميعا.

و مع مرور الأيام بدأت صحة الفيل تتدهور، لأنه كان محبوسا في حديقة القصر، فرغم مساحتها الشاسعة، إلا أنها كانت سجنا ضيقا بالنسبة إليه، طبعا حالة الفيل الحزينة جعلت النوم يغادر أجفان الملك هادي، و صار همه الوحيد محاولة إرضاء فيله العزيز، فقد تعلق به تماما كتعلق الطفل الصغير بلعبته المفضلة، فجمع كل حاشيته من مستشارين و وزراء، و طلب منهم حلا عاجلا ... و إلاّ سيرون غضبه الحقيقي.

فأشار عليه وزيره نبهان : يا جلالة الملك، إن هذا الفيل قد نشأ في غابة من غابات الهند الموحشة، تعود أن يرعى في مساحات شاسعة، لم يتعود على أصوار القلعة، و هو الآن يحس و كأنه في قفص ضيق.

- فرد عليه الملك هادي : دبرني يا وزيري.

- الوزير نبهان : ما رأي الملك لو يطلق سراح الفيل كل يوم لمدة ساعة أو ساعتين، ليسرح و يمرح خارج القلعة، فلربما أصلح هذا نفسيته.

- الملك : فكرة لا بأس بها

ثم صاح الملك : يا حراس افتحوا بوابة القصر، و أفسحوا المجال لفيلي، و لا يعترض طريقه أحد.

و بالفعل، فتحت البوابة على مصراعيها، و خرج الفيل مهرولا كمجنون سرقت منه قطعة حلوى، فأمر الملك عشرة من جنوده بالركض خلفه لحراسته،

و ركض الفيل الهائج مباشرة إلى سوق القرية، ودخل بين أروقته، و صار يركد هنا و يقفز هناك، حطّم كل شيء اعترض طريقة، و حول السوق إلى مذبحة من الخضر و الفواكه التي أتلفها بقوائمه و خرطومه الهائلين، و كان الحراس ينادون : إنه فيل الملك..... فيل الملك، دعوه ينفس عن غضبه.

فما كان على الرعية المغلوبة على أمرها، إلا التنحي جانبا و ترك مصير سلعها لهذا الفيل الهائج، و ما أن أعاد الجنود الفيل الهائج إلى القصر، بعد انتهاء رحلته الجنونية، خرجوا إلى لتنظيف الفوضى التي خلفها وراءه،سوق الخضر بوسط المدينة_...ثم تنفسوا الصعداء، المساكين، ظنوا أنها لن تتكرر مرة ثانية، و لكن

و ما إن عاد الفيل الثمين إلى القصر، حتى سأل الملك رئيس الحرس : أخبرني ... كيف كانت رحلة فيلي العزيز؟...فرد رئيس الحرس : اطمئن يا مولاي ... و تأكد أن فيلك المصون قد استمتع بهذه الرحلة، فقد كان يلعب تماما كالطفل الصغير، كان كالفراشة ... يطير هنا و هناك.

الملك : الحمد لله، إذا فليطلق سراحه كل يوم، لا أريده أن يحس أنه في سجن...و في اليوم التالي تفاجأ السوق مرة أخرى بزيارة الزبون الثقيل، و أصبح كابوسا يهدد مصالحهم كل يوم، و لكن ما باليد حيلة، إنه فيل الملك، و ما من أحد يستطيع الاعتراض على ذلك.و مر الأسبوع الأول، و صار فيل الملك يقض نوم أهل القرية، ولكن ما العمل؟ إنه فيل الملك.و لكن الظلم قد يلد بطلا يقف في وجه الظالم..و ظهر من بين الجموع هذا البطل إنه منقذ...منقذ هذا كان شابا فقيرا، معدما، و مع هذا كانت له عزة نفس و كبرياء، كان يعمل في السوق عتالا، ليكسب رزقا حلالا يكفيه حاجة مد اليد هو و والدته التي أفنت شبابها في تربيته بعد أن ترملت و هي في زينة شبابها....بسبب الزيارات المتكررة لفيل الملك، شلت حركة السوق، و أصبح كسب الرزق شبه مستحيل، و هنا صاح منقذ :

- يا أيها الناس إلى متى نظل ندفن رؤوسنا في التراب كالنعام؟ أي نعم .... هو ملكنا و له علينا حق الطاعة و الولاء، ولكن لنا عليه واجب الحماية و العيش الكريم، إلى متى سنبقى خائفين على رؤوسنا، و إني لأقسم أن تدفن رأسي تحت التراب على كلمة حق أكرم إلي من أن تبقى على كتفي مذلولة.

- أيها الناس هلم بنا إلى قصر الملك و لنكن رجلا واحدا،، قلبا واحد، و برأس واحدة، و نرفع صوتا واحدا أن كف عنا أذاك.

كلماته هذه كانت كفيلة أن تشن حربا على الملك نفسه، و دبت الجرأة مكان الخوف في قلوب الحضور، و رفعوا أصواتهم بكلمة موحدة : هيا بنا إلى قصر الملك.

و تقدمهم منقذ في إصرار و ثبات، يتبعه كل متضرر و غير متضرر من ظلم الملك، ساروا بخطى ثابتة، منتظمة تماما كخطى جيش مدروسة، متجهين نحو قصر الملك الظالم ليقولوا له ... يكفي.

كان المنظر رهيبا، تقشعر له الأبدان، و تنشل له حركة كل جبار عنيد .... و لكن المسافة من السوق إلى القصر كبيرة، و مع كل خطوة و خطوة، كانت حرارة الاندفاع تخبُ و تخبُ فتخبُ، و عاد الخوف ليستوطن قلوبا لطالما حفظت له الولاء، و تضاربت أسئلة الجبناء في عقولهم الهزيلة :

- ماذا لو أمر الملك بضرب أعناقنا ؟

- ماذا لو أمر بأن ينكل بنا ؟

- ماذا لو رمانا في ظلمات سجونه الأرضية ؟

- ماذا لو ...... ماذا لو ............ماذا لو

و كلما كانت المسافة بين القصر و السوق تنقص كان عدد المندفعين ينقص و يتقلص، فكل خطوتين أو ثلاث، يتسلل جندي من جيش القائد منقذ، منسحبا للوراء، ليعود لبيته فيغلق الباب على نفسه بإحكام،

أما بطلنا منقذ، فكان مندفعا بخطى كبيرة، ثابتة إلى الأمام دون أن ينظر إلى الخلف، و كلما زاد إقترابا من القصر زاد إصرارا و عزيمة على وقف الملك عند حده، المسكين لم ينتبه إلى أن جيشه قد إنسحب إلى الوراء واحدا واحدا.

وصل منقذ إلى بوابة القصر و صاح بصوت جهوري في الحراس :

- يا حراس الملك نحن سكان القرية جئنا لمقابلة الملك في ما يخص مشكلة الفيل، أبلغوه أننا لن نغادر حتى يخرج إلينا أو يستقبلنا في بلاطه ..... و الآن.

فنظر الحراس إليه بإمعان، عله مجنون أو ممسوس ؟ ثم رد عليه رئيسهم : نحن ؟ لن نغادر؟ يخرج إلينا؟

و لكن من أنتم يا سيدي ؟

فأجابه منقذ في استنكار : أنا و الجمع الذي معي،

و التفت إلى الخلف ليشر إليهم، و هنا كانت الطامة الكبرى، لم يجد خلفه إلاّ ضله الوفي.

فصار يردد : يا إلهي أين البقية؟ أين ذهبوا ؟ منذ قليل كانوا خلفي.

و أدرك أنه قد فوات وقت الانسحاب.

- ما العمل ؟

ثم صاح رئيس الحرس : يا حراس ألقوا القبض عليه، حتى ينظر جلالة الملك في أمره.

و وجد منقذ نفسه منفردا في زنزانة القصر الكبير، و حينها أدرك أنه تعرض للخيانة، فأقسم في نفسه على أن يلقن أهل القرية درسا لن ينسوه أبدا.

و بعد وقت طويل عرض منقذ أمام الملك،

الملك : ما إسمك؟ و ما هي مهنتك؟

منقذ : منقذ إبن منجد العتال.

الملك : أها .... منقذ ؟ و هل هو إسم على مسمى ؟

فأسر منقذ في نفسه : و هل هادي إسم على مسمى؟

ثم أجاب : أرجو أن أكون كذلك يا جلالة الملك

الملك : قد بلغني أنك جئت تجادلني في مشكلة الفيل، هات ما عندك.

منقذ : أيها الملك المبجل ....إن فيلك .....

و قبل أن يكمل منقذ كلامه، صاح بيه الملك مقاطعا غضبانا و الشرر يتطاير من عينه : ما مشكلة فيلي يا هذا ؟

فرد منقذ على الفور : أيها الملك الفاضل، إني لأشفق على فيلك المسكين، رؤيته هكذا كل يوم تفطر قلبي، و لذلك اتيت إليك بنصيحة قد تفيدك و تفيد فيلك المسكين.

و هنا خيم الهدوء على الملك.

- هات ما عندك ....

منقذ : يا جلالة الملك، لا أظن أن المشكلة تكمن فقط في أسوار القلعة التي هي كالسجن الكبير للفيل، و إنما هي الوحدة ..... نعم يا جلالة الملك الوحدة أيضا قد تقتل،

تخيل نفسك لو وضعت على جزيرة فيها من كل الخيرات، و لكن وحيدا من دون جليس و لا أنيس، فكيف سيكون وضعك ؟ أكاد أراهن بعنقي على أنك لن تصمد أكثر من أسبوع.

الملك : لا أرى في كلامك ما يدعو للتشكيك، فأي مخلوق على وجه الأرض لن يستطيع العيش وحيدا... و لكن ما هو الحل في رأيك يا منقذ؟

منقذ : مولاي الملك لما لا تبعث برسالة إلى صديقك ملك الهند، تطلب من خلالها أن يبعث لك فيلا آخر ليؤنس وحدة فيلك العزيز و حبذا لو كانت أنثى.

الملك : أطلب منه فيلا آخر ؟

منقذ : أجل يا مولاي و ما العيب في ذلك، فأنتم أصدقاء منذ زمن بعيد، و لديك مكانة غالية في قلبه، و لا أظنه يبخل عليك بهدية أخرى،

أرجو أن تنظر في مشورتي هذه قبل أن تفقد الفيل و بهذا ستكون إهانة لملك الهند، لأنك لم تصن هديته .

غاب الملك بعقله لحظات ثم صاح فجأة، صيحة كادت أن تصيب كل الحضور بسكتة قلبية : أيها الكاتب ...أكتب لصديقنا ملك الهند كتابا تطلب من خلاله أن يبعث لي أنثى فيل ... و لا تنسوا أن ترفقوا رسالتي ببعض العطور و الأبخرة و حلي الفضة كهدايا لصديقي الملك.

و هنا نزلت الطمأنينة على قلب منقذ، فقد كان أمله الوحيد أن يعود لأمه الوحيدة، التي ليس لها في هذه الدنيا إلا الله و هو.

- يا جلالة الملك، أتسمح لي بالانصراف، لقد غبت ما يكفي من الوقت عن بيتي ؟

- الملك : أعلم أن حراسي الأغبياء أساءوا تقدير سبب مجيئك للقصر، و أنهم زجوا بك في السجن، دعني اكفر عن هذه الغلطة بدعوتك للإقامة في جناح الضيوف ما طاب لك من الوقت، لإكرامك و رد الاعتبار إليك.

- منقذ : لك مني كل الشكر و الامتنان يا جلالة الملك، و لكني اعتذر فعلى العودة إلى بيتي و أمي الوحيدة.

الملك : إذا سأبعث من يحضر والدتك مكرمة.

منقذ : لا داعي لذلك يا مولاي، شكرا

الملك : هل أفهم من كلامك أنك ترفض دعوة الملك ؟

منقذ : حاشى أن أرفض دعوة كريمة من ملك كريم مثلك .... لك ذلك يا مولاي.

ثم صالح الملك : أيها الحاجب أوصي أحد الخدم بمرافقة ضيفنا إلى جناح الضيوف و ليكرموه أحسن كرم، و ابعث من يحضر والدته الكريمة للإقامة مع ابنها.

و ما هي إلا لحظات حتى كان حراس الملك في السوق يسألون عن بيت منقذ.

و ما إن وجدوه حتى طلبوا من أمه مرافقتهم إلى قصر الملك، كانت والدة منقذ جزعة على إبنها الوحيد، فلم تمانع الذهاب معهم، بل خرجت مسرعة و هي تسأل رئيس الحرس : أخبرني يا ولدي ... كيف هو حال إبني منقذ، فرد عليها : عفوا يا خالة فمهمتي هي إحضارك إلى قصر الملك و فقط.

فسلمت أمرها لله و رفعت يديها للسماء تناجي رب العزة : يا رب إنا لا نسألك رد القضاء و إنما نسألك اللطف فيه.

ثم ركبت في عربة الحرس و ساروا بها إلى القصر مرورا بالسوق،

و هنا تسابقت الإشاعات بين الذين خذلوا منقذ : أرأيتم ...؟ الحمد لله أننا انسحبنا في الوقت المناسب.

- يقال أن الملك سيضرب عنق منقذ أمام ناظري أمه،

- إن الملك سينكل بأم منقذ أمام ناظريه، حتى يكون عبرة،

- هذا جزاء من يتطاول على أسياده و الملوك ....

و ما إن وصلت صابرة أم منقذ إلى جناح القصر حتى هرعت إلى وحيدها وسقت أمام رجليه باكية، حامدة الله على سلامته، فأخذ يقبل يديها و هو يردد : اهدئي يا أمي، أرجوك فأنا لم أرى دموعك أبدا، حتى عندما توفي والدي، لم تبكي أمامي.

- كيف لا أبكي، و أنت كل ما تبقى لي من هذه الدنيا، لن تستطع أن تتصور أبدا، كيف ستكون حياتي من دونك.

- يا أمي، لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، ثم لا تخشي على ابنك المدلل، لا تخافي على رجل دللته أمه و أذّبه الزمن.

- إعذرني يا ولدي، فأنت لم تبت خارج البيت ليلة واحدة، فما بالك بليلة قضيتها بعيدا عني في زنزانة الملك الظالم.

- يا أمي على الرجل أن يجرب كل شيء ليصقل فكره و قلبه و نظرته للحياة، و ما السجن إلا تجربة و تنتهي، ثم أنظري يا أمي بعد قضاء ليلة واحدة في السجن في سبيل الحق، منّ الله علي بقضاء ما شئت من وقت في جناح ضيافة الملك.

- و لكن كيف حدث ذلك؟ ألم تكن ذاهبا إليه أنت و جماعة من سكان القرية لتكفوا عنا أذاه.

- أتعلمين يا أمي ؟ ليس الملك ظالما أبدا كما كنا نعتقد، و إنما الرعية هي من ظلمت نفسها، بتخاذلها و جبنها و خيانة بعضها البعض، هذا ما يدفع الملوك للظلم، و هذا مما دفعني للحيلة لإنقاذ نفسي، فأنا لا أحب أن أكون شهيد رعية خائنة، متخاذلة.

و بعد لحظات قاطع مبعوثا من الملك حديثهما : معذرة يا سيدي، إن مولاي الملك يطلب مقابلتك.

فرد منقذ : طلب الملك أمر أيها المبعوث، هي بنا إلى جلالته، ثم استأذن والدته و رحل معه.

و ما إن دخل منقذ على الملك، حتى أمره بالجلوس في مجلسه بين حاشيته ثم أمطره بوابل من الأسئلة:

- أتمنى أن تكون طبت مقاما في جناح الضيافة يا منقذ ؟

- أجل يا سيدي و إني لأشكر حسن و كرم ضيافتك.

- أخبرني يا منقذ، ماذا كان يعمل والدك؟

- كان عتالا بالنهار، و راوي قصص بالليل،

- إذا ورثت عنه العتالة.

- لم أكن أملك شيئا يا مولاي، سوى هذا الجسم القوي، فسخرته لإطعام أمي و إطعام نفسي.

- و هل حفظت عن أباك بعض الروايات و القصص.

- كلا يا مولاي، فأبي توفي قبل أن أبلغ خمس سنوات، لم أحض حتى بحفظ ملامحه جيدا، و لكن أمي كانت تروي لي بعض القصص و الروايات التي تعلمتها عن أبي.

- أروي لي حكاية مما تحفظ .

- و لكن..... مولاي لم يسبق لي أن رويت قصة من قبل.

- يا منقذ لكل شيء بداية.

- و لكن يا مولاي أنت تحرجني.

- و أنت ترفض أمري.

- حاشى أن أرفض أمر الملك، و لكن أخشى أن طريقة سردي للقصص قد لا تعجبك.

- أبدأ أنت بالسرد، و إن لم يعجبني، سأطلب منك التوقف.

و بدأ منقذ يروي للملك أول قصة حفظها عن أمه، قصة تروي شهامة و جرأة قائد جيش، دافع عن عرش بلده و عن شعبه ببسالة حتى آخر نفس منه.

و قد أعجب الملك بالقصة و طريقة السرد، و الحكمة منها، و أثنى عليه ثناءا جميلا، و بات الملك كل ليلة يطلب صحبة منقذ ليسمع منه الروايات و القصص و الحكم و الأمثال، و لم يمر سوى أسبوع حتى احتل منقذ مكانة محمودة عند الملك.

و كلما طلب منقذ من الملك أن يرخص له بالرحيل هو و أمه إلى بيته، كان الملك يستبقيه ريثما تصل هديته من الهند.

و وصل الخبر إلى مسامع أهل القرية، فتعجبوا، كيف استطاع منقذ العتال أن يمتص غضب الملك.

و بعد مرور أيام، وصل الموكب القادم من الهند، تتقدمه عروس الفيل، مزينة بكل أنواع الحلي و الشراشف الهندية الملونة، و خرج الملك بنفسه لاستقبال هديته المنتظرة.

فتقدم مبعوث الوفد إلى الملك، ألقى عليه التحية الملكية ثم قال له : أيها المالك الفاضل، إن مولاي ملك الهند يقرؤك السلام و يتمنى أن تعجبك الهدية، إنها من أشرس الفيلة و أكثرهم نشاطا.

فرح الملك بهديته و أمر بأخدها إلى الحظيرة لتأنس الفيل المريض، و بعد يومان استرد الفيل عافيته، و قام إلى مأكله و مشربه، و هنا فرح الملك فرحا شديدا و التفت إلى منقذ : إنك حقا إسم على مسمى، مشورتك جاءت بما عجز عنه كل مستشاري و وزراء البلاط، و قد قررت أن أجعل منك المستشار الأول في البلاط.

ثم صاح في قائد الحرس: أيها القائد، إفتح البوابة لفيلي العزيزين، دعهما يلعبان و يمرحان.

و ما هي لحظات حتى تفاجأ كل من في السوق على وقع أقدام مدوية كالزلزال مفاجئ، و تساءلوا : ما هذا؟ و التفتوا صوب الصوت و إذا بالفيلين قادمين كموج هائج، فصاح كل من كان في السوق : ماذا فعلت يا منقذ؟ لقد كمل الفيلة بالفيل


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة