فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3072.67
إعلانات


...زوبعة وكارثة " منى" بالبقاع المقدسة...( نترحم على شهداء حجاج بيت الله الحرام)



رحم الله حجاجنا الميامين وأسكنهم فسيح جناته.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

حادث تدافع حجاج بيت الله الحرام الذى وقع في حج هذا العام 1436هج 2015م فى أثناء رمى الجمرات بمنطقة منى بمكة المكرمة
والذى راح ضحيته مئات القتلى والجرحى أدمى قلوب ملايين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، خاصة أنه يأتى بعد أيام قلائل من حادث سقوط رافعة بمشروع توسعة الحرم الذى أودى بحياة نحو 108 بخلاف مئات المصابين .مثل هذه الحوادث التى اختلطت فيها دماء العربى بالأعجمى والأسود بالأبيض ومن شتى الأجناس والأعراق تدفعنا إلى ضرورة البحث عن الوسائل التى يمكن أن نتلافى بها وقوع حوادث أخرى فى المواسم المقبلة،صحيح أن الأمور تجرى بمقادير وأن لكل أجل كتابا، ولكن فى الوقت نفسه فإن الحفاظ على الأرواح والنفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء التى تحثنا على التراحم والرفق بالنساء والضعفاء وكبار السن، خاصة فى هذه الأجواء الإيمانية والروحية العالية.

*/ نعم لم يكن حدث التدافع عملا مقصودا من السلطات المشرفة على تسيير الحجيج بمنى، وإلا أعتبر جريمة، كما أنه لم يكن عملا موجها ـ قبولا أو رفضا ـ تجاه الإيرانيين، وحسب تصريحات وزير الصحة السعودي خالد الفالح فإن وزارته تحركت من أول لحظة في حادثة التدافع مع الدفاع المدني والأمن العام والهلال الأحمر، وأثبتت جاهزيتها واستعدادها لحالات الطوارئ، وسخرت طاقاتها للاهتمام بالحج، ووضعت 25 ألفا من المسئولين والكوادر لموسم الحج، وذكر أيضا أنه وبمتابعة من منظمة الصحة العالمية قد خلا موسم الحج هذا العام من الأوبئة والأمراض.هذا جميل جدا...
....لكن كل تلك المتابعة والاهتمام لم يأت على ذكرها من طرف وسائل الإعلام المعادية، وتركز اهتمام الناس على الحادث، وذلك أمر طبيعي ومقبول ورد فعل طبيعي من الرأي العام في الدول المسلمة، لكنه مرفوض من الحكومات والدول، ليس فقط لأنها تسهم في البلبلة والفوضى، ولكن لأنها تسبق التحقيق الجاري، بل إنها تقيم حظرا مسبقا على نتائجه المسبقة، خاصة وأن عملية التشكيك بدأت من الآن، وقد يكون الهدف منها هو التشكيك في مشروعية السعودية، وأحقيتها في الإشراف على المقدسات في مكة والمدينة.............من الناحية الواقعية لا أحد ينكر ضرورة اجراء تحقيق في هذا الحادث الأليم،وهو ما تقوم به السلطات السعودية بالفعل، ولا أحد يمكن أن يزايد عليها في هذا المجال، ولا أن يربط مواقفها السياسية تجاه الأحداث الجارية في المنطقة، والتي قد يختلف معها كثيرون حولها، بمجريات التحقيق، حتى أن بعض وسائل الإعلام قدمها بصورة الدولة العاجزة عن تحقيق الأمان للحجيج، أو اعتبارها معادية لهذه الدولة أو تلك، فقط لأنها أرادت أن يتم التحقيق وبمشاركة البعثات المسلمة الموجودة في مكان الحادث، وهذا فيه من كثير الظلم قياساً على نجاح السعودية في تنظيم الحج لعقود خلت باعتراف كل المشاركين....وهنا لا يمكن إغفال سلوكيات بعض الحجاج وعدم الالتزام بالتعليمات ومواعيد التفويج والمواعيد المحددة لرمى الجمرات التى قد تكون سببا للحادث، الأمر الذى يقودنا إلى أهمية التوعية الغائبة لدى كثير من عامة المسلمين وخاصتهم بأهمية توخى السلوك السليم وعدم إيذاء الغير أو التزاحم والتدافع فى المناسك، فديننا دين يسر وليس عسرا وقد نهى الشرع عن مثل هذه السلوكيات.

نقول ولازلنا نقول لا أحد يستطيع أن ينكر جهود السعودية التي تسهر على أمن وسلامة الحجاج. ولكن الأمر في حاجة لمعالجة سريعة, وإعلان نتيجة التحقيق في حادث التدافع كما تم في حادث الرافعة لوأد تلك الفتنة في مهدها.... أكرر لايستطيع أحد أن يبخس السعودية حقها فيما تبذله من جهد لخدمة ملايين الحجاج فى وقت لانستطيع نحن المسلمين إقامة مباراة يحضرها الآلاف ، لكن الأكيد أن دماء شهداء «منى» ستبقى فى رقبة المسئول عنها أمام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أياً كان!.

الخلاصة فقد شهد موسم الحج عدة كوارث أسفرت عن سقوط أكثر من881 شهيدا ومئات المصابين من الحجاج, وكانت أهمها سقوط رافعة الحرم, وواقعة التدافع في منى.
وعندما سقطت رافعة الحرم, تحركت المملكة سريعا وأخذت إجراءات لبحث أسباب الحادث وقررت صرف تعويضات لأسر المتوفين, والمصابين وتوفير الرعاية لهم, ووقعت بعض الجزاءات على الشركة المنفذة.

*** لاشك أن الدعوات المتكررة من سنوات حول تنظيم الحج مقبولة من ناحية المبدأ، ولكن تفصيلات المطالبة بترقية مناسك الحج والإشراف عليه وتوفير بيئة مناسبة للحجيج تدخلنا في مغارات مظلمة من الكراهية المتراكمة، بل قد تساعد على إيقاظ الفتنة، التي تحركها السياسة في الغالب، لذلك فإن الخلاف حول المواقف السياسية بين الدول الإسلامية لا يمكن الغاؤه، لكن يمكننا تجنب الخلاف الذي قد يؤدي إلى صراعات دموية كما هي الحال في بعض دولنا اليوم.. صحيح أن الحادث مؤلم، ولكن خلاف المسلمين حوله، أو شكهم في مجريات التحقيق، أو اعتقاد بعضهم بتهاون متعمد أو مقصود من السلطات السعودية هو أكبر وأشد إيلاما.

نعم الكل يعرف إن البقاع المقدسة في السعوية ملك لجميع المسلمين، وهي ميراث ديني ـ إيماني خالص، يأتيها المؤمنون من كل فج عميق، لكن الإشراف عليها وتنظيمها حق متوارث لأهلها في مكة والمدينة، وبالتالي للسلطات السعودية، والدعوة لتطوير أساليب التنظيم من أجل مزيد من الأمان للحجيج أمر خير، لكن المطالبة بتحقيق دولي يحمل معاني الاتهام يعتبر شرا ربما من غير قصد دعاته، والحل هو مساندة السعودية لأنها كانت ولا تزال وستقبى الأولى والأحق بخدمة بيت الله وزواره، وستخرج من هذه المحنةـ والمسلمون معها ــ بعون الله منتصرة على المواقف الظاهرة والباطنة، التي لاتزيد المسلمين إلا انقساما وخلافا وكراهية.( (مكة المكرمة والمدينة المنورة هما جزء لا يتجزأ من الأراضي السعودية ))وكل العرب والمسلمون مع أختنا المملكة العربية السعودية ، بل أقول الحمدلله رب العالمين ان الله سبحانه وتعالى اختار المكان المناسب للأراضي المقدسة الإسلامية وهو أعلم العالمين .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة