فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3072.67
إعلانات


حاجة الأوطان الى رجال** شباب ** مخلصين وليس الى أذناب تابعين ((. إِمَّعَةً))

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

حاجة الأوطان الى رجال** شباب ** مخلصين وليس الى أذناب تابعين ((. إِمَّعَةً))

* حسم الإسلام قضية تقدم المجتمعات ببيان سبل الصلاح وإيضاح أسباب الفساد وما يترتب عليهما من السعادة والشقاء، فقد أراد الله سبحانه وتعالى من الإنسان التفاعل الإيجابي مع الخلق حتى تتحقق عمارة الكون، فإذا ما استيقظ الإنسان عما اعتراه من الغفلة وعرف حقوقه وواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه ودينه وغيَّر ما بنفسه من مظاهر السلبية، فإن الله تعالى يبدل حاله إلى أحسن حال، قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد:11

* نعم اخي القارئ المحترم /الصورة المشرقة من السلوك الإيجابي هي التي تبني المجتمعات وتغير الجوانب السلبية فيها فتكون قوة دافعة إلى التقدم والازدهار، ولهذا حذرنا الإسلام من الانسياق وراء السلبيات والانزواء والتقوقع وعدم اتخاذ المواقف الإيجابية حيث ينبغي أن نكون في هذه المواقف؛ ففضلا عما ذكرناه من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تكونوا إِمَّعَةً، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا.

* نعم ** إن السلبية هي بداية السقوط والتأخر عن الركب، ولهذا فإن المجتمعات التي يغلب فيها السلوك السلبي على الإيجابي هي معرضة للخطر،و تموت الأماني في نفوس الكسالى

. ونلاحظ في مجتمعنا الجزائري بالخصوص والمجتمع العربي على العموم.../ تعاني بعض الدول في أقطارنا العربية من البطالة المرهقة للرأس والجسد، فكثير من شباب الأمة جالس لا عمل ولا قراءة ولا أحلام، ومن هنا تدهور قوة الأمة في شبابها الساهر أمام شاشات التلفاز وشاشات السينما وبرامج الهواة، من هنا ضاعت أحلام الشباب لا هدف ولا حلم فأصبحوا مثل الأموات. من البديهي والمعروف إن الفراغ في أقطارنا يدمر ألوف المواهب الفذة والكفاءات، ويخفيها وراء ركام هائل من عدم اللامبالاة والاستهانة والاستكانة، كما تختفي معادن الذهب في المناجم، فهذا الإهدار الشنيع من الشباب لقيمة العمل والوقت الصائب لا حصر لها في الأحوال النفسية والاجتماعية والاقتصادية. فربنا سبحانه وتعالى يحب المؤمن المحترف، فلا جرم أن هناك شعوباً بأسرها تسقط من عين الله، وتسقط من أعين أهل الجد والانتاج لأنها لا عمل لها، استهلكها الفراغ وأسلمها الفناء. كثير من شباب البلد وخاصة عندنا في الجزائر وخاصة كبرى المدن يجلس على المقاهى بدون عمل ويريد أن يأتي العمل إليه، وإذا أتى العمل إليه يقول ( اشحال الخلاص ويبدا في الشروط قبل الإتفاق والشروع في العمل..المهم لابد له ان يسبق الأحداث...ناسيا ان هناك أناس أفارقة ينتظرون دورهم وهم كثر في الشوارع أو يسجل إسمه في تكوين مهني حر خير له من التسكع في الشوارع)، وهذا أسلوب وفكر خاطئ. فإنه إذا توكل على الله وجد واجتهاد ربما أصبح صاحب مشروع كبير أو صاحب حرفة فنية، فلو كل واحد انصرف وأخذ بجدية في نفسه على التعهد وإلى العمل الخاص به ليتقنه وإلى واجبه المنوط به فيجيده، لكان ذلك أربى للإنتاج وأزكى عند الله. ففي أكناف وأحضان البطالة تدهور الأساليب والفكر وتولد آلاف الرذائل وتختلط جراثيم الجرائم والسرقة والنصب والاحتيال.

... لو أن كل إنسان تصور عنده حب الخير وارتقى بعاطفته إلى مرحلة الانتقال إلى الخير من دائرة التصورات التي تحدث أمامه وحولها إلى عمل يبصر وينير الحياة، فإن نصف متاعبنا، وحللنا أعقد مشكلاتنا، لتحولنا من كسالى إلى نشطاء.

* نعم * إننا في مرحلة تحتاج فيها الأمة الجزائرية للتكاتف وأن ينحي كلٌّ منا ما قد يعتريه من سلبيات وتحويلها لطاقات إيجابية تساعد على النهوض بهذا البلد المبارك بلد الشهداء الأبرار، في شتى المجالات المختلفة، حتى تستعيد الدولة بأهلها دورها الحضاري التي تميزت به عبر العصور... وخير دليل على ذلك ثورتنا المجيدة ثورة أول نوفمبر 1954

يقول الإمام الشافعي (رضى الله عنه) (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل). فحياة الإنسان لابد أن ترسم له منهاجاً يستغرق أوقاته، ولا يترك فرصة للشيطان أن يتطرق إليه بوسوسة أو ضلال، فمن حق كل مربي ومربية أن يحذر من أوقات الفراغ، وأن يحصنوا النفوس من شرورها

فالبطالة تزرع الفسوق والعمل والشغل والاهتمام بالوقت كله جهاد عام وأمر معروف في سيرته، فما استراح من مناهضة الكفر في فجاج الأرض. يقول عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) (إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا سألت عنه فقيل: لا حرفة له، سقط من عيني). فأجيال كثيرة من الشباب لا تسهم في نجاح الدنيا أو الفلاح في الأخرى إلا إذا تغير أسلوبها وفهمها في الحياة، وامحت من ربوعها آثام البطالة والفراغ، فالكسل مرض، وهو جريمة في حق الإنسان. ... فالمجد والنجاح والإنتاج والعمل تظل هواجس وأحلام لذيذة في نفوس شبابنا، وما تتحول إلى حقائق حية، إذا نفخ فيها العاملون من روحهم، ووصلوها بما في الدنيا من حس وحركة وعمل وإنتاج

ولكم قصة من أسيادنا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين

... في دار من دور المدينة المنورة المباركة جلس سيدنا عمر رضي الله عنه إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا.. قال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله.. قال: تمنوا.. قال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا، أنفقه في سبيل الله، وأتصدق به.. قال: تمنوا.. قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: "أتمنى رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله".

رحم الله سيدنا عمر.. لقد كان خبيرا بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.

إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، لكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرءوس المفكرة التي تستغلها، والقلوب الكبيرة التي ترعاها، والعزائم القوية التي تنفذها.. إنها تحتاج إلى "الرجال

حفظ الله الجزائر من كل مكروه وسوء


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة