فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3057.57
إعلانات


ألم نقل: ويل للعرب.. من (ذلٍ) قد اقترب؟!

وجهة نظر ألم نقل: ويل للعرب.. من (ذلٍ) قد اقترب؟!

الخميس, 16 يونيو 2016 17:57 د. عبد الله هلال ألم نقل: ويل للعرب.. من (ذلٍ) قد اقترب؟!

سبق أن نشرت مقالا بهذا العنوان؛ عندما أقام العدو الصهيوني محرقة غزة عام 2014 وأخذ يواصل سياسة سفك الدماء مستخدما كل أدوات الحرب الجهنمية. وتساءلنا حينها: لماذا أصيب الحكام العرب بالسكتة القلبية؟.. في المجازر السابقة: كان العرب يجتمعون ذرا للرماد في العيون، وكنا وقتها نقول إن اجتماعهم لن يقدم، بل (سيؤخر)!.. ولكنهم كانوا على الأقل يقولون لشعوبهم إننا على علم بما يحدث حولنا!. كانت الحكومات تستغفل الشعوب العربية، ولكنها لم تكن لتستغفل العالم المتحضر اليقظ.. وعندما جاء الربيع العربي، واستيقظت الشعوب وبدأت تدرك عمق العمالة والخيانة والتبعية، فضل الحكام الصمت ولم يجدوا شيئا يقولونه، فلم يفكروا حتى في الاجتماع الصوري المعتاد. كانت فضيحة العرب حينئذ بجلاجل.. إذ بدأ العدو محرقة غزة في وقت خال من الأحداث التي تشد انتباه الرأي العام، وكثير من شعوب العالم في إجازة الصيف، أي أن أغلب الناس في العالم كله كانوا يتفرجون مجانا على العجز والوهن العربي. بدأت المحرقة وما صاحبها من مجازر وحشية يشيب لهولها الولدان واستمرت لأسابيع، والحكومات العربية في عالم آخر: صم، بكم، عمي.. ولسان حالهم يقول للعدو: هذه مهلة كافية لتنجز مهمتك وتخلصنا من المقاومة المشاغبة التي تحرجنا أمام شعوبنا!. عندما هز العرب طولهم واجتمعوا في المحرقة السابقة لمحرقة 2014؛ ضحك المتابعون للأحداث العربية، العارفون بالمستوى السياسي العربي، وقالوا لأنفسهم لماذا يجتمع هؤلاء السذج ليؤكدوا على عجزهم وهوانهم؟، أليس من الأفضل ألا يجتمعوا ويلفتوا الأنظار إليهم على قاعدة (إذا بُليتم فاستتروا)؟.. ويبدو أنهم فهموا هذا الكلام، فانصرفوا عن الاجتماعات الهزلية، ولكنهم في المقابل دفنوا أنفسهم تحت الرمال!. ظن غير الخبراء بـ (الحالة العربية) أن هناك في الوطن العربي (أحياء)، وترقبوا رد فعل عالم عربي ممتد يتكون من 22 دولة لها 22 جيش مدجج بالأسلحة، وتمتلك أغلب مصادر الطاقة العالمية، وتسيطر على عنق زجاجة العالم من ممرات ومضايق، وتخطب ودها الدول المنتجة بسبب عجزها الإنتاجي وإسرافها الاستهلاكي.. وظنوا أن العرب سوف يؤدبون الكيان الصهيوني وحلفاءه بشيء من الأوراق الكثيرة التي بحوزتهم، وانتظر العالم وانتظر، ليفاجأ بالخيبة العربية الرسمية التي تفضح العرب في كل مكان بالعالم، ولم يتحرج منها أو يخجل أي من (المتحكمين فيهم)!.. حيث فضلوا الصمت وادعاء العمى والصمم. وكما يحدث الآن بالضبط؛ لم يستطع ممثلو النظام الرسمي العربي وقتها أن يتوصلوا إلى أي قرار أو تصرف رجولي أو مشرف، فالعاجز له العذر، وليس على المريض حرج. وبدلا من الاعتراف بالعجز وترك الأمر للشعوب العربية لتختار من يستطيعون اتخاذ قرار مصيري يتوقف عليه مصيرهم ومستقبلهم.. واصلوا عملية خداع شعوبهم بالمبادرات الخائبة التي تخدم العدو وتضاعف معاناة الفلسطينيين!.. وتم إثبات العجز باللجوء إلى العدو نفسه من خلال أمريكا!. وكانت هذه بلا شك أكبر فضيحة عربية في العصر الحديث، إذ كيف نستجير من الكيان الصهيوني بالحلف الصهيوأمريكي؟. ألا يعلم العرب مسبقا أن أمريكا صهيونية وتعادينا مثل الصهاينة؟، وأنها ضدهم على طول الخط، وأنها لم ولن تنصفهم يوما، وأن كل قراراتها فيما يخص القضية الفلسطينية أو غيرها كانت ضدهم؟. والآن أيضا نكرر الخطأ ونلجأ لأعدائنا!. ما هو وزن العرب في الميزان الدولي لكي يلجؤوا إلى قوى دولية؟.. لو كان للعرب وزن لاحترمهم العالم ووقف في صفهم. لو تجرأ العرب وهددوا بأي شيء- وإن صَغـُر- إن لم يوقف العدو جرائمه التي أثارت شعوب العالم كله (عدا أغلب العرب!) لأسرع المتحكمون في النظام الدولي بالاستماع إليهم.. ألم نقل مئة مرة (إن الانحناء يغري بالامتطاء)؟!. ولكي نوضح هذه النقطة الهامة فلننظر إلى تعامل النظام الدولي مع كل من إيران وكوريا الشمالية، مقارنة بالتعامل مع العرب.. ففي الحالة الأولى نجد التردد في اتخاذ إجراءات عقابية، بل وتشجيع كل من إيران وكوريا الشمالية (بالحوافز)، وفي الحالة العربية نجد الحصار، والبند السابع، والحروب (الدولية) التي تشترك فيها عشرات الدول، وتجاهل الأمم المتحدة. المهم أننا حذرنا وقلنا: ويل للعرب من المستقبل (العولمي) بعد أن أيقن القاصي والداني أنهم "الحائط المنخفض" في العالم كله.. ولا شك أن القضية الفلسطينية هي المقياس الذي يتعامل العالم معنا من خلاله. يستطيع الآن كل من هب ودب أن يفعل بالعرب ما يشاء.. يذلهم، يضربهم، يستغفلهم، يسرقهم، يحاصرهم، يستولي على ثرواتهم، يُصَدّر إليهم نفاياته ومنتجاته الراكدة، يقتلهم ببطء بالمواد الغذائية المحشوة بالهرمونات والسموم، يفرض عليهم ثقافته ولغته، يهين مقدساتهم ويدنس مساجدهم، يمزق قرآنهم..... والقائمة تطول، لأن عالم اليوم عالم جاهلي لا يذعن للحق وإنما ينحني للقوة. والقوة ليست فقط قوة السلاح، ولكنها قوة الإرادة والاستقلالية. والسؤال المحير هو؛ لماذا يرتعد العرب من كيان هزيل لا يمتلك مقومات الدولة، وأثبتت المقاومة الشعبية أنه نمر من ورق وأن لديه جيش جبان، أغلبه من الشاذين جنسيا، لا يجرؤ على مواجهة منظمات شعبية محاصرة لا تمتلك شيئا مما تمتلكه الجيوش.. ولولا الطائرات والصواريخ ووسائل الضرب عن بعد لما قامت له قائمة، فماذا يكون حاله لو واجهه جيش عربي (واحد) من الاثنين وعشرين جيشا؟. وإذا كان العرب قد حنطوا جيوشهم أو فرغوها لحماية العروش، فلماذا لم يمدوا المقاومة الفلسطينية بالسلاح؟، وإن عجزوا عن ذلك فلماذا لم يفكروا في عقوبات اقتصادية أو يلغوا المعاهدات أو يقطعوا العلاقات أو حتى يسحبوا السفراء؟!. وبناء على العجز والوهن العربي الرسمي.. فقد حذرنا الشعوب العربية من أن الصمت على ما يحدث لإخوانهم الفلسطينيين سوف ينقلب عليهم، ويمكن أن يحدث ذلك بشكل أو آخر لأي شعب عربي!. وللأسف لم يسمعنا أحد وظل العرب في غيبوبتهم؛ ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون (53))!. وقد حدث ما حذرنا منه وبدأ العرب يتجرعون كأس الذل.. فنرى العرب في كثير من الدول - التي كانت في رغد العيش- يذبحون ويحرقون ويهجَّرون وتسوى بيوتهم ومدنهم بل ومساجدهم بالأرض.. والعالم يتفرج عليهم ساخرا كما تفرجوا على إخوانهم الفلسطينيين. لقد اجتمعت كل النِّحَل وكل دول العالم شرقه وغربه على العرب المساكين- بمعاونة عربية للأسف- يجربون فيهم أسلحتهم الحديثة، ويوقعون الفتنة بين طوائفهم التي كانت تعيش متحابة في سلام لعشرات القرون، ويهدمون المدن لكي ننشغل ببنائها بقية عمرنا وننسى أية تنمية أو تقدم. ويظل العرب في غيبوبتهم؛ ويتركون إخوانهم في حوالي نصف الدول العربية تحت المحرقة المتواصلة، ظانين أنهم في أمان، وأن النار لن تصل إليهم.. وهذا وهم كبير؛ فمن كان يظن أن دولا غنية مستقرة مثل العراق وليبيا سوف يحدث لها ما نراه؟!. إن العاقل لا يترك النيران تشتعل في البيت المجاور؛ لأنها سوف تصله وتحرقه!. أفيقوا أيها العرب، واعلموا أن الدول التي تصنع الإرهاب ثم تأتي لتحاربه كاذبة، وأهدافها واضحة لتقسيم بلادنا واحتلالها بوسائل حديثة، والقضاء على ديننا الذين يتوقعون أنه البديل الحضاري لحضارتهم الآفلة. ليس أمام الشعوب العربية غير التفكير في انتفاضة جماعية للإعراب عن الرفض لما يحدث لإخوانهم والمطالبة بطرد الجيوش الأجنبية وعدم التعاون معها.. وإلا فسوف نصل إلى أوضاع مؤسفة ولن يكون هناك شيء اسمه العالم العربي. abdallah_helal@hotmail.com


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة