فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3057.57
إعلانات


ليس غباءً اختيار الأمريكيين لترامب!


ليس غباءً اختيار الأمريكيين لترامب!

الخميس 10 نوفمبر 2016
حدة حزام

عكس كل التوقعات، فاز ترامب، فاز خطاب الحقيقة رغم قسوته ومرارته، على خطاب الكذب والنفاق والتضليل، الذي مارسته هيلاري والحزب الديمقراطي على الشعب الأمريكي.

حقيقة مُرة أفضل من سم منقوع في العسل، فلعنة القذافي والخراب العربي لاحقت هيلاري أمس، وأسقطتها ليس فقط من الرئاسيات، بل أخرجتها نهائيا من الحياة السياسية، تلك اللصة التي تتوسل الصدقات، لتشتري عريسا لابنتها الوحيدة وتغازل الصهيونية العالمية.

كتبت صحفية يهودية على جدارها، صباح أمس، أن الفلسطينيين يشربون الآن الأنخاب، وأنا أيضا أشرب أنخاب ترامب، مع أنه الوجه الآخر للعملة الأمريكية، الطاعون، لكنه طاعون صادق مع نفسه ومع شعبه، لم يلف حقيقته في ورق الهدايا، وربما لهذا فاز على المنافقة، تلك التي كانت ستكون خطرا أكبر على العالم، وعلى الجزائر تحديدا.

لم يشفع الأمريكيون لهيلاري كيف تعاملت بذلّ مع خيانة زوجها، من أجل السياسة ومن أجل طموحاتها المستقبلية، وأصدروا أمس، حكمهم عليها، ليس لأنهم فقط غير مستعدين لأن تحكمهم امرأة، لكن هل حقا هيلاري امرأة بما تعنيه الكلمة من معنى؟! ألم تكن أكثر وزراء الخارجية الأمريكية دعما للحروب؟ بعد كوندوليزا رايس، فالأولى وضعت مخطط الخراب والثانية طبقته، وهي تصفق فرحا، مثلما قهقهت معلقة على مقتل القذافي على ”سي أن أن”، ألم تأت إلى القاهرة وتأمر بإعلان مرسي رئيسا؟!

لن يكون العالم أحسن مع ترامب، لكنه كان سيكون أسوأ مع هيلاري، فترامب هو الوجه الحقيقي لأمريكا بدون مساحيق.

مضحكة تعليقات بعض العرب الخائفين من عودة الجمهوريين، بحجة أن بوش قاد حربا على العراق، ونسوا أن أوباما، الذي قال لنا السلام عليكم، ابتلانا بالربيع العربي وبداعش وكل الخراب، من تونس إلى سوريا مرورا باليمن وليبيا ومصر، ونسوا كيف طبقت هيلاري المخطط الأمريكي الجمهوري بحذافيره. فأمريكا ليست ترامب ولا هيلاري، مثلما لم تكن بوش ولا كلينتون، أمريكا هي المؤسسات التي تحكم في الظل، هي السي آي إيه واللوبي الصهيوني ومن يخدم مصالح أمريكا، ولذلك قال أوباما أمس، في تغريدة ”ليس مهما ما حدث، فالشمس ستطلع غدا صباحا، وأمريكا تبقى القوة الأولى في العالم”.

الإخوان هم الخاسرون، وحتى زعيمهم العثماني، فلن يقف في وجه ترامب، لما لهذا الأخير من مصالح اقتصادية في تركيا، وأبراجه تقف عاليا وسط إسطنبول.

ربح ترامب الرهان، فهو رجل أعمال يعرف كيف يتجنب الخسارات، وصوّت الأمريكيون له، لأنه براغماتي، وعملي يعرف كيف يخلق الثروة ومناصب العمل التي هم في حاجة إليها، ورفضوا هيلاري لأنها تعيش على السرقة وتتلقى التمويل من البلدان التي تمول داعش والإرهاب، مثلما كشف عن ذلك أسانج. كما أنها اعترفت بما فعلته بسوريا ودعمها لداعش.

لم تتوفع هيلاري والعرب الذين مولوها تلك الخسارة، فكانت صدمتهم أكبر اليوم، فهم مع الأقوى، لا يؤمنون بالديمقراطية، لكنهم يدعمونها في أمريكا، ويسهرون في انتظار النتائج، ثم يعلقون بحزن على هذه الخسارة. ونفس المرارة أحست بها أوروبا، التي لم تعرف كيف تتحرر من العقدة الأمريكية، فقط المعسكر الشرقي بقيادة روسيا يتفاءل خيرا بنتيجة الانتخابات الأمريكية. وسارع السيسي مثل بوتين بالتهنئة، فقد تكون هذه نقطة النهاية للأزمة السورية وللخراب العربي المسمى اعتباطا بالربيع، فقد مل الأمريكيون أيضا الحروب، وهيلاري كانت أحد صقور الحرب أكثر من الجمهوريين.

حدة حزام /جريدة الفجر الجزائرية


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة