فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


يا ليــــــت لي أب مـــــثل أبـــــــيك/ أمال السائحي

يا ليــــــت لي أب مـــــثل أبـــــــيك/ أمال السائحي

المحرر الأثنين 25 جمادى الأولى 1441? 20-1-2020م المرأة و الأسرة

هناك كلمات سلبية مؤلمة على الصعيد النفسي والمعنوي والمستقبلي، نسمعها ويرددها الكثير من أبنائنا في الوسط العائلي، أو في بعض حواراتهم، أو عند الغضب، أو مع أصدقائهم ” يا ليت لي أب مثل أبيك”، هذه المشاعر السلبية، والوقع المؤلم لهذه الكلمات التي تقرع آذان أبنائنا في مسار حياتهم ككل، وحتى غداة استقلالهم والذهاب للعيش بمفردهم، فإنهم يظلون يتمنون دفئ ذلك الأب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والذي يتمثل في تلك النصيحة المسداة التي يستلهمها من تلك التجربة الإيجابية في الحياة، أو تلك المواساة التي يجود بها من حين لآخر، والتي تأخذ بيد الابن أو الابنة إلى بر الأمان، ناهيك عن الدعم المادي الذي له الأثر الطيب هو الآخر.

لقد صنف العلماء الآباء إلى أصناف تبعا لطريقة تعاملهم مع أبنائهم، ومعرفة ذلك مفيدة في تلافي تلك المعاملات التي تدفع الابن أو الابنة بعيدا عن دائرة العائلة، وتضطرهم إلى الارتماء في أحضان من يحتويهم ويحتوي مشاكلهم الصغيرة، وقد اتفق هؤلاء العلماء على أن هناك خمسة أصناف من الآباء:

أولهم شخصية الأب المهمل الذي لا يتحمل مسؤولياته العائلية قبل أبنائه، وهو يعيش فقط لتحقيق ذاته ونفسه، فهو شخص سلبي مع أبنائه، فلو اشتكى ابنه أو طلب مساعدته، لا يتفاعل معه، وقد حدد العلماء بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعد الآباء في اكتشاف أبوتهم، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، هل تهتم باحتياجات طفلك العاطفية والجسدية والترفيهية والعلمية؟ وهل تعرف جدول طفلك اليومي؟ وهل تترك طفلك أوقاتا كثيرة وحده؟ وهل دائما تجد لنفسك مبررا منطقيا تقنع به نفسك عند غيابك وتقصيرك عن ابنك؟ وهل تعرف أصدقاء أبنائك ومعلميهم بالمدرسة؟ وهل تشارك طفلك في برامجه الخارجية؟ فلو كانت إجاباتك (بلا) فيعني هذا أنك أب مهمل.
أما ثانيهم فهو: الأب المتساهل، وهو الذي نجده دائما يستجيب لطلبات أبنائه ولا يطلب منهم شيئا، ويحرص على عدم مواجهة أبنائه بأخطائهم، حتى لا يخسر محبتهم له، وكذلك هناك أسئلة يطرحها الأبوان على نفسيهما حتى تتجلى لهما الحقيقة وهي كالتالي: هل تضع لأبنائك قوانين وتكون حازما في تطبيقها داخل المنزل وخارجه؟ هل تتجنب الصراع والاختلاف مع أبنائك؟ هل أنت من الآباء الذين دائما يضعون مكافآت حتى ينفذ أبناؤهم ما يريدون؟ فلو كانت إجاباتك (بلا) فيعني هذا أنك أب متساهل.
أما النوع الثالث من الآباء هو الأب المتسلط تجده دائما يراقب الأبناء ويتحكم بتصرفاتهم وكلامهم ولا يترك لهم مساحة للتصرف والتعلم من أخطائهم، وكذلك هناك عدة أسئلة لو سألتها لنفسك ستكتشف إذا كنت أنت من هذا الصنف أم لا، وهي: هل تشعر بسعادة عندما تتحكم في طفلك وينفذ ما تريده حتى لو كان يخالفك الرأي؟ وهل لو حاول ابنك أن يغير رأيك فإنك ترفض ما يقوله بشدة؟ وهل تلجأ للعصبية والصراخ إذا شعرت أن طفلك يتأخر بتنفيذ ما طلبته؟ وهل تلجأ للتهديد والوعيد إذا حاول طفلك أن يقاومك؟ فلو كانت إجاباتك (بنعم) فيعني هذا أنك أب متسلط.
أما النوع الرابع من الآباء فيقول العلماء أن الأب المستبد هو الذي يريد أن يطبق قوانينه بشكل سريع ويعاقب على عدم التطبيق، وهناك عدة أسئلة لو سألتها لنفسك ستكتشف إذا كنت أنت من هذا الصنف أم لا، وهي: هل أنت من النوع الذي يريد أن يطبق القانون بغض النظر عن ظروف تطبيقه إذا كانت مناسبة أم لا؟ وهل ترى نفسك دائما أنت على صواب وابنك على خطأ؟ وهل تكثر من استخدام العقاب لينفذ طفلك ما تقول؟ فلو كانت إجاباتك (بنعم) فيعني هذا أنك أب مستبد.
أما النوع الخامس والأخير هو الأب المحافظ المرن فهو الذي يحرص على تطبيق القيم والالتزام بالأخلاق مع حماية الأبناء من أي تدخل خارجي، ويفتح المجال للأبناء بالحوار ويعطيهم فرصة للتعبير عن آرائهم، فهو معهم يتابعهم ويوجههم ولكنه يعطيهم مساحة للحرية والحركة، وهناك عدة أسئلة لو سألتها لنفسك ستكتشف إذا كنت أنت من هذا الصنف أم لا، وهي: هل أنت من الآباء الذين يحرصون على تعليم الأطفال الأصول والآداب والقيم؟ وهل لو عارضك طفلك أو أخطأ تتحاور معه قبل أن تتخذ إجراء تجاهه؟ وهل تحاول أن تجلس مع أبنائك لتتعرف على احتياجاتهم وتخطط لإشباعها؟ وهل يهمك تمسك أبنائك بالعادات والتقاليد والقيم العائلية؟ وهل تعلم أبنائك مهارات وتترك لهم مسافة لتطبيقها؟ فلو كانت إجاباتك (بنعم) فيعني هذا أنك أب محافظ ومرن.

وإذن فنحن نستطيع أن نستنتج شخصية كل من الآباء السالف ذكرهم، وكيفية معرفة الإنسان طريقته في التربية مع أبنائه، وما هي العقبات التي يمكن أن يجتازها ويحولها إلى إيجابيات، في فن التعامل مع الطفل وكسبه لصالحه، فإن أجمل وأنفع وأصلح ما يستطيع أن يقدمه الوالدين لأنفسهم ولذويهم ولوطنهم هذا الطفل السوي، الخالي من الاضطرابات النفسية والمعنوية، والذي يكون علامة زائد لنفسه ولوطنه، ولأجيال من بعده، فعملية بناء الشخصية الإنسانية والمساعدة على اكتمال نضجها، أجمل بكثير من اجتثاثها وهي مازالت بعد يافعة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة