فضاءات بشار

بشار

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1623.45
إعلانات


رفقًا بأبنائنا!

رفقًا بأبنائنا!

                                                                                 

لا شك في أنّ الأولياء والأساتذة وحتى التّلاميذ استحسنوا طريقة التفويج التي تم اعتمادُها منذ دخول الإجراءات الاحترازية من وباء كورونا حيز التنفيذ، ولعل أهم نقطة إيجابية هو عدد التلاميذ في القسم الذي لم يعد يتجاوز 25 تلميذا إلا في بعض الحالات النّادرة، لكن التّجربة كشفت عن خلل خطير خاصة بالنسبة للمرحلة الابتدائية.

الذي حدث أنّ الوزارة عادت إلى البرنامج الأصلي مع تخفيف بسيط، وبالإبقاء على نظام التفويج أصبح البرنامج المسطّر لا يتلاءم إطلاقا مع الحجم السّاعي، ما نتج عنه أعباء إضافية على الأستاذ وعلى التلميذ في ذات الوقت. وقد بدأت الكثيرُ من التّحذيرات تصلنا من المختصين بأنّه إذا استمرّ الحال على هذه الطّريقة فإنّ النّتائج ستكون كارثية على كل المستويات.

الأساتذة ملزمون بإكمال البرنامج الدراسي في الوقت المحدد، ولأجل تحقيق هذا الهدف يعمدون إلى السرعة في إلقاء الدروس وحشو أدمغة التلاميذ بكمٍّ هائل من المعلومات في وقت قصير، حتى أنّ الكثير من الأولياء يشكون من عدم قدرة التلاميذ على كتابة الدروس داخل القسم، وغالبا ما يُطلب منهم ذلك بعد الدّوام.

وقد أثّرت هذه الوضعية على مستوى الـتّحصيل الدّراسي لدى التّلاميذ، وهو ما دفع أغب الأولياء إلى إلحاق أبنائهم بدروس الدّعم التي لم تعُد حِكرا على بعض المواد المعقّدة، ولكم أن تتصوّروا الإرهاق الذي يصيب التّلاميذ جرّاء متابعة الدّروس الرّسمية ودروس الدّعم إضافة إلى ما يُعطى لهم من واجبات منزلية.

على وزارة التّربية أن تتحرّك في هذا الاتجاه عن طريق مفتِّشيها والوقوف على معاناة التلاميذ والأساتذة، والإسراع في اتّخاذ الإجراءات اللازمة إمّا بتخفيف البرامج أو بإلغاء بعض المواد التي تُثقل كاهل التلاميذ، وفي هذا السّياق يطالب المختصون بضرورة إلغاء بعض المواد الإضافية في المرحلة الابتدائية وإرجائها إلى المراحل الموالية، مثل التربية العلمية والتربية المدنية والتاريخ والجغرافيا.

دائما ما نضرب المثل ببعض الدّول التي حقّقت تقدما كبيرا في مجال التربية، لكن لا نحاول الاستفادة من تجاربها، ولعلّ القاسم المشترك في الدّول التي تصنَّف ضمن المراتب الأولى في مجال جودة التّعليم هو التخفيف من البرامج وإلغاء الواجبات المنزلية، والتكيّف مع نفسية الطفل وميوله إلى المرح واللعب، ومحاولة مسايرة قدراته الذّاتية، وتطويرها، وعدم قتل روح الإبداع لديه من خلال برامج كثيفة وقوالب جاهزة تحد من تفكيره وقدرته على التفوق والنبوغ.

رشيد ولد بوسيافة

2021/10/20


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة