فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3087.38
إعلانات


كتبت الكاتبة/ حدة حزام.... في جريدة الفجر الجزائرية / برافو لديبلوماسيتنا!


السبت 05 مارس 2016
حدة حزام

لا يهمني إن كان اسمه ”حزب الله” أو ”حزب الشيطان” مثلما يحلو للبعض تسميته، لكنني أنحني أمام قائد المقاومة وأمام قوة شخصيته ووضوح رؤيته ورسالته الوطنية. فليت للعرب بعض من نصر الله، لكانوا غيّروا مسار التاريخ وحررونا من عقد الهزيمة التي سجنتنا في دائرة الذل والتذلل للغرب، والبحث عن رضائه بشتى الطرق.

لا! لم ولن توقع الجزائر على قرار خيانة مثل هذا الذي روجت له أمس وسائل الإعلام وفضائيات النفط والتطبيع والخيانة، التي قضت على عقود من مقاومتنا للاستعمار بشتى أشكاله، ولن تصنف حزب الله تنظيما إرهابيا، فالتنظيم الإرهابي هو بعض حكومات البترودولار ومن والاها ممن يوقعون ويقبضون، لأن حزب الله وقائده هو آخر قلاع الكرامة الباقية في هذا الشرق الموبوء، الممرغ في وحل الخيانات.

وهذه جامعة الدول الخانعة التي لم تنجح في شيء، ها هي اليوم توجه فوهات مدافعها للتنظيم الوحيد الذي نجح في تحرير بلاده، ليس باتفاقيات بيع الذات المذلة، وإنما بالمدفع وبقوافل الشهداء، وبالإيمان بقضية عادلة.

نصر الله إرهابي؟ لماذا لأنه لم يقبل أيدي أمراء البترودولار؟ أو لأنه شيعي؟ فهل هناك مقاومة جمعت السني والشيعي والماروني في صف واحد، ضد إسرائيل غير حزب الله؟

لا تهمني مرجعيته الفكرية، بقدر ما يهمني أنه الوحيد الذي قال لإسرائيل لا بهدير المدافع، وهو الوحيد الذي وقف ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، لأنه فهم أنها قضية مصير أمة وليست قضية مذاهب دينية، فهم أنه إن لم يقف ضد دواعش قطر والمملكة، فإن إسرائيل لن تكتفي بسيناء وجنوب لبنان بل ستحقق مشروع من النهر إلى النهر، من الفرات إلى النيل، وربما أكثر. ولماذا تحدد حلمها بين ظفرين، أمام كل هذا التخاذل وهذه الخيانات؟!

حزب الله ليس تنظيما إرهابيا، التنظيم الإرهابي هو ذلك الذي يقوده أردوغان وحلفاؤه من الخليج، وهو جبهة النصرة وداعش والجيش الحر الذي هو الجناح المسلح لإخوان الشيطان. والجزائر قلعة الثوار لن تخطئ في تقييم الرجال والمبادئ، الجزائر التي حاربت إرهابا مولته أموال النفط، ورضع من فتاوى الوهابية، لن توقع على بيان خيانة كهذا، لأن المملكة الغارقة في وحل اليمن، والتي تولى ديبلوماسيتها صبيان لم يقرأوا التاريخ، لن تخطئ مهما كانت الضغوط عليها، ومهما كانت التهديدات.

زرت جنوب لبنان منذ سنوات، وتحدثت إلى لبنانيين مسيحيين وسنة وشيعة عن رأيهم في حزب الله، فكانت إجاباتهم واحدة، نحن مع نصر الله لأنه الوحيد الذي رفع رؤوسنا، ووحده الذي حرر أرضنا وأعاد لنا كرامتنا، ولهذا فهذا التصنيف الذي ينم عن روح انهزامية لمن أصدره ومن وقّع عليه، هو خدمة لإسرائيل، إسرائيل التي بقي حزب الله شوكة في حلقها، فلم تجد له سبيلا غير اللعب على وتر الطائفية والمذهبية، حتى صار الإعلام السعودي يرى في إسرائيل الحليف وفي حزب الله العدو والأخطر من اليهود والنصارى.

أحيي بكل صدق الديبلوماسية الجزائرية التي لم تخطئ أبدا في خياراتها ولا في فهمها للمخاطر ولم تسر يوما وراء الغوغاء وزعماء شراء الذمم، وقد أثبتت الأحداث صحة موقفها ووضوح رؤيتها.

لم يعد من سبب بعد هذا لاستمرار الجامعة العربية التي لم تنتصر يوما لقضايانا، وها هي اليوم تتحول إلى دبابة في الجيش الإسرائيلي. وأي دبابة؟!

حدة حزام


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة