وبدأ «الربيع الأوروبي»!
وبدأ «الربيع الأوروبي»!
بمجرد إعلان نتيجة استفتاء الشعب البريطاني، على البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبى التى جاءت برفض البريطانيين البقاء، وتفضيلهم الانفصال عن أوروبا ـ انفجرت الدعوات المطالبة بانفصال بلدان ومناطق عديدة عن محيطها الكبير والاتجاه نحو الاستقلال، وقد أثارت هذه الدعوات المخاوف من بدء ظاهرة التفتت الأوروبي، فيما يشبه التفتت الذى تعانيه بعض الدول العربية حاليا، فيما يسمى «الربيع العربي».
وقد قرأنا أن 40 ألف شخص وقعوا طلبا يدعو إلى استقلال العاصمة البريطانية لندن نفسها، عن باقى أجزاء الدولة البريطانية، كما أعلنت رئيسة وزراء إقليم أسكتلندا، أن هناك نية لإجراء استفتاء حول انفصال أسكتلندا عن المملكة البريطانية المتحدة، والشيء نفسه فيما يتعلق بأيرلندا.
ولم يقتصر الأمر على الداخل البريطانى وحده، بل امتد إلى العديد من الدول الأوروبية الأخري، مثل هولندا، التى تزايدت فيها حدة مطالبات اليمين المتشدد بضرورة ترك الاتحاد الأوروبي.. بل وقرأنا أيضا أن أهالى ولاية تكساس الأمريكية يفكرون فى الاستقلال عن الولايات المتحدة، نظرا للثراء الفاحش الذى تتمتع به ولايتهم، وهم يريدون هذا الثراء لهم وحدهم!
إذن نحن أمام زلزال، أو تسونامي، يضرب فكرة الكيانات الكبيرة فى العالم، ويعلم الله من الذى سيخرج غدا ليطالب بالاستقلال عن الكيان الأم، وأحد التفسيرات لهذا الإعصار، أن الغضب الذى يملأ نفوس أفراد الشعوب انعكس فى صورة رفض هذه الشعوب البقاء معا، وتحمل تبعات ومسئوليات هذا البقاء.
وبالتأكيد فإن الأزمات الاقتصادية الخانقة، فى كثير من الدول، تمثل أحد الأسباب المهمة، وهنا يطرح البعض سؤالا حائرا: هل امتدت عدوى الغضب والثورة والتفكك التى تجتاح العرب الآن، إلى بقية أجزاء العالم؟ وهل ستشرب أوروبا من الكأس نفسها؟
رأى الاهرام