فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


أسرارنا في الزبالة!....ل- الكاتب * جمال لعلامي *

أسرارنا في الزبالة!

جمال لعلامي

ح.م

2018/10/01

عندما تـُرمى ملفات منحة الطلبة في المزابل، فهذا يعني في ما يعنيه، أن الاستهتار واللامبالاة والتسيّب والإهمال، وصلت درجة لا يستهان بها، وينبغي معالجة أسبابها وآثارها حتى لا تتفاقم ويبلغ السيل الزبى، وتتحطم معنويات الضحايا والأضاحي ممّن يكتشفون بالصدفة أن “قضاياهم” وسط الزبالة والفضلات أكرمكم الله!

ليس هذه هي المرة الأولى، التي يتناقل فيها مواطنون، التخلص من ملفات في المزابل، سواء تعلق الأمر بملفات السكن أو طلبات التوظيف أو غيرها من الأوراق التي يعتبرها أصحابها أنها “قضية حياة أو موت”، لكن مسؤولين ومسيّرين وحتى حرّاس وحجّاب، فعلوا فعلتهم وضربوا الأخلاق عرض الحائط ولم يخشوا “دعاوي الشرّ”!

مثل هذه التصرفات الاستفزازية الحمقاء، هي أيضا إهانة لمودعي ملفات السكن والشغل والمنحة وغيرها من الملفات المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين أو الموظفين، وتصوّروا الحالة النفسية والمعنوية التي يكون عليها صاحب أحد هذه الملفات، عندما يعلم أنها مرمية في سلة المهملات، أو يراها بعينه التي سيأكلها الدود تسبح وسط الزبالة؟

مشكلتنا أن البعض لم يعد يحترم البعض الآخر، والبعض لم يعد يثق في البعض الآخر، والبعض يخدع البعض الآخر، والبعض يسرق البعض الآخر، والبعض يكفر بالبعض الآخر، وهذا هو الذي أوصل البعض إلى رمي ملفات البعض الآخر في الشوارع والأزقة!

لو تعلق الأمر بملف أو بضعة ملفات مرمية، لكان من السهل تبرير هذا الفعل المشين، لكن أن ترمى الأطنان من ملفات الناس، ولا يظهر الفاعل، ويدفع الثمن المفعول به، مثلما جرت العادة في كلّ الأفعال المخلّة، فهنا يجب التركيز على ضرورة كشف واكتشاف الآمر والمنفذ والمدبّر والمساعد، ثم معاقبته بالضرب بيد من حديد، لكي لا يصبح رمي انشغالات هؤلاء وأولئك جزءا من العملية الشاملة لدراسة الملفات وفحصها!

أتذكـّر أننا كنا صغارا، عندما تفاجأ أحد التلاميذ في المتوسط، بكشف نقاطه يتطاير في فيناء المدرسة، فجاء في اليوم الموالي، وليه، واشتكى للمدير هذا “التجاوز”، وتم بالفعل التحقيق في القضية، ومعاقبة أحد الإداريين، حتى وإن كان من باب “مسح الموس” وامتصاص الغضب!

الإشكالية ليست في عملية التخلص من هذه الملفات واعتبارها “نفايات” لا تصلح، ولكن المشكلة الحقيقية، تكمن في كشف أسرار الناس، فبعض الوثائق مرتبطة بالحالات العائلية والاجتماعية، وأخرى بكشوف النقاط، وأوراق أخرى قد تكون أكثر “خطورة” وغير قابلة للنشر والحشر.. فعلا، لقد دخل المجتمع في مرحلة تتطلب إصلاحا سريعا للعقليات!


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة