اسكت.. يا ملعون!
اسكت.. يا ملعون!
.. بعد وزير الخارجية، بيرنارد كوشنير، ووزير الصناعة السابق كريستيار استروز، جاء الآن الدور على وزير الدفاع السابق جيرارد لونغي، في طابور الملاعين المكلّف بالتحامل والتطاول على الجزائر المستقلة، والإشادة بالجرائم الاستعمارية، وهو ما يكشف إصرار "اللوبي اليميني" على استفزاز مشاعر الجزائريين، كلما كانوا على موعد مع إحياء ذكرى تاريخية، لن يطمسها الاستحمار الفرنسي مهما تعاقبت السنين وتعاقبت الأجيال!الظاهر أن "جماعة ساركوزي" بدأت في التشويش المملّ والأبله على "جماعة هولاند"، وحتى إن كان الأمر مرتبطا بحكاية ثأر سياسية وتصفية حسابات بين الفرنسيين وداخل قصر الإليزيه، فإن الجزائر مازالت تشكلّ بالنسبة للوبيات الفرنسية المتعاقبة على الحكم، عقدة لن يمحها الزمان، وقد تنام مؤقتا لكن سرعان ما تستيقظ كلما طرقت أبوابها ذكرى عيدي الثورة والاستقلال!
إن ما اقترفه وزير الدفاع الفرنسي السابق، لا يختلف كثيرا عن الجرائم الاستعمارية، وهو تأكيد جديد على أن "النخبة" الفرنسية المتداولة على صناعة القرار، مازالت تعتقد خاطئة واهمة أن الجزائر ما زالت مصنفة ضمن "المستعمرات القديمة!"مثلما ردّ الجزائريون بالحديد والنار على الاستعمار الغاشم، فإنهم يردون اليوم على وقاحات مسؤولين عسكريين وسياسيين يرفضون التوبة والاعتراف بجرائمهم، ولذلك، لا يجب انتظار الكثير من هؤلاء الاستعماريين الذين عبّروا عن رغبتهم في تحسين العلاقات بين الجزائر وفرنسا، من خلال "انقراض" جيل الثورة! إن جيل الثورة لن ينقرض، لأن جيل الاستقلال منه وبه وعليه، وما على الفرنسيين الحالمين بهذا الوهم، أن يُدركوا بأن الجزائري جزائري سواء كان من مواليد ما قبل الاستقلال أو بعده، ولذلك على المدعو لونغي واستروز وكوشنير، أن يعلموا بأن تحاملهم على الجزائر المستقلة، سوف لن يزيد جيل الاستقلال سوى انتماء وولاء ووفاء لجيل الثورة.يبدو أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى الجزائر، وما قد تحمله من "تنازلات" واعترافات واتفاقيات، إلى جانب اعتراف "فافا" بجرائم 17 أكتوبر، قد جنّ جنون عصبة المطرود من الإليزيه نيكولا ساركوزي، ولهذا تحرّك اللوبي اليميني بمهماز غماز لمّاز، حتى يُفسد عرس "الوافدين الجُدد" الراغبين في "تصحيح الوضع" وكسب "صداقة" الجزائر بدل عداوتها! هذا اللوبي النافذ والمؤثر والمتغلغل في دواليب الحكم الفرنسي، قد ينجح في قلب الطاولة على عصبة هولاند، وقد ينجح في قيادة انقلاب صامت، يضطر هذا الأخير إلى قلب مواقفه وتغييرها بما يُبقيه رئيسا لفرنسا، على الأقل خلال عهدته الانتخابية التي افتكها بشقّ الأنفس! نعم، الفرنسي سيبقى فرنسيا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وإن كان هناك من الفرنسيين "أصدقاء" للجزائر، فإن الفرنسيين لن يكونوا أبدا جزائريين أكثر من الجزائريين، ولذلك، فإن البنزين الذي تسكبه بقايا ساركوزي على نار الذاكرة التاريخية، سوف لن يزيد العلاقات الثنائية بين البلدين سوى تعقيدا وتوترا، طالما أن فرنسا لم تعترف ولم تعتذر ولم تعاقب هؤلاء المجرمين والمشوّشين من الصعاليك والعصابات وأذيال "لواس!".. هي حملة دعائية عدائية، تشنها لوبيات فرنسية حاقدة، تتكالب على الثورة والتاريخ والجزائر المستقلة، لكن هذا لن يزيد الجزائريين سوى إصرارا على متابعة فرنسا حتى تعترف بالجملة عوض التجزئة.. وقد قالها الثوار يوما: اخرج منها يا ملعون!