فضاءات بشار

بشار

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1623.45
إعلانات


واستبقوا الخيرات بالتصدي للأوبــئــة والآفات

واستبقوا الخيرات بالتصدي للأوبــئــة والآفات

المحرر الأثنين 1 محرم 1443? 9-8-2021م

أ. أمال السائحي/

قال الله تعالى في محكمه تنزيله: ((ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار)).
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ((مثلا كلمة طيبة)) هي شهادة ان لا إله إلا الله، ((كشجرة طيبة)) وهو المؤمن، ((أصلها ثابت)) يقول: لا إله إلا الله في قلب المؤمن، ((وفرعها في السماء)) يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.إن ذلك عبارة عن المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، وإن المؤمن كالشجرة من النخل، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، صباح ومساء.
وقوله: ((مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة)) هذا مثل كفر الكافر، لا أصل له ولا ثبات، وشبه شجرة الحنظل، ويقال لها:”الشريان”، (رواه شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك: أنها شجرة الحنظل).
بالنظر إلى سعة مفهوم العمل الصالح والكلم الطيب ومحتواه يشمل ذلك الدستور وتلك المنهجية أو الطريقة في العمل لكل إنسان طاهر ونظيف وذي بركة….لكل كائن يمتلك الحركة والنمو، وليس جامدا خاملا، بل إنسان فعال ومبدع لنفسه وللآخرين…فالإنسان الذي يمتلك الحركة والنشاط وسعة الصدر، يكون فعالا ومبدعا للآخرين ولنفسه، لأنها شجرة طيبة من أي ناحية من النواحي، في المنظر والثمار والأزهار والظلال…
فالعمل الخيري الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في ترقية مجتمعه لما فيه الخير والصلاح للجميع قد يكون بذلا ماليا أو بدنيا أو فكريا يقدمه المسلم عن رضا وقناعة، بدافع من دينه، بدون مقابل بقصد الإسهام في مصالح معتبرة شرعاً، يحتاج إليها المسلم، وهو كذلك خدمة إنسانية سامية، كما نراه هذه الأيام على كل المستويات وعلى كل الجبهات منها شبكات التواصل والتي افرزت لنا الكثير من معادن الناس الذين يحاولون ان يزرعوا الكلمة الطيبة والعمل الخير والذي يتمثل في تواصل الجميع فيما بينهم مع قضية الكوفيد 19، من قارورات أكسجين إلى صفائح الدم ..
فالعمل الخيري الشامل لكل الفئات التي تستحق ان تدفع ببصمة خير أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، ولا يزال هذا العمل من أهم العوامل المؤثرة على إعداد الجيل الجديد؛ فهو يدخل ضمن تكوينهم خُلقياً ونفسياً واجتماعياً، كما يحفز القائمين عليه في الأعمال الإنسانية.
من الجميل زرع قيمة العمل الخيري منذ السنوات الأولى من الدراسة تدرس من خلال برامج مدرسية، وهنا يكمن دور المدرسة في زرع هذه القيمة المهمة في نفوس الأطفال حتى نضمن وصول المعنى المطلوب لكل أفراد المجتمع.
ربما يحتاج كل واحد منا وقفة تأمل مع الذات، يقرأ من خلالها عناوين مهمة في مسيرة حياته ماذا قدم من أعمال تطوعية إنسانية، عادت يوما ما بفائدة على فرد، أو جمعية، أو مجتمع ما، فلزاما على الإنسان ان يسعى دائما ليكون كتلك الشجرة الطيبة ببراعيمها وفروعها وأوراقها وظلها الدائم…ولا يكون كتلك الشجرة الخبيثة التي لا فروع لها ولا أوراق ولا ظل يُستظَل به.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة