فضاءات بشار

بشار

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1579.48
إعلانات


ظلموك أيتها المرأة بجهلهم وبعلمهم

المرأة و الأسرة

ظلموك أيتها المرأة بجهلهم وبعلمهم

المطور أرسل بريدا إلكترونيا الأثنين 11 شعبان 1443? 14-3-2022م

أ.د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

ظلموك طفلة، وظلموك فتاة، وظلموك امرأة، فقد ظلموك بجهلهم طفلة حين حرموك من العلم، وتعاملوا معك بسوء فهم، وسلطوا عليك كل أنواع الظلم.

وظلموك بعلمهم، فتاة، حين جردوك من ثيابك، وسعوا في خرابك، وزرعوا الشياطين أمام كل أبوابك.

واعتدوا بتقدمهم عليك كامرأة، حين زعموا الدفاع عن حقوقك فخصصوا لك نصف يوم للحرية، وأغدقوا عليك ألوانا من الإطراء، والإغراء، ولكنهم شنوا الحروب على نسلك وأصلك، باسم الحرية والإيديولوجية.. فيا للرزية!
إنه عالم مليء بالتناقضات، يئن فيه الرجل تحت وطأة المعاناة، وتعاني فيه المرأة كأم، وكزوجة، وكأخت، وكبنت، شنوا عليك كل الويلات.
ولا يختلف في هذا العالم المجتمع الشرقي المسلم، بسبب جهله للدين، ولا المجتمع الغربي، بسبب معاداته للدين.
ففي مجتمعنا المسلم، نجد التمزق النفسي، الذي يقسم المجتمع إلى فئات، وطبقات، وعرقيات، وسلالات، ويتعللون في كل ذلك بذريعة الدين، والدين من ذلك براء، {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[الكهف/49].
فقد تمنع المرأة من التعلم باسم التدين، وقد تحرم من حقها في الميراث دون أي اكتراث، وما ذلك إلا لرواسب الجهل والتخلف.
ويستوي معها في ذلك الرجل، فيحرم من أبسط حقوقه في المواطنة، ويداس على حقه في العدل، والحرية، والمساواة، دون أي وازع أو ضمير.
وفي الضفة الغربية المقابلة لنا تُشن الحروب التدميرية أو الإبادية أو العنصرية، استجابة لنزوات حاكم، أو امتثالا لأوامر ظالم، باسم التوسع والانتشار، أو الفضاء على الخصم الجبار.
إنه منطق القوة العمياء وتجربة الأسلحة الهوجاء، والتصادم الإيديولوجي في تلويث القضاء، والعمل للقضاء على المستضعفين البؤساء.
هكذا حول الطغاة البغاة، في شهر الربيع الجميل شهر مارس والحامل للغيث الناصع البليل والمحتوي ليوم المرأة الثقيل، حولوا الفضاء العالمي إلى ساح خراب، والمشهد الإنساني إلى سراب، واقع بين مخلب وناب.
فإلى متى هذا الهوان الذي جلبه لنا الروس والأوروبيون والأمريكان؟ وهل حكم علينا أن نعيش في دوامة الاحتقان.. فمتى تكون خاتمة الأحزان في ملحمة الإنسان؟
هل يجزئ مع كل هذا الهوان، الحديث عن يوم المرأة، وحق الإنسان؟
لم نعد نملك، مع هذا التذبذب والاضطراب سوى التوجه إلى العلي الوهاب، نستجدي رحماته، ونستمطر نقماته، نقول لقادة الحروب الإبادية: كونوا بشرا، كفوا عن إهدار الدماء والمتاجرة بشرف الأبرياء، استعيدوا إنسانيتكم المقالة، وضمائركم القلقالة والتي أصبحت أشبه ما يكون بالهواتف النقالة.
لطالما ادعيتم أنكم جئتم لانقاذ البشر من الشر، وإعادة الكون إلى طيّب الأثر، تقولون أنكم جئتم –على حد تعبير أحمد مطر-
لتعيدوا ترتيب الدنيا
وتعيدوا وضع الميزان
هذا ما وعد الرحمن
كن فيكون.. فكنتم
فإذا أنتم
أمطار تشوي البركان
وملائكة تخرج من رحم الشيطان
ورؤوس تحمي هامات الروس
وأمر يصفع أمر الأمريكان
هذا، إذن، هو واقع العالم اليوم، كفر بالله واسع الإحسان، وتنكر لأبسط حقوق حياة الإنسان، ودوس على قيم النسوان باسم التمدن والاطمئنان.
في ضوء هذه السلبيات كلها، والمحبطات على اختلاف أنواعها، نهيب بالمرأة المسلمة أن تعي واقعها البشري الذي حباها الله إياه، بوضعها حارسة لأبواب الجنة، وصانعة الأجيال، وزارعة للحب والأمل والإيمان، فلا تغرن المرأة هذه البدع التي تطوق بها، وهذا الإنسلاخ الذي يلوح لها به، فهي إن تشبثت بعقيدتها وأصالتها، وتحصنت بهويتها ووطنيتها، وأخذت للحياة سلاح العلم، وسلاح الأخلاق، كفيلة بأن تغير وجه العالم، وتقضي فيه على الحروب، وآثارها، والإيديولوجيات العدائية وأنصارها.
كما أن على الإنسان المسلم في مجتمعنا أن يسمو إلى المستوى العالي في الإنسانية الذي بوأه الله إياه.
فلا حروب، ولا كروب، وإنما صفاء وإخاء، وسلم ورخاء، ووعي وإباء، فبذلك يمكن أن نقضي على كل أنواع البدع والفتن، ما ظهر منها وما بطن، ونعيد للإنسان المسلم، ما كرمه الله به في البر والبحر والجو، وذلك هو الفوز العظيم.

ظلموك أيتها المرأة بجهلهم وبعلمهم عبد الرزاق قسوم


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة