فضاءات بشار

بشار

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


حوار مفيد عن فضائل العيد

حوار مفيد عن فضائل العيد

الشيخ نــور الدين رزيق /

السؤال: العبادات في الشريعة الإسلامية، تنطوي على حكم كثيرة وإعجاز باهر، فهي وإن كانت كل عبادة لها أوقات وصفة وهيئة وكيفية، ولكنها عبادات مترابطة متكاملة، فما هو هذا الترابط والتكامل والمناسبة بين شعائر رمضان وشعيرة عيد الفطر؟

الجواب: أن لكل أمة عيد فإن لم يكن لها عيد اتخذت عيدا.
العيد له معنى العودة في كل سنة وايضا يعود على الأمة بالخير والبركات.
1-في شهر رمضان يتنافس المسلمون في الزيادة والإكثار من الذِّكْر، والقيام، والدعاء، وقراءة القرآن، والطاعات كلّها، ثمّ اختتامه بشُكْر الله على إتمامه، والتمنّي من الله بدوام إدراكه وشهوده لأعوامٍ عديدةٍ، وسؤال المولى قبول العمل، فقد ورد عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه كان يقول: «كونوا لقبول العمل أشدّ اهتماماً منكم بالعمل».
قال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- يوم عيد فِطْر في خُطبته: «أيّها الناس إنّكم صمتم لله ثلاثين يوماً، وقمتم ثلاثين ليلةً، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبّل منكم.
2- روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة (ض ) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).
-فرحة بلوغ الصيام وهي فرحة الوصول إلى الفطر، ولقد خصص الله الصائم بالفرح ليثبت أن هذه الفرحة للمتقين، فلا يكون الفرح حقيقياً إلا بتمام الصيام، وفرحه بفطره إنما هو من حيث تمام صومه وخاتمة عبادته.
-يفرح العبد إذا لقي ربه ورأى ما أعد الله للصائمين؛ فإنّ في الجنة بابا اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون.
امتاز الصوم على غيره بامتيازات: الثواب مضاعف والصدقة ثابتة وباب خاص.
السؤال: يرتبط عيد الفطر بزكاة الفطر.. ما هي المقاصد الشرعية لهذه الزكاة؟
ابن عباس رضي الله عنهما: « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ»
1-المقصد الأول:تطهير الصائم مما عساه يكون قد وقع فيه مما يتنافى مع حكمة الصوم وأدبه، كالسباب والنظر المحرم والغيبة ونحو ذلك، فتكون زكاة الفطر بمثابة جبرٍ لهذا النقص، أو تكفير له إلى جانب المكفرات الأخرى من الاستغفار والذكر والصلاة وغيرها.
وبرهان على أنه استفاد من دروس الجوع والعطش رحمة بالفقراء والمساكين الذين يعانون ذلك معظم دهرهم.
2-المقصد الثاني لزكاة الفطر: فهو للمحتاجين إلى المعونة، وبخاصة في يوم العيد، كي يشعروا بالفرح والسرور، كما يفرح غيرهم من الناس، ولذلك كان من الأوقات المُتخيرة لإخراج زكاة الفطر صبيحة يوم العيد وقبل الاجتماع للصلاة، حتى يستقبل الجميع يومهم مسرورين، ولا يحتاج الفقراء إلى التطواف على أبواب الأغنياء ليعطوهم ما يشعرهم ببهجة هذا اليوم، وقد رُوي ذلك في حديث أخرجه البيهقي والدارقطني: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
و لذلك حرص الشارع الكريم على إخراجها و تأديتها قبل الصلاة ليستفيد منها الفقير و يفرح مع إخوانه المسلمين.
3- تدريب المسلم وتعويده على البذل والعطاء في السراء والضراء، في الفقر والغنى، فقد أوجب الشرع هذه الزكاة على الأغنياء والفقراء.
4- شكر المنعم عز وجل على نعمه وفضله، عن طريق الإنفاق والإعطاء.
السؤال : يقول الإمام العلامة محمد البشير الإبراهيمي: «إن هذا العيد من شعائر الإسلام العظيمة، وسُنن الدين القويمة، شرع الله فيه هذه الصلاة لنجتمع بقلوبنا وأجسادنا، ونتعاطف ونتراحم ونتسامح ونتصافح، وتظهر الأخوّة الإسلامية على حقيقتها» ما هو تعليقكم على هذا التوصيف والبيان لمقاصد العيد وحكمه؟
1- من المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام، تعميق التلاحم بين أفراد الأمة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانية، وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مصداقاً لقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) البخاري
2- ومن مقاصد العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة
3- مقاصد العيد مباسطة الأهل ومداعبتهم، وخصوصاً بعد أن باعدت تكاليف الحياة ومشاغلها بين الأب وأبنائه، وبين الزوج وزوجته، وبين الإنسان وأرحامه
4- ومن مقاصد العيد الأساسية: التذكير بحق الضعفاء والعاجزين، ومواساة أهل الفاقة والمحتاجين، وإغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم، حتى تشمل الفرحةُ كلَّ بيتٍ، وتعمَّ كل أسرة، ومن أجل ذلك شُرِعت الأضحية وصدقة الفطر
اختلف العلماء في حكم صلاة العيدين على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أنها سنة مؤكدة. وهو مذهب الإمامين مالك والشافعي.
والقول الثاني : أنها فرض على الكفاية ، وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله .
القول الثالث : أنها واجبة على كل مسلم، فتجب على كل رجل ، ويأثم من تركها من غير عذر. وهو مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله ورواية عن الإمام أحمد . وممن اختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني رحمهما الله ..
السؤال: العيد من شعائر الإسلام العظيمة ، جعل الله له شعائر خاصة به من صلاة وخطبة ، ما هي المعاني التي يرمز إليها العيد في الإسلام في نظركم؟
العيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة.
والعيد في معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالةٍ من وحي السماء، عُنوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتوسعة.
والعيد في معناه النفسي حدٌّ فاصلٌ بين تقييدٍ تخضع له النفسُ، وتَسكُنُ إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح له اللهواتُ، وتتنبّه له الشهوات.
والعيد في معناه الزمني قطعةٌ من الزمن خُصصَت لنسيان الهموم، واطراح الكُلف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة.
والعيد في معناه الاجتماعي يومُ الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها، فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح.
السؤال: ما هي المحاور الأساسية التي من المستحسن أن يتناولها الخطباء في خطبة عيد الفطر؟
– فضائل يوم العيد
– دعوة الناس إلى الصدقة والتكافل الإجتماعي
– التزاور وصلة الرحم
– الاداب الشرعية الخاصة بهذا اليوم
– تذكير بقضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
السؤال: ما هي الآداب الشرعية والسنن المحمدية في يوم العيد أو ليلته؟
من السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد ما يلي :
1- الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة:
فقد صح في الموطأ وغيره أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى . الموطأ 428
2- الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى :
لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا . البخاري 953.
وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية ، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة .
3- التكبير يوم العيد :
وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ).
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق
4- التهنئة :
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .
السؤال: يقوي الإسلام في المجتمع الإحساس بالرحمة والإحسان، ويغرس أخلاق التسامح والمحبة ، كيف نستثمر يوم العيد لتحقيق هذا المقصد الشرعي العظيم؟
قال الله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199}،
وأمر سبحانه وتعالى المسلمين بالعفو؛ فقال سبحانه: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]،
فمعاني الرحمة والتسامح و العفو فرصة تطبيقها في هذا اليوم العظيم و السعيد اعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة