فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3119.52
إعلانات


مقال جدير بالقراءة: لماذا الصيام على مدار العام؟ كتب / د. أحمد علي سليمان

نظرا لأهمية الصيام البالغة للإنسان، فقد سن مولانا سبحانه وتعالى صيام عدد من الأيام على مدار العام لكي يحظى العبد بتلك الفضائل السالفة، بيد أن الله حرم صيام عدة أيام وكره صياما آخر لحكم عليا.. فالأيام التي يحرم صيامها هي: صيام يوم العيدين-عيد الفطر وعيد الأضحى- وأيام التشريق الثلاثة- وهي ثلاثة أيام بعد عيد الأضحى، غير أن الأحناف قالوا: لا يحرم صيامها في الحج، ومن الأيام التي يحرم صيامها، يوم الشك- وهو آخر يوم من شعبان- لأنه قد يكون من رمضان وقد يكون من شعبان، كذلك يحرم صيام المرأة تطوعًا بغير إذن زوجها، أو بغير أن تعلم بكونه راضيا عن ذلك، وإن لم يأذن لها صراحة، إلا إذا كان غائبًا أو مُحرمًا أو معتكفًا. أما الأيام التي يكره صيامها فهي: يوم الجمعة إذا صامه المرء منفردًاً، لقوله (صلى الله عليه وسلم): (لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده) (أخرجه مسلم) أما إذا سبقه المرء بصيام يوم قبله أو يوم بعده أو كان من الأيام التي يستحب صيامها كيوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو الأيام الستة من شوال فلا حرج عليه وترتفع الكراهة، كما يكره إفراد السبت أو الأحد بالصوم؛ إذا لم يكن لذلك سبب من نذر أو نحوه، كأن وافق عادة له، فحين ذلك لا يكره، لقول النبي(صلى الله عليه وسلم): (لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم..) (أخرجه أبو داود وابن ماجة والترمذي)، ولأن اليهود تعظم السبت والنصارى تعظم الأحد. ويكره صيام الدهر كله بأن يصوم العام كله- ما عدا العيدين ويوم الشك وأيام التشريق- ويكره التطوع بصيام يوم وعليه قضاء فرض؛ لأن أداء الفرض أهم من التطوع ومقدم عليه، كما يكره الوصال وهو أن يصوم المرء يومين أو أكثر متصلين لا يفطر بينهم، كما يكره إفراد رجب بالصوم. وفيما عدا الأيام التي يحرم صيامها والأيام التي يكره صيامها فبقية أيام السنة أيام يجب صيامها: كشهر رمضان وأيام القضاء والنذر. وأيام يسن ويستحب صيامها: كصيام ست من شوال، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله) (أخرجه أبو داود)؛ لأن من صام رمضان وأردفه بست من شوال فيكون قد صام ستة وثلاثين يومًا وهي عدد أيام السنة، ومن صام هذه الأيام وظلَّ مواظبًا على صيامها في كل عام لقي الله -عز وجل- يوم القيامة وقد كتب له ثواب صيام العمر كله. والأفضل أن يصوم المرء هذه الأيام متتابعة عند الشافعية والحنابلة، أما الأحناف فقالوا: تستحب أن تكون متفرقة في كل أسبوع يومان. كما يستحب صيام يومي الاثنين والخميس، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يواظب على صيامهما، ويقول: (إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) (أخرجه الترمذي). وكذلك يستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي -الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر- وهي الأيام البيض، وسميت بذلك لابيضاضها ليلاً بالقمر ونهارًا بالشمس، (وكان رسول الله لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر) (أخرجه النسائي)، ويستحب صيام يوم عرفة -وهو اليوم التاسع من ذي الحجة- لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلية) (أخرجه مسلم)، ويندب أيضا صوم عاشوراء -وهو اليوم العاشر من شهر المحرم- لقوله (صلى الله عليه وسلم): (لئن بقيت إلى قابل -أي العام المقبل-لأصومَنّ التاسع) (أخرجه مسلم)، بيد أنه مات قبله. ويندب للقادر أن يصوم يومًا ويفطر يومًا وهو أحب الصيام إلى الله -تعالى، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أحـب الصيـام إلى الله صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا..) مع مراعاة أنه مشروط بالقدرة والإطاقة والاستطاعة على ذلك وإلا فلا.. وأختم مقالي بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا) (أخرجه البخاري ومسلم).



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة