فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


أبطالٌ.. وأنذال

أبطالٌ.. وأنذال

محمد الهادي الحسني

2021/05/16

فأما الأبطال فهم أكثر الفلسطينيين من النهر إلى البحر، وفي مقدمتهم المقدسيون وأهل غزة، أساتذة العزة، فقد صدقوا ما عاهدوا اللهَ –عز وجل– عليه، من أن ينصروا اللهَ –عز وجل– وأن يحموا القدس الشريف، ومسجده الأقصى المبارك.

هؤلاء الأبطال قد قذفوا الرعب في قلوب الصهاينة المجرمين، سلاحهم هو ما سماه أكبر المنهزمين الفلسطينيين “الصواريخ العبثية”. هذه الصواريخ العبثية أبكت كثيرا من الصهاينة بمن فيهم عسكريون، إذ شاهد العالم بعضهم يتباكون..

هذه الصواريخُ العبثية عندما وقعت في أيدي الرجال فعلت فعلها في الذين يظنون أنهم مانعتُهم حصونهم من الله؛ بينما الصواريخ “طويلة المدى” التي يحوزها “الذكران” يأكلها الصدأ…

إن بطولة “الحماسيين” ليست في كثرة عددهم، وليست في كثرة عُدَدِهم؛ ولكن في قلوبهم العامرة بالإيمان، المطمئنّة بذكر الرحمان، المستيقنة من وعده بنصر من ينصره، وإن تأخر هذا النصر إلى حين لحكمةٍ لا يجليها لوقتها إلا هو سبحانه…

إن هؤلاء “الحماسيين” و”الجهاديين” يعلمون أنهم لا يقاتلون عدوا عاديا، ولكنهم يقاتلون عدوا توقَّحَ حتى وصف اللهَ –عز وجل– بأقبح الصفات، كاليد المغلولة، والفقر، ثم لا يخجلون فينسبون أنفسهم إليه، قائلين: “نحن أبناء الله وأحباؤه”، ولن يدخل الجنةَ معهم إلا “الضالون”. غضب الله عليهم جميعا، وجعلهم حصب جهنم…

إن هؤلاء “الحماسيين” و “الجهاديين” يغبطهم المجاهدون والشهداءُ في الصدر الأول للإسلام؛ لأنهم يقاتلون الاستكبار العالمي، وفي مقدِّمته هذه “الدولة الإرهابية” الأولى التي لا يملك أكثرُ سكانها قلوبا رحيمة، وقد أقيمت على أرض استأصلت أهلها…

وأما الأنذال فهم كل من خذل هؤلاء المجاهدين، وفي مقدّمة أولئك المخذّلين هذه “القيادة الفلسطينية” المهترئة، التي ألهاها التكاثُر، وراحت تجمع المال وتعدّده على حساب الشرف والدين، فحال اللهُ –عزّ وجل- بينها وبين قلوبها.

ومن هؤلاء الأنذال هؤلاء الحكامُ من العرب، الذين يكنزون الذهب والفضة، ولا يهمهم إلا ما بين “أفخاذهم”، فهم كالحيوانات، بل هم أضل.. ومنهم هؤلاء “العلماء” الذين اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.. ولا تسمعهم إلا مزكّين لهؤلاء الحكامِ الفجَرة، إخوانِ الشياطين، ومنددين بهؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، فربط على قلوبهم، وثبَّتهم في وجه عدوهم الصهيوني وحلفائه من “الأعراب” الذين يسارعون في هذا العدو، ويتخذونه وليًّا.. إن الصهاينة في العالم كله يناصرون إخوانهم في فلسطين، فمالكم لا تناصرون “إخوانكم”؟ طبع الله على قلوبكم، وجعل على عيونكم غشاوة فأنتم لا تبصرون. شكرا يا أهل غزة، لقد اشعرتمونا بالعزة. ونصرُ الله قريب، ويومئذ يفرح المؤمنون.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة