شوارع بريطانيا تستقبل العام الجديد بـ24 ألف مشرد
شوارع بريطانيا تستقبل العام الجديد بـ24 ألف مشرد
لندن ــ مروان سلطان
مشردون في شوارع بريطانيا
صورة غريبة لمن هم فى الخارج ومؤلمة لمن هم فى الداخل.. هناك فى بريطانيا بشر بالآلاف مشردون، يموت بعضهم من البرد بسبب النوم فى الشوارع!!.
بينما كان البريطانيون يستعدون للاحتفال بالكريسماس (السبت الماضي) ويعيشون الآن أجواء الاستعداد للعام التاسع عشر من الألفية الثالثة، مات رجل كان يعيش فى نفق على بعد أمتار من مقر البرلمان. كان هذا هو الضحية الثانية لحياة التشرد، فى المكان نفسه، خلال شهور قليلة.
حين أٌعلنت الشرطة خبر وفاة الرجل الثاني، كان مجلس العموم (البرلمان البريطاني) منعقدا لمناقشة خطة الحكومة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال نائب عن حزب العمال المعارض: «بينما تتحدث الحكومة عن المليارات التى سوف تتحملها الميزانية بسبب الخروج من الاتحاد دون اتفاق مسبق» أو 39 مليارا فى حالة الخروج باتفاق، يعانى الناس من «الظلم الحارق خارج البرلمان».
فى بريطانيا، صاحبة خامس أكبر اقتصاد والعضو فى أكبر المجموعات الاقتصاية فى العالم وأحد الخمسة الكبار فى مجلس الأمن الدولي، تطول قائمة المشردين الذين يعيشون حياة قاسية لا إنسانية فى الشوارع، لتبلغ، حسب الأرقام الرسمية الأخيرة 24 ألف شخص!!. وتقول المنظمات الخيرية الأكثر فعالية فى مساعدة المشردين مثل منظمتى «الأزمة» و«المأوي» إن الأرقام الفعلية أكبر من ضعف أرقام الحكومة. ففى شهر فبراير الماضي، كشفت التقديرات عن أن فى كل دقيقة تمر بإقليمى انجلترا وويلز، تضاف أسرة جديدة إلى قائمة المشردين. وتقول مؤسسة «المأوي» إن دراساتها الخاصة تقول إن 130 عائلة تدخل القائمة كل يوم فى بريطانيا. وتقول دراسة أخرى أجريت بتمويل من البرلمان إن معدل التشرد الذى يدفع الناس إلى العيش فى الشوارع بإقليم انجلترا وحده ارتفع بمعدل 169 فى المائة بين عامى 2010 و2108. وتقول تقديرات شبه رسمية أخرى إن الرقم ارتفع من 1768 عام 2010 إلى 4751 مشردا فى عام 2017 فى الإقليم نفسه.
ويندهش الأجانب الزائرون للعاصمة البريطانية دائما عندما يجدون مشردين، من الرجال والنساء، ينامون تحت الكباري، وفى أنفاق القطارات ومداخل المبانى السكنية أو العمارات غير المسكونة، وأمام المطاعم والمقاهى والمتاجر والحدائق العامة ومحطات الأتوبيسات العامة.