ابو زكرياء ابراهيم مسجــل منــــذ: 2010-10-15 مجموع النقط: 1724.03 |
الإنسان في أصله حريص على نيل الخير، ودرك الفلاح، والحصول على المنافع، وحريص على أن يعامله الناس معاملة حسنة، وأن يحترموه، وأن يقدروه، وأن لا يؤذوه، وأن لا يزعجوه، وحريص على أن يعامله الناس بصدق ومودة ونزاهة ونصيحة... هذه أمور يحرص عليها كل واحد منا ولا ضير في ذلك. والأمر إلى هنا طبيعي عادي، بيد أن غير الطبيعي وغير العادي حين يتحول أحدنا إلى الضفة الأخرى، أي حين يعامل هو الناس، وهنا تظهر الأثرة (والأنانية) وحب الذات، بل عبادة الذات في كثير من الأحيان!. فما كان...
ما من أحد منا في هذه الحياة إلا وله أمان كثيرة وأحلام عديدة يسعى إلى تحقيقها، وهذه الأماني والأحلام تتفاوت بحسب أحوال الناس، فلو سألت الفقير الذي ينهشه الفقر بأنيابه، ويقف الجوع على بابه، لقال: أتمنى الغنى ليزول عني شبح الفقر الذي قصم ظهري، ولو سألت من يعيش بلا مسكن لرأيته يحلم بعُشٍّ يأويه، ومسكن يواريه، خاصة وهو يرى من حوله يبني الدور والقصور، وهو في مسكن أقرب إلى القبور. ولو سألت كل مصاب دق للعلاج كل باب، منعته الأوجاع والآلام من لذة الطعام والمنام،...
لا شك أن بناء الأوطان وقيامها وازدهارها وتبوأها مكانة بين البلدان ليس بالأمر الهين، ولا هو شيء يقوم بين عشية وضحاها، وإنما جهود تبذل ودماء تراق وأموال تنفق وعلم وتخطيط، مع قوة إيمان وقوة عقيدة، وسلامة قصد وصدق نية، وعلو همة. كما أن بناء الأوطان لا يكون بالشعارات والدعاوى الزائفة، وإنما يكون بالتخطيط المحكم والبناء الفعال، واتخاذ جميع الوسائل والأسباب لقيامها. وبالإيمان يحيا المسلم حياة سعادة مطمئنة، قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه...
في سنة 1936 وصف زعيم النازية في العالم أدولف هتلر اليهود بأنهم أعداء للبشرية، وقال في خطاب له عنهم: «صدقوني لا ترحموهم اقتلوا صغارهم وكبارهم لا ترحموهم مهما تباكوا اقتلوهم في كل مكان لا أريد نسل اليهود على هذه الأرض، هذا النسل خرج ليدمر البشرية، لا يريدون التعايش معكم وينظرون لكم كعبيد، وعليكم قتلهم قبل أن يقتلوكم …» في 2013 قال نائب وزير الأديان الصهيوني إيلي بن دهان إن: «الفلسطينيين ليسوا بشرا، وإنهم شعب لا يستحق الحياة وهم ليسوا سوى حيوانات».في...
ابتلي المسلمون في العالم كله بهذه الشرور التي يسلطها عليهم أعداؤهم بكل الطرق والوسائل، فندعوا الله – عزّ وجل- أن يربط على قلوبنا، ويثبتنا بالقول الثابت، وأن يثبت أقدامنا. ولكن البلاء المبين والشر المستطير هو ما ابتلي به إخواننا في غزة الصغيرة مساحة، الكبيرة عزيمة وجهادا وصبرا ومصابرة، لا في وجه أقذر عدو عرفه تاريخ البشر، ولكن في وجه “ظلم ذوي القربى”، هو أشد مضاضة من وقع الحسام المهنّد، ومن وقع القنابل الفتّاكة ذات القوة التدميرية الكبيرة التي لا تأتي...
مدح الله –العليّ العظيم- في كتابه الكريم عباده المؤمنين الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه؛ يُصغون للمواعظ والدّروس والنّصائح، فيبحثون عن أحسن ما فيها فيتبعونه ويعملون به وينشرونه في النّاس، ويغضّون أسماعهم ويمسكون ألسنتهم عمّا فيها من خلل وزلل وتقصير تقتضيه طبيعة البشر، فلا يروونه ولا يهتمّون به بل يتغاضون عنه ويدفنونه.. مدح الله عباده هؤلاء الذين ينشرون الخير والنّفع ويدفنون الخطأ والزّلل، ووصفهم بأنّهم أهل الهداية وأصحاب العقول الراجحة، بل وبشّرهم...