فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3072.67
إعلانات


فتح مكة..كان سببا فى دخول الناس دين الله أفواجا فتح مكة .. يوم العفو والمرحمة


كان سببا فى دخول الناس دين الله أفواجا
فتح مكة .. يوم العفو والمرحمة
تحقيق ـ خالد أحمد المطعني


يعد فتح مكة يوما خالدا فى تاريخ الأمة الاسلامية، إذ كان فيه النصر والفتح وأيضا كان فيه العفو والرحمة والمرحمة، كان هذا الفتح من أعظم انتصارات المسلمين وبشارة عظمى بقيام دولة الإسلام فى أقوى صورها وإيذانا بغروب شمس الكفر والشرك فى شبه الجزيرة العربية والعالم من بعدها، وفتح مكة أهم انتصار للإسلام، أكرم الله به نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصة والمسلمين عامة.

فقد جاء هذا الفتح المبارك- الذى وقع في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة- بعد سنوات متواصلة من الصبر والدعوة والجهاد لتبليغ رسالة الإسلام، وقد أعطانا النبى صلى الله عليه وسلم ـ فيه دروسا نبوية كريمة، منها التواضع والعفو والرحمة.

وفى هذا يقول الدكتور عطية القوصي، أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية الآداب جامعة القاهرة، قلما يجد المتأمل فى تاريخ البشرية كلها ـ قديما وحديثا ـ نصرا وفتحا يضاهى فتح مكة فى روعة قيمه وسمو أخلاقه، فهو يوم الفتح الأعظم، وهو يوم المرحمة، ويوم البر والعفو، ويوم العز والتواضع، وقد قال عنه العلماءهو الفتح الأعظم الذى أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين، واستنقذ به بلده وبيته الذى جعله هدى للعالمين، من أيدى الكفار والمشركين، وهو الفتح الذى استبشر به أهل السماء، ودخل الناس به فى دين الله أفواجا، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا.
وأشار إلى أن صلح الحديبية كان فى العام السادس من الهجرة، ومن نصوصه قيام هدنة لعشر سنوات، وإعطاء الحق للقبائل فى الدخول فى حِلف أحد الطرفين، فدخلت قبيلة بكر فى حلف قريش، ودخلت قبيلة خزاعة فى حلف النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن قريشا نقضت العهد والصلح وأغرت رجال (بكر) بـ(خزاعة)، وحرضتهم عليهم، واشتركوا معهم فى قتل رجال من خزاعة غدرا، فانطلق عمرو بن سالم الخزاعى إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنشد بين يديه شعرا يشرح فيه غدر قريش وخيانتها ونقضها لعهد الحديبية، وفى العاشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، توجه الجيش الإسلامى الذى بلغ عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، ودخلها النبى صلى الله عليه وسلم ـ فاتحا منتصرا.

تواضع لله

وفى سياق متصل، اكد الدكتور عبد الغفار هلال، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن مواقف النصر والفتوح تستبد بالقادة والفاتحين، وتستولى على نفوسهم، فيكون فيها فخرهم وعلوهم، ولا يقدر على التواضع فيها إلا أقل الرجال، وفى هذا اليوم العظيم ـ يوم الفتح الأكبر ـ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو خافض رأسه تواضعا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح مستشعرا نعمة الفتح وغفران الذنوب، وإفاضة النصر العزيز، فهذا الفتح المبين يذكره بماض طويل الفصول: كيف خرج مطاردا؟ وكيف يعود اليوم منصورا مؤيدا؟ وأى كرامة عظمى حفه الله بها؟ وكلما استشعر هذه النعمة ازداد لله خشوعا وانكسارا، وانحناء وتواضعا. وأضاف: لقد حاز نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأخلاق أعلاها وأكملها، والتواضع كان وصفا له صلى الله عليه وسلم ، فكان أكثر الناس تواضعا، وألينهم جانبا، وسيرته وحياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالمواقف والعبر فى هذا الخلق العظيم، وما حُفِظ عنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أنه اغتر بنصر أو قوة، أو أنه تكبر على أحد، أو فاخر بنفسه ومكانته، لقد دخل النبى صلى الله عليه وسلم ـ مكة دخول نبى كريم، دخول من أرسله الله رحمة للعالمين، ولم يدخل دخول المنتصرين الجبارين الذين يبطشون وينتقمون من أعدائهم الذين أخرجوهم من ديارهم وأموالهم وآذوهم وقاتلوهم، بل قابل ذلك بالعفو الكريم، والصفح الجميل، ولو شاء أن يثأر وينتقم لفعل، ولكن هذا ليس من طبعه ولا من أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم، وها هو اليوم فى قمة انتصاره وتمكينه، يقطف ثمار صبره وصبر أصحابه وجهادهم، فتحا مبينا، دون علو فى الأرض ولا فساد، بل فى تواضع لله، وعفو جميل عمن أساء إليه، فقال قولته الشهيرة لمن حاربه وآذاه هو وأصحابه» ما ترون أنى فاعل بكم ؟، قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: أقول كما قال أخى يوسف» قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وهو درس فى أخلاقيات الفتح والنصر، فأقرب الدعاة إلى نشر دعوتهم أحاسنهم أخلاقًا، وأحق الدعوات بالنجاح أكارمها أخلاقًا، ومن ثم كان من أثر عفو النبى - صلى الله عليه وسلم - الشامل عن أهل مكة، أن دخلوا ـ رجالا ونساء، وأحرارا وعبيدا ـ فى دين الله طواعية واختيارا، وبدخول مكة تحت راية الإسلام دخل الناس فى دين الله أفواجا.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة