فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1396.83
إعلانات


الكلب هول

الكلب "هول"

قصيدة للشاعر محمود غنيم

....

في النصف الأول من القرن العشرين، دخل أول كلب بوليسي الخدمة الرسمية في مصر ،

وكان ذلك الكلب يسمى "هول"،

فقال فيه الشاعر محمود غنيم – رحمه الله - :

كلبٌ ينم على الجُنْاةُ تمشي العدالة في خُطاهْ

إن قال، أرهفت النيابةُ سمعَها، وصغا القضاة

كم أفلت الجاني، فشمَّـر ساعديه، واقتفاه

لم يُعْي أهلَ البحث سرُّ غامضٌ إلا جلاه

يستخرج السرَّ الدفيـنَ، كأنه بعض الحواة

وكأنما هو - إذ تراه- مشعوذ يتلو رُقاه

عَيُّ اللسان وإنما في أنفه جُمعتْ قواه

هو لا يحيد عن الصواب، ولا يحابي من رشاه

لا يعْرف القربى ولو كان الذي يجني أخاه

قد بات يرعى الأمنَ «هولُ»، وغيرُهُ يرعى الشياه

كلبٌ عصاميّ بنت ْأركانَ دولته يداه

يا رُبَّ مفتخر عليــك يبيت مجد ما بناه

كلبٌ وضيعُ الأصل لا ليثٌ، ولا ليثٌ نماه

استقبلوه مصفقيــن، كأنه بعضُ الغزاة

كم ودَّ شبل شرّى بجدع الأنف لو أضحى أباه

خافته -دون الله- أفــئدةُ الجبابرة الطغاة

يخشاه من لا أُذْنَ تســمعُهُ، ولا عينٌ تراه

عجبًا يخاف الكلبَ قومٌ لا يخافون الإله!

شيخَ الكلاب، أخفت ذئــبَ الأنس، لا ذئب الفلاة

لهجت بذكرك ألسُنٌ وروت حوادثَكَ الرواة

وسلبت كلبَ الكهف ما بيديه من عز وجاه

لم تقض في النوم الحياةَ كما قضى فيه الحياة

لكن سهرتَ على السَّلام، وبات ينعم في كراه

صاد الكلابُ فكان صيــدُهم الحمامة والقطاه

وأنفت من صيد البزاة قصدت صياد البُزاة

إن طوقوك، فطالما طوقت أعناق العتاة

أو سلسلوك، فطالما سلسلت أقدام العصاة

يا أيها الواشي، رعاك الله من بين الوشاة!

يا ربَّ مظلومٍ له كُتبت على يدك النجاة

بإشارة منك الحياةُ لمن تشاء، أو الوفاء

للأمن شرطيِّ عليــهِ ساهر يحمي حماه

لا يستقلُّ بمكتب بين البراعة والدواة

قبض المرتبَ غيرُه والخبْزُ في الدنيا كفاه

ما زان معصمَه شريــط، أو تألق منكباه

أدَّى لوجه الله واجَبهُ بحزم وانتباه

متواضع بين الجنود، يلين إذ يقسو القساة

يا رُبَّ جنديِّ بدا لك «بيدقًا» في ثوب «شاه»

يمشي فيغضب حين لا تعنو لطلعته الجباه

قالوا: أتطرى الكلب؟ قلــتُ لهم: ومن أطري سواه؟

يرعى الوداد، وما رأيــت من الأنام فتىً رعاه

لا أبتغي صلةَ الأنام؛ فكلهم مثلي عفاة

كم لذَّ طعم وعودهم عند المرور من الشفاه

فتبخرت تلك الوعودُ؛ كما تبخرت المياه

الصلب بين الناس إن أنت استندت إليه واه

والليثُ فيهم ساعة الــجُلَّي يفرُّ فرار شاه

لا يؤمَنون على الأذى والكلب مأمونٌ أذاه

سألوا الكلاب الحقَّ إذ وجدوه بين الناس تاه.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة