فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3057.57
إعلانات


وجوب التّفريق بين العمليات الإرهابية والإسلام الاثنين 12 جانفي 2015 كتب الدكتور . عبد الحق حميش -


وجوب التّفريق بين العمليات الإرهابية والإسلام
الاثنين 12 جانفي 2015د. عبد الحق حميش.....الخبرالجزائرية...

مع كلّ أسف، يُحاول الكثير في عالمنا اليوم إلصاق العمليات الإرهابية التي تحدث هنا وهناك من أناس لا تعرف دوافعهم أو مَن يحرّكهم ويدفعهم لمثل هذه العمليات المدانة الّتي ترفضها كلّ القوانين الإنسانية والدّيانات السّماوية، يحاول البعض إلصاقها بالدّين الإسلامي، وكأنّ الإسلام جاء بها أو أمر.

إنّ الإرهاب لا دين له ولا وطن، فهو ممكن أن يصدر من مسلم أو مسيحي أو يهودي، وهو مدان ومرفوض من كلّ إنسان، ولا يجوز الانتقاء في إلصاق التهم بالإسلام والمسلمين وهم براء من كل ذلك.
وإنّ المسلمين في جميع أنحاء العالم يعلنون رفضهم إلصاق الارهاب بالإسلام والتّأكيد على وجوب التّفريق بين الدّين الإسلامي الحنيف والإرهاب، باعتبار أنّ الإرهاب لا يرتبط بدين أو ثقافة أو جنسية أو منطقة جغرافية.. وإنّ دين الإسلام هو دين العدالة والكرامة والسّماحة والحِكمة والوسطية وهو دين رعاية المصالح ودرء المفاسد.
إنّ وصف الإسلام بالسّماحة واليُسر والوسطية ثبت بالقرآن والسّنّة، قال الله سبحانه وتعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. وفي الحديث عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أحبّ الدّين إلى الله الحنيفية السّمحة”، وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ الدّين يُسر ولَن يُشَادَّ هذا الدّين أحدٌ إلّا غَلَبَهُ”.
والتطرّف والمغالاة في العصر الحديث شوّه الدّين الإسلامي الحنيف ونفّر النّاس منه وفتح الأبواب للطّعن فيه، فتجرّأ أناس على أفعال وأقوال لم يكونوا ليجرؤوا عليها لولا وجود الغُلو والغلاة، فتسمع الطّاعنون في الشّريعة. كما أنّ ظاهرة الإرهاب تعتبر أحد أهم التّحديات العالمية التي تجاوزت حدود الدول وقومياتها وثقافاتها وما تشكّله من تهديد للمجتمعات الإنسانية. ولابدّ من معالجة هذه الظّاهرة من جميع جوانبها وبكافة أشكالها وجذورها والدّوافع المؤدية إليها وما يتطلّبه ذلك من توحيد الجهود الذّاتية وتكثيفها لمكافحة هذه الظّاهرة والقضاء عليها، من خلال البحث عن أسبابها ومعالجة هذه الأسباب وإلّا سيظل الإرهاب موجودًا.
وإنّ من الوسائل الّتي شرعها الإسلام للوقاية من الإرهاب، أنّ الله حرّم الظّلم وأوجب العدل وجعل ذلك أساس الاجتماع، وتوعّد الظّالمين بعقاب شديد، وكثير من الّذين يخرجون للإرهاب إنّما يدّعون الظّلم ويعتقدون أنّهم ظُلِموا، لكن الإسلام قد حرَّم الظّلم ومنعه وأوجب على الحكّام والوُلاة العدل وأخبرهم بأنّهم سيقتص منهم يوم القيامة. كما أنّ الله أوجب نشر العلم الصّحيح الذي يُزيل الغبش ويمنع الانحراف، وإنّ ما نراه الآن من الإرهاب إنّما بسبب الجهل المستشري بين الشّباب في النّواحي العلمية والشّرعية وبسبب سوء الفهم.
وكلّما فهم المسلمون الوحي الصّحيح فهمًا واضحًا جليًّا، وأحسنوا تطبيقه تطبيقًا سليمًا سويًّا، كلّما حصل لهم تقدّم ورقي وعزّة واقتدار، وكلّما اختلّ الفهم الواضح الجليّ، والتّطبيق السّليم السّوي، أو أحدهما، إلّا وحصل التقهقر والتفكّك والتّأخير، وعلى نسبة ما يتوافر من حُسن الفَهم وحُسن التّطبيق لكلّ شعب، يحصل من التقدّم ”ولا يُغيِّر اللهُ ما بهم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم”.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. بيّن سبحانه للنّاس معنى الوسطية وحقيقة المُساواة بينهم: بين آحادهم وأجناسهم، لا فرق بينهم إلّا على أساس التّقوى والخشية منه سبحانه، وأنّ مبدأ التّعارف فيما بينهم مشروع ومطلوب، وفق المنهج القائم على العدل والإحسان: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
ومن الإحسان برُّ بعضهم لبعض، ولو مع المخالف غير المحارب، ومَن في حكمه، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
ونهى عن الإثم والعدوان، والتّعاون عليهما، وأمر بالبرّ والتّقوى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وكرّه سبحانه الجهر بالسّوء من القول إلّا مَن ظُلِم، ورغّب في العفو وعمل الخير {لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}، {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}.
ومظاهر التطرّف والعنف لم تكن مقبولة أبدًا في الإسلام على مرّ التّاريخ؛ لأنّ من طبيعة الإسلام أنّه (وسط بين التّضييق والتّساهل) ذلك المعنى الّذي نوّه له أساطين الحكماء، واتّفقوا على أنّ قوام الصّفات الفاضلة هو الاعتدال، أي التوسّط بين طرفين: الإفراط والتّفريط؛ لأنّ ذَيْنِكَ الطّرفين يدعو إليهما الهوى الّذي حذّرنا الله منه في مواضع كثيرة، منها: قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}.

كلية الدراسات الإسلامية / قطر


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة