فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3057.57
إعلانات


القدس يستدعي الرجولة

القدس يستدعي الرجولة

2017/12/21

صالح عوض

أجل إنه القدس تاج الإسلام وعزة الأمة، كان ملاذا لسيدنا محمد عندما لاحقه الأعراب الأجلاف بالحجارة في الطائف وهناك أكرمه الله الإكرام الأوفر، بأن حشد له الأنبياء جميعا قادة البشرية الرائعين ليحيّوه ويصطفوا خلفا ليتبعوه في عبادته وطريقتها.. ومن هناك كانت الرفعة العليا لسيدنا محمد الى حيث لا ملك يقترب ولا بشر يستطيع النظر فكانت القدس محله وترحاله للمجد.. وهناك سجل لهذا الدين وهذه الأمة الخيرية والأستاذية على العالمين.

هكذا كان القدس دوما في قلوب المؤمنين وعزز هذا الايمان ما جرت به عوائد الاستبدال والتحولات في المنطقة فكان القدس تاج المنتصرين دوما ولا يستطيع الكسالى الواهنون أن يحتفظوا به بغض النظر عن دينهم ومعتقدهم.. هو القدس بكل سلامه وهدوئه وروحيته محل تنافس لكل المتغالبين في صراع النفوذ في العالم تهديهم الفطرة إلى سر المكان وخصوصيته.

من هنا بالضبط لن يقوم بمهمة القدس المناكيد المهازيل الرعاديد ولن تسيِّج أسوارَه الأدعية والبكاء ولن تضيء قناديله الأحلام والأوهام.. إنما هي عزائم الرجال الصناديد وإيمان العشاق المتيقنين ووعي الراشدين المدركين.. هكذا كان مع ابن الخطاب في ضحى يوم من الأيام وهو يضرب بعصاه الأرض يسحب ناقة جاء دور مرافقه إلى ركوبها.. فدخل حزم عمر القدس قبل أن يدخلها بشخصه وبعدها كان صلاح الدين الذي هز التاريخ يستمطره معجزات الفتح المبين فكان يطوف على معسكره وهو على فرَسه ينز منه الدم ولا يتوجع لأن وجعا أكبر ينهش في كبده؛ إنها القدس.

هذه معالم القدس وهذه هي سنتها المباركة، وعندما يعترض ترمب على هويتها ويعلن الشيطان الأكبر إنها ملكٌ للصهاينة تكون المعركة ارتصت بصفيها بوضوح تام لتبدأ المعركة الحقيقية الجوهرية بعيدا عن التلوين والتبعيض.. أمة بقدسها ضد الاستعمار بكذبه وطغيانه.. ونحن ندرك أن ليس من محفز للأمة أكثر من القدس وليس منبها لها أكثر من القدس فجاء الله بهذا العدو الغاشم ليصفع النائمين منا ويزيد الواثقين ثقة بأن المعركة بدأت والنصر فيها حتما للقدس.

النصر حتما للقدس تؤيدنا الآيات البيِّنات التي رسمت خريطة العلاقة بين الأمة والقدس غيبا في الإسراء والمعراج وشهادة في الحديث عن الصراع بين الأمة الخيِّرة وشذاذ الآفاق الذين يحتشدون حول الجريمة وأيديهم موغلة في الفساد والرذيلة.

إنه القدس يستدعي الرجال الرجال.. وكما قال صلاح الدين الأيوبي: لا أحتاج دموعكم ولا دعواتكم ولكن أحتاج سيوفكم.. فالمعركة تطاحن بين إرادة الخير والسلام والمرحمة من جهة وإرادة الشر والرذيلة والطغيان من جهة، وفي مثل هذه المعارك يتذكر الناس سيوفهم وقدارتهم ويوفرون عليهم كثيرا من الكلام الذي لا ينفع.. تولانا الله برحمته.


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة