فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1623.45
إعلانات


شوارع بريطانيا تستقبل العام الجديد بـ24 ألف مشرد

شوارع بريطانيا تستقبل العام الجديد بـ24 ألف مشرد

لندن ــ مروان سلطان

مشردون في شوارع بريطانيا

صورة غريبة لمن هم فى الخارج ومؤلمة لمن هم فى الداخل.. هناك فى بريطانيا بشر بالآلاف مشردون، يموت بعضهم من البرد بسبب النوم فى الشوارع!!.

بينما كان البريطانيون يستعدون للاحتفال بالكريسماس (السبت الماضي) ويعيشون الآن أجواء الاستعداد للعام التاسع عشر من الألفية الثالثة، مات رجل كان يعيش فى نفق على بعد أمتار من مقر البرلمان. كان هذا هو الضحية الثانية لحياة التشرد، فى المكان نفسه، خلال شهور قليلة.

حين أٌعلنت الشرطة خبر وفاة الرجل الثاني، كان مجلس العموم (البرلمان البريطاني) منعقدا لمناقشة خطة الحكومة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال نائب عن حزب العمال المعارض: «بينما تتحدث الحكومة عن المليارات التى سوف تتحملها الميزانية بسبب الخروج من الاتحاد دون اتفاق مسبق» أو 39 مليارا فى حالة الخروج باتفاق، يعانى الناس من «الظلم الحارق خارج البرلمان».

فى بريطانيا، صاحبة خامس أكبر اقتصاد والعضو فى أكبر المجموعات الاقتصاية فى العالم وأحد الخمسة الكبار فى مجلس الأمن الدولي، تطول قائمة المشردين الذين يعيشون حياة قاسية لا إنسانية فى الشوارع، لتبلغ، حسب الأرقام الرسمية الأخيرة 24 ألف شخص!!. وتقول المنظمات الخيرية الأكثر فعالية فى مساعدة المشردين مثل منظمتى «الأزمة» و«المأوي» إن الأرقام الفعلية أكبر من ضعف أرقام الحكومة. ففى شهر فبراير الماضي، كشفت التقديرات عن أن فى كل دقيقة تمر بإقليمى انجلترا وويلز، تضاف أسرة جديدة إلى قائمة المشردين. وتقول مؤسسة «المأوي» إن دراساتها الخاصة تقول إن 130 عائلة تدخل القائمة كل يوم فى بريطانيا. وتقول دراسة أخرى أجريت بتمويل من البرلمان إن معدل التشرد الذى يدفع الناس إلى العيش فى الشوارع بإقليم انجلترا وحده ارتفع بمعدل 169 فى المائة بين عامى 2010 و2108. وتقول تقديرات شبه رسمية أخرى إن الرقم ارتفع من 1768 عام 2010 إلى 4751 مشردا فى عام 2017 فى الإقليم نفسه.

ويندهش الأجانب الزائرون للعاصمة البريطانية دائما عندما يجدون مشردين، من الرجال والنساء، ينامون تحت الكباري، وفى أنفاق القطارات ومداخل المبانى السكنية أو العمارات غير المسكونة، وأمام المطاعم والمقاهى والمتاجر والحدائق العامة ومحطات الأتوبيسات العامة.

وتقول الدراسات الميدانية إن الأسباب التى تدفع المشردين إلى النوم فى مثل هذه الأماكن تشمل: الأمراض النفسية والعقلية، وإدمان المخدرات أو الكحوليات والسجل الجنائى وفشل العلاقات الزوجية أو العاطفية، والأمراض البدنية التى تحول دون القدرة على العمل. وبسبب أزمة المساكن وارتفاع الإيجارات الصاروخي، لا يتمكن البعض من دفع الإيجارات، فيلجأ صاحب السكن إلى طردهم، بينما ليست لدى الحكومة القدرة على توفير سكن بديل بسرعة. فالقانون يلزم الحكومة بتوفير السكن لغير القادرين ذوى الدخول القليلة، غير أنه بسبب ضغوط الميزانية، تعطى الحكومة الاولوية لذوى الأطفال خاصة لو كانوا مرضي.

وحسب تقارير وزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي، فإن عدد المشردين الذين ينامون فى الشوارع فى العاصمة لندن وحده ارتفع 18 فى المائة، أى من 173 إلى 444 مشردا.

وتزداد الدهشة عندما يرفع بعض هؤلاء أوراق استعطاف وتوسل، واستنكار لموقف الحكومة، كُتبت عليها عبارات «كنت ضابطا فى الجيش»، «كنت ضمن القوات الخاصة الجوية الملكية».

ويزداد القلق، الذى يعتبره بعض السياسيين أنه عار على بريطانيا، بعد أن كشفت دراسة أجريت خصيصا لمجلس العموم عن أن معدل الانتحار بين المشردين الذين ينامون فى الشوارع أكثر من تسعة أضعاف المعدل بين الآخرين، وأن متوسط عمل المشردين يبلغ 47 للرجال و43 للنساء.

تلخص هذه الصورة المحزنة فشل برنامج «خفض التشرد» الذى تنفذه الحكومة منذ سنوات. وأمام هذا الفشل، تسهم وسائل الإعلام بحملات نشطة لجمع التبرعات للمشردين، الذين يعيشون بعضهم عند جيرانهم أو معارفهم، والذين يعيشون حياة خشنة لا إنسانية بمقياس دولة بريطانيا العظمي. وتنشر محطات التليفزيون صورا مؤلمة للناس الذين يعيشون فى العراء يفترشون الكرتون ولا يقيهم البرد سوى أغطية رثة ممزقة، طالبة التبرع بقليل من الجنيهات لمساعدة الجمعيات الخيرية على إغاثة هؤلاء المشردين.

لم تعاند الحكومة. وعبرت وزيرة الدولة للإسكان ومكافحة التشرد عن الأسف لهذا الوضع. وقالت: «ببساطة ليس من المقبول أن يضطر أى شخص إلى النوم فى الشوارع، ولذا فإننا وضعنا خططا واضحة بميزانية تبلغ 1.2 مليار جنيه استرلينى للتعامل مع كل أشكال التشرد». وأضافت ان هذه الخطط تشمل «استراتيجية لحل مشكلة النوم الخشن فى الشوارع بميزانية 100 مليون جنيه استرليني».

وكانت الحكومة الحالية قد تعهدت منذ نحو عام بإنهاء مشكلة التشرد خلال عشر سنوات، وأنه لن يحل عام 2022 إلا وانخفض عدد المشردين إلى النصف، تطبيقا لقانون، بدأ تطبيقه فى شهر أبريل الماضي. ويفرض هذا القانون على المجالس المحلية فى انجلترا واجبات صارمة جديدة بالتدخل فى الوقت المناسب عندما تلوح بوادر اضطرار أى شخص إلى العيش فى الشارع. ولمساعدة المجالس على الوفاء بواجباتها القانونية، شكلت مختلف وزارات الحكومة ذات الصلة فريقا، يشمل خبراء محليين من منظمات خيرية مختصصة وأجانب من دول لها تجربة فى علاج الظاهرة مثل فلندا، باسم «فريق مكافحة النوم الخشن فى الشوارع».

ماذا تفعل المنظمات الخيرية الكثيرة لمساعدة المشردين؟.

تسعى المنظمات مثل «فريموورك» لتوفير سكن ولو متواضعا لضحايا الطرد من السكن، أو منع الملاك من وطردهم. علاج ذوى الأمراض خاصة العقلية والنفسية، البحث عن فرص عمل للمشردين بالتعاون من أهل الخير، من الافراد والمؤسسات التى تخصص جزءا من أرباحها لخدمة قضايا المجتمع، عن طريق تدريب المشردين لاكتساب مهارات تمكنهم من الحصول على عمل.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة