فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1630.68
إعلانات


كثير من الوطنية مع جميلة بوحيرد

كثير من الوطنية مع جميلة بوحيرد

منى رجب

كثير من الوطنية وجدتها تغمر مشاعرى كشلال جارف ما إن رأيتها، بل احسست بأننى ألتقى بالتاريخ مجسدا أمامي، وحينما تحدثت اليها والتقيت بها وجها لوجه وتبادلنا الحديث معا أحسست بأنها لحظة تاريخية على أن أتوقف عندها طويلا لأننى أمام أيقونة النضال من أجل الوطن ..إنها بطلة الأبطال جميلة بوحيرد. وفى كل كلمه تقولها تبعث لك برسالات وأهمها خمس رسائل واضحة استقيتها من حديثى السريع معها أولاها: حب الوطن واجب. وثانيتها: أهم قيمة فى الحياة هى قيمة الحرية. وثالثتها: النضال من اجل الوطن واجب ورابعتها: الأمل ضرورى حتى إن لم يكن ملموسا. وخامستها: الوطنية تزرع فينا منذ الصغر.

تتحدث ببساطة عن مواقفها الشجاعة رغم أنها تتحدث عن سنوات أليمة مرت بها حيث حكم عليها بالإعدام والذى كان مقررا له يوم7 مارس 1958لولا أن ثار العالم كله ضد هذا الحكم الجائر من محكمة صورية واجتمعت لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة بعد تلقى ملايين من برقيات الاستنكار من أنحاء العالم للمطالبة بإطلاق سراحها فتم تخفيضه الى السجن مدى الحياة ولم يطلق سراحها إلا بعد تحرير الجزائر مع زملائها الاسرى عام 1962..حينما التقيت بها كان اول سؤال تبادر الى ذهنى من أين أتتك هذه الشجاعة النادرة أمام القاضى الفرنسى الذى يحتل وطنك لتقولى جملتك الشهيرة التى نقلها العالم كله: «أعرف إنكم ستحكمون على بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلى تغتالون تقاليد الحرية فى بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقله».

قالت: مصدر الشجاعة، فذلك لأننى تربيت على حب الوطن منذ صغرى من أبى الذى كان رجلا وطنيا معارضا للاستعمار الفرنسى لبلادي، ومن امى التى كانت تقول لى انت جزائرية ولست فرنسية منذ طفولتي، وإلى أن التحقت بحركة التحرير الوطنى الجزائرية وكنت مازلت شابة صغيرة فى العشرين من عمري، وكنت أولى المتطوعات فى صفوف الفدائيين لزرع القنابل فى طريق الاحتلال الفرنسي، ثم أضافت: كان فى ذهنى هدف واحد هو الحرية لوطني.

.قلت لها: جميلة، إن لك مكانا فى قلوبنا فى مصر نظرا لنضالك البطولى ضد الاحتلال الفرنسي. فماذا تقولين عن سنوات العذاب؟ قالت: لقد أديت واجبى تجاه وطني، وانا أدهش من الألقاب التى تطلق جزافا على البعض مثل ناشط ومناضل وحقوقي، فأنا أرى أننى قد أديت واجبى دون انتظار المقابل. ثم أضافت بابتسامة تضيء وجهها: أنا أحب مصر كما أحب الجزائر وسعيدة بوجودى بينكم.. ولن انسى موقف مصر مع وطنى الجزائر أثناء حركة المقاومة للاحتلال الفرنسى ولن أنسى وقفة مصر لمساندتى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر..

سألتها: ماهى الوطنية فى رأيك؟ قالت :هى الواجب تجاه الوطن والكفاح من أجل نيل الحرية. فقلت لها: إننا نخوض فى مواجهة الإرهاب أشرس حرب على ارضنا. قالت: إن الشعب المصرى شعب عظيم وان مصر لابد أنها ستنتصر.. مصر فى قلبى كما أن الجزائر فى قلبي.

لقد كان لى شرف أن أمضى يوما بالقرب منها اثناء زيارتها للقاهرة قبل سفرها لأسوان لحضور مهرجان أسوان للمرأة الذى يكرمها أيضا.. ولقد تميز استقبالها فى القاهره بالبساطة والصدق لمكانتها كرمز حى لنضال المرأة العربية ضد الاستعمار، وجاء التكريم مرة على المستوى المصرى بالمجلس القومى للمرأة برئاسة د.مايا مرسي، ومرة أخرى على المستوى العربى فى لقاء برئاسة السفيرة د.ميرفت التلاوى رئيس منظمة المرأة العربية. أما حوارى معها فإنه لقاء تاريخى أعتز بكل كلمة فيه لأنها كلمات تشعل فى النفس التوهج والشموخ وتشعل فى الروح اعلى مراتب الوطنية والتوق الى الكرامة والتمسك بالأمل حتى وإن بدا مستحيلا وبعيدا.

إن اللقاء وجها لوجه مع جميلة بوحيرد يشعل فى الانسان روح الوطنية الى أقصى درجاتها.. واعتقد أننا فى حربنا الشاملة مع الإرهاب الذى تموله وتشارك فيه عدة دول ضدنا فى أشد الحاجة إلى استدعاء اقصى درجات الوطنية بداخلنا فى كل لحظه لنستكمل معركة الحرب ضد الارهاب, وحتى يتحقق الانتصار على الإرهاب فى مصر الحبيبة وفى كل ارجاء الوطن العربى.


منى رجب


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة