فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3087.38
إعلانات


محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم..


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام الى يوم الدين..

.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته....

.. أستسمحك أخي القارئ المحترم لطول المقال لما يحمله من فائدة من السيرة النبوية الشريفة..

ولد يتيما عاش كريما ذالك سيد الخلق محمد عليه الصّلاة و السّلام ...

.. وإذن .. فلأن اليتيم : منقطع .. معزول .. كثير الهم .. لا يلتفت إليه أحد : فلا يكفى إطعامه سداً لجوعة البطن .. ولكن – لأنه فقد العائل الغيور – فهو أشد حاجة للإحساس بأنه موجود وله حضور فى هذا المجتمع الذى يعيش فيه : إنه فى حاجة إلى ( التكريم ) والاعتراف به كإنسان . وهذا هو الذى حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو غلام . ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فى مكة ، ولم تكتحل عيناه برؤية أبيه ، الذى غادر الدنيا وهو لا يزال جنينا فى بطن أمه آمنة . وولد يتيما ، ولم يقل فى حياته أبدا : يا أبى ... ولكنه كان يوجه ناظريه الى السماء ، يتأمل فى هذا الكون الفسيح المترامى الأطراف . ومن مظاهر تكريم اليتيم : حفظ ماله واستثمار ثروته حتى لا تأكلها النفقة : فقال تعالى ( وارزقوهم فيها ) وليس (منها) . والمعنى حاولوا أن تكونوا أمناء مع هؤلاء اليتامى : فإذا كانوا سفهاء غير راشدين فلا تمكنوهم من الأموال التى هى عصب الحياة .. واستثمروها أنتم لحسابهم .. وعلى هذا التصرف الحكيم قول معروف يجبر خاطرهم ويؤكد لهم أن ما يرونه من عدم إيتائهم أموالهم ليس تشفيا ولا انتقاما .. وإنما هو من أجل مصلحتهم وحفاظ على أموالهم . وكان من تكريم اليتامى دفعهم إلى الأسواق ليمارسوا بأنفسهم عمليات البيع والشراء تدريبا لهم على حسن التصرف فى أموالهم .. فإذا بدرت منهم بوادر على رشدهم سلمت إليهم أموالهم ولا داعى للانتظار حتى يكون تصرفهم راشدا مائة فى المائة ، ويكفى أن تبدو منهم بوارق تدل على حسن تصرفهم فى المستقبل القريب والمستقبل البعيد . والحفاظ على كرامة اليتيم وعزته .. التى كان الحفاظ عليها يساوى الدين كله ونقرأ فى ذلك قوله عز وجل :( أرءيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ) فرد اليتيم والتجهم له يساوى التكذيب بالدين .. وليس وراء هذا التحذير وراء ، إذ المعنى أن قهر اليتيم ماسح كل ما فعلته من الطاعات مهما كان شأنها .. يضاف إلى ذلك أن هذا اليتيم إذا كان قريبا لك : من لحمك ودمك : فإن الإحسان إليه يكون أدخل فى الإنسانية . وأن يكون اليتيم فى بيتك .. فلا يكفى أن ترسل بالصدقة إلى اليتيم ليخلو لك الجو مع أهلك فى بيتك .. وإنما الأهم من ذلك : أن يكون واحد من أسرتك يظلكم جميعا سقف البيت وذلك بعض ما يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم : عن أبى أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من مسح رأس يتيم – لم يمسحه إلا لله – كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات .. ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم ( عنده ) كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين .. ) وهى دعوة إلى الاقتراب من اليتيم اقترابا يشعر هو به .. على أن يتم ذلك فى بيتك وهو المعنى المفهوم من قوله صلى الله عليه وسلم ( عنده ) . التحذير من ظلم اليتيم .. والمطلوب هو : الأخذ بالمعروف .. وبلا طمع فى مال اليتيم . وإلا عرض نفسه لخطر عظيم .. لأن من الأمور المهلكات الموبقات : ( أكل مال اليتيم ) . فاليتيم : إنسان بلا أب ... وجوهـر بلا نظــــــير .

وهناك يتم أخر.. هو يُتْمُ الوطن ...!! وطن يتيم ... وطن كئيب ... وطن لا يعرف للأفراح عيد ! عجبًا لأناس قد يصنعون يومًا ليُتْمُ الأب والأم ، ولا يصنعون ألف يومٍ ليُتْمُ الوطن ، واليتيم هو الشخص الذي فقد أباه أو كلا والديه قبل أن يبلغ الحُلم ... نقف اليوم أمام وطن قد فقد كلا والديه ... ويعاني مرارة الفراق ، ولا أحد يحاول أن يضمه إلي صدره ، ويخفف آلامه التي كثرت ، سيظل وطننا العربي ... يبكي ... يصرخ ... ولا أحد يبالي بذاك الصراخ ، نجتمع فقط لمهرجانٍ للفن الهابط ، ولا نجتمع مرة كي نقف على بداية طريق يصل بنا ، وبوطننا العربي إلى بر الآمان ، يصل بعزيمتنا ، وبرغبتنا الحقيقة والقوية ؛ كي نجعل وطننا العربي مثلما كان فى سابق العهد . كل الدروب قد ضاعت معالمها والتي قد سلكها شعبنا العربي فى الآونة الأخيرة ... أصبحنا كشارب الخمر المحترف ... يشرب كل يومٍ ما يكفي كي يملأ جعبته ... كي يطيح في الشوارع والأزقة عبثًا وتيها ... أصبحنا كالفئران ... نخاف مواء القطط ... نحفر جحورًا ؛ كي نتقوقع فى داخلها ...هربًا من كل شئ ... ويا ليتنا نحفر بأيدينا قبرًا ... ولا أننا نرضخ لذل الإحتلال ، تشتتنا فصرنا كما الأنعام ... التي لا تزرع لأنفسها قمحًا ، ولا تصنع لأنفسها بئرًا ؛ كي تشرب منه شربة ماء ... وفي بداية اليوم تكل من وجع البطن فتنام ... تنتظر معونة ... أو تنتظر الموت ... فهي لا تعرف إلا الإستسلام ! كيف لا نجتمع كي نتصدي لكل طبائع الإستبداد ، وكيف لا نمزق تلك الحدود التي أوضعتها براثن الإحتلال ، كيف لنا أن نكتب عن الحب والأتحاد ، والأخوة ... وما يزال أبني متعثرًا في دخول بلدة عربية مجاورة ... والسبب هو جواز سفرٍ ليس مختومًا على الشباك ... ها هو اليُتْمُ يا من فكرت في أن تصنع يومًا لليتيم ...ها هو يُتْمُ الوطن العربي... - من يرعاك أيها الوطن ؟! - من ينسيك أوجاعك أيها الوطن ؟! - من يهدأ من روعك أيها الوطن ؟! - هل عقمت كل النساء في أن تلد رجلًا ليس كأشباه الرجال الذين ما أكثرهم في ذلك الوطن ، رجلًا يعرف كيف يكون معنى الوطن ، وكيف نقف سويًا كي نضع خارطة طريق نوجد من خلالها معنى حقيقي مدروس للقومية العربية من خلال إقامة مهرجانات تثقيف ممنهجة لكل الدول العربية ... عن القومية العربية ، وعن أحقية العرب في أن يجتمعوا تحت رأية واحدة ... وكي ننحي خلافتنا الداخلية جانبًا ... كي نحلق مثلما تحلق حاليًا الدول التي أوجدت بين شعوبنا العربية الفرقة ...والخلافات... - هل للعرب حق جماعة " أي تكوين أمة " ؟! كم نحن العرب فقراء لنجمع كلمتنا ، كلمة يراد بها خيرا لا العكس ..فحياة الإنسان قصيرة..والاوطان والشعوب باقية فهل من مجيب...؟؟؟؟؟.........

«إن الجماعات في نظر علماء السياسة لا تستحق هذا الحق إلا إذا جمعت على رأي علماء الألمان وحدة اللغة ووحدة العنصر ، وعلى رأي علماء الطليان وحدة التاريخ ووحدة العادات ، وعلى مذهب ساسة الفرنسيس وحدة المطمح السياسي ، فإذا نظرنا إلى العرب من هذه الوجوه الثلاثة علمنا أن العرب تجمعهم وحدة لغة ، ووحدة عنصر، ووحدة تاريخ ، ووحدة عادات ، ووحدة مطمح سياسي ، فحق العرب بعد هذا البيان أن يكون لهم على رأي كل علماء السياسة دون استثناء حق جماعة ، حق شعب ، حق أمة ». - وكي نعرف كيف نجحت دول الإحتلال في كل الأوطان العربية في أن تطمس مسمى" الوطن العربي " من كل قواميس اللغة ؟! لابد لنا أن نعرف أن وطننا العربي يقبع بين براثن إحتلالاً فكريًا وثقافيًا ، وإجتماعيًا ، وإقتصاديًا ، وأفرقتنا خلافتنا الداخلية ، وتشتتنا وصرنا مغيبين ... أقول لك قارئ العربي أخيرًا : - كيف نحرر الأقصي ؟! وحاكمنا العربي أغلبهم في البارات والحانات يقيم ... - كيف نبني قواعد المجد ؟! ونحن في درب الفرقة الحمقاء نسير ... عزيزي القاريء : هذا هو اليُتْمُ بشكله الكامل ... وأنا لا أقصد التقليل من يُتْمُ الأب والأم والعبد الضعيف منهم ومن ثم الإحتفال به ... لكنني أريد أن أظهر للرأى العام العربي مفهوم جديد يندرج تحت مسمى " يتيم " وهو يُتْمُ الوطن العربي ! نحن على مقربة من خير الأشهر سيدنا رمضان المعظم ...اللهم بلغنا وإياكم صيامه وقيامه يارب العالمين..والحمدلله على الرحمة المهداه ونٍٍٍٍعم الرحمة المهداه... جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري ، وتألّقت روحـه الطاهرة بعظيم الشمائـل والخِصال ، وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، والعدو والصديق ، وتملكت هيبتهُ القاصي والداني ، والابيض والاسود ، وأجمل منك لم ترَ قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء خُلقت مبرّأً من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء فمن سمات الكمال التي تحلّى بها – صلى الله عليه وسلم - خُلُقُ الرحمة والرأفة بالغير ، كيف لا ؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين ، فقد وهبه الله قلباً رحيماً ، يرقّ للضعيف ، ويحنّ على المسكين ، ويعطف على الخلق أجمعين ، حتى صارت الرحمة له سجيّة ، شملت الصغير والكبير ، و الغني والفقير ، والمؤمن والكافر ، فنال بذلك رحمة الله تعالى ، فالراحمون يرحمهم الرحمن فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك


كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث، تطييباً لقلوبهم، ورحمته بالأطفال
: كان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرقّ لهم ، حتى كان كالوالد لهم ، يقبّلهم ويضمّهم ، ويلاعبهم ويحنّكهم بالتمر ،كما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته . وجاءه أعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجّب الأعرابي وقال : " تقبلون صبيانكم ؟ فما نقبلهم " فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟ ) . وصلى عليه الصلاة والسلام مرّة وهو حامل أمامة بنت زينب ، فكان إذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها . وكان إذا دخل في الصلاة فسمع بكاء الصبيّ ، أسرع في أدائها وخفّفها ، فعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي ،فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشقّ على أمّه رواه البخاري ومسلم. وكان يحمل الأطفال ، ويصبر على أذاهم ، رواه البخاري. وكان يحزن لفقد الأطفال ، ويصيبه ما يصيب البشر ، مع كامل الرضا والتسليم ، والصبر والاحتساب ، ولما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه ، فقال سعد بن عبادة - رضي الله عنه : " يا رسول الله ما هذا؟ " فقال : ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده :
***
رحمته بالشباب : أنه كان يراعي ما ركَّبه الله بهم من غرائز، فيمكن أصحابه من أن يقضوا وطرهم المباح؛ فعن مالك بن الحويرث: أتينا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا رفيقًا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا، فأخبرناه، قال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم، ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أُصَلِّي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم ؛ رواه البخاري ومسلم ، أمَرَهم بالرجوع إلى أهلهم بعد طول للمدة التي غابوا عنهم ليكونوا بجواره يصلون معه ويتعلمون منه ،امرهم بالعودة شفقة بهم ورحمة باهليهم ليقضوا وطرهم المباح. حم الله من عباده الرحماء )
**
*رحمته بالنساء : لما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل ، كانت العناية بهنّ أعظم ، والرفق بهنّ أكثر ، وقد تجلّى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه ، فحثّ صلى الله عليه وسلم على رعاية البنات والإحسان إليهنّ ، وكان يقول : من ولي من البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار ، بل إنه شدّد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال : ألا واستوصوا بالنساء خيرا ؛ فإنهنّ عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة . وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التلطّف مع أهل بيته ، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير ، وكان عندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها ، ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه .
***
رحمته بالمسنين : قال صلي الله عليه وسلم : مامن شاب يكرم شيخ مسن الا قيض الله من يكرمه في سنه .. صحيح وورد ليس منا من لايرحم ضغيرنا ولا يوقر كبيرنا ... رحمته بالضعفاء عموماً : كان يقول في شأن الخدم : هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه أو ليناوله منه فإنه هو الذي ولي حره ودخانه رواه ابن ماجة وأصله في مسلم .
***
رحمته بالفقراء والمساكين : أنه كان يتألَّم إذا حصلتْ لهم شدة ، ونزلت بهم فاقة، فيُسارع بالعَمَل على رفع ما نزل بهم؛، فقال: " َا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ... إلى آخر الآية... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"( النساء ) ، والآية التي في الحشر: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ..."
**
*و رحْمتة بالمدينين المتعسرين : أنه كان يعمل على قضاء ديون المدينين من أصحابه من بيت مال المسلمين حينما وجد، وذلك كان في آخر حياته، حيث وجد الفيء والغنائم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من مؤمن إلا وأنا أَوْلَى به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إنْ شِئْتم: " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ" ...


// -و قال صلى الله عليه وسلم -: إذا صلَّى أحدكم للناس فليخفف؛ فإنَّ منهم الضعيف، والسقيم، والكبير، وإذا صلَّى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ؛ رواه ومسلم ، عن أبي هريرة. رحمته باليتامى والأرامل : قال : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى ، وجعل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل ، واعتبر وجود الضعفاء في الأمة ، والعطف عليهم سبباً من أسباب النصر على الأعداء ، فقال صلى الله عليه وسلم : أبغوني الضعفاء ؛ فإنما تنصرون وتُرزقون بضعفائكم
***.
رحمته بالبهائم : وشملت رحمته صلى الله عليه وسلم البهائم التي لا تعقل ، فكان يحثّ الناس على الرفق بها ، وعدم تحميلها ما لا تطيق ، فقد روى الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ، فليرح ذبيحته ودخل النبي صلّى الله عليه وسلم ذات مرة بستاناً لرجل من الأنصار ، فإذا فيه جَمَل ، فلما رأى الجملُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح عليه حتى سكن ، فقال : لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله ، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؛ فإنه شكا لي أنك تجيعه وتتعبه رواه أبو داوود . (بيّن أن الإنسان على عظم قدره يدخل النار في إساءة يرتكبها مع دابة عجماء ) لقوله صلى الله عليه وسلم : دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ، كما بين أن كبائر المعاصي تمحها رحمة بهذا الحيوان فقال : إن امرأة بغي رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر ، قد أدلع لسانه من العطش فنـزعت له موقها فغُفر لها به : *** ولم تقتصر رحمته صلى الله عليه وسلم على الحيوانات ، بل تعدّت ذلك إلى الرحمة بالجمادات ، وقد روت لنا كتب السير حادثة عجيبة تدل على رحمته وشفقته بالجمادات ، وهي : حادثة حنين الجذع ، فإنه لمّا شقّ على النبي صلى الله عليه وسلم طول القيام ، استند إلى جذعٍ بجانب المنبر ، فكان إذا خطب الناس اتّكأ عليه ، ثم ما لبث أن صُنع له منبر ، فتحول إليه وترك ذلك الجذع ، فحنّ الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمع الصحابة منه صوتاً كصوت البعير ، فأسرع إليه النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه حتى سكن ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : ( لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة ) رواه أحمد .
***
رحمته بالأعداء : فعلى الرغم من تعدد أشكال الأذى الذي ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكفار في العهد المكي، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب المثل الأعلى في التعامل معهم ، وليس أدلّ على ذلك من قصة إسلام الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، عندما أسره المسلمون وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فربطوه بسارية من سواري المسجد ، ومكث على تلك الحال ثلاثة أيام وهو يرى المجتمع المسلم عن قرب ، حتى دخل الإيمان قلبه ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاقه ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ، ثم دخل المسجد فقال : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد : والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي " ، وسرعان ما تغير حال ثمامة فانطلق إلى قريش يهددها بقطع طريق تجارتهم ، وصار درعاً يدافع عن الإسلام والمسلمين . كما تجلّت رحمته يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى له ، حينما أعلنها صريحةً واضحةً : ( اليوم يوم المرحمة ) ، وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدّخر وسعاً في إلحاق الأذى بالمسلمين ، فقابل الإساءة بالإحسان ، والأذيّة بحسن المعاملة . رحمته بالأمة : رحمته بالأمة تتجلى في:بكائه من أجلها .ودعائه على من شق على أمته .وضمانه الدين لمن ترك ديناً و شفاعته للأمة .ويسأل ربه التخفيف على الأمة ولا يأمرهم بما يشق عليهم ويترك المداومة على بعض العبادات رحمة بهم ويغضب إذا فعل ما يكون في اتباعه مشقة على أمته ويتجوز في العبادة خوف المشقة . بكائه من أجلها . ما زال أمر أمته يؤرقه ، ويقلق مضجعه .. فهو وإن كان العبد الشكور الذي يقضي ليله صافـاً قدميه بين يدي رب العالمين يرجو رحمته ، فهو يجتهد بالدعاء لطلب نجاتها ، بل وتسيل عبراته خوفاً عليها ، حتى تأتيه البشارة من ربه بإرضائه وعدم إساءته في أمته .. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني "... الآية . وقال عيسى عليه السلام " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ، رواه مسلم

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الرضا وإذا رضي بعد الرضا...


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة