فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1623.45
إعلانات


.. موت أو حياة!.ل. الكاتب جمال لعلامي

الأطباء المقيمون نفذوا “تهديدهم” وقاطعوا المناوبات بالمستشفيات، وإن كان الأمر خطيرا، فإنه يعكس مدى التعفـّن الذي دخله قطاع الصحة، الذي مازال يرفع إلى اليوم شعار “العلاج مجاني”، ولكم أن تتصوّروا معنى هذه المجانية، بينما لا يجد المريض طبيبا مناوبا يداويه ويُعالجه ويُنقذه من الموت، وهذه واحدة من ملامح ومؤشرات الأزمة الأخلاقية التي تضرب المجتمع!
ما يحدث بمستشفياتنا، لا يسرّ عدوّا ولا صديقا، والخطير في الحكاية، أن الوضع يتوجّه من السيّئ نحو الأسوأ، فهل هناك أخطر وأسوأ من عملية تجميد المناوبة بمصالح الاستعجالات؟ وأين ستتوقف هذه “المسيرة” المتواصلة منذ عدّة أشهر رغم محاولات الحلحلة و”حوار الطرشان” بين طرفي النزاع؟ وأين المشكل الآن: في الوزارة الوصية، أم في المضربين، أم في قطاع مريض لا يُريد أن يُشفى ولم يُعثر بعد على طبيب؟
المصيبة أن “الزوالية” يدفعون فاتورة لا تعنيهم من قريب أو بعيد، وللأسف تحوّلوا مثل التلاميذ في قطاع التربية، إلى رهينة في أيدي المتخاصمين، ولذلك وصل التشاحن والتصعيد إلى حدّ “الإضراب” عن ضمان المداومة الطبية في الاستعجالات، وهذا تطور مرعب، فمن المفروض أن هذه المصلحة، هي قلب المستشفيات، وها هو “السهم” يُغرس فيه!
بعيدا عن “أحقية” المتنازعين، فإن لا أحد بإمكانه أن يطمس الحقيقة، ويغطي الشمس بالغربال، ويدّعي زورا وبهتانا، أن ما يحدث في القطاع المريض، ليس مقلقا، ولا يستدعي كلّ هذه الهالة و”الحالة”، لكن الواقع يعكس وضعية مريرة ومرّة، فهل هناك أخطر وأكبر من أن يتوجه مريض إلى مستشفى أو مصحة أو مركز طبي ولا يجد من يداويه؟
أعتقد أن قطاع الصحة أهم من عديد القطاعات الأخرى الحيوية، ولو حدث ما يحدث فيه، على مستوى غيره، لكان بلا أثر ولا هزة ولا متابعة ولا “تخلاط” ولا ارتدادات إعلامية، لكن لأن الموضوع مرتبط بقضية “حياة أو موت”، فإن “الهوشة” بين الوزارة والأطباء، تشهد مسلسلا طويلا ومرعبا، لا يُريد أن ينتهي ويمدّد حلقاته بطريقة هوليودية!
عندما يقول الوزير إن وزارته استقبلت المحتجين 14 مرّة، فهنا يجب على المرض الخوف مرّة واحدة، وحين يقول ممثل المضربين إن الوضع سيستمرّ على ما هو عليه، فينبغي على المرضى وعائلاتهم وحتى على الأصحاء أن يخافوا بدل المرّة مرّتين!
عندما يختفي الأكفاء والعقلاء والحكماء، القادرون على دعوة المتشاحنين إلى “لعن الشيطان”، ووقف الانحراف وإقناع الطرفين بإنهاء “الحرب”، فعلى الجميع هنا أن يخاف ويرتعش، لأن عدم القدرة على إطفاء الحريقة، أخطر من الحريقة نفسها!


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة