فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


نحن نندد وهم يفعلون

نحن نندد وهم يفعلون

2017/12/28

صالح عوض

ملأنا الشوارع هتافا وذرفنا دموعا ساخنة على القدس العزيز وتألمنا على ما وصل اليه حالنا.. في ماليزيا واندونيسيا واسطنبول وطهران وكل بلاد العرب، وفي القارات الخمس هتف الأحرار وفي مجلس الأمن استنكرت الدول، وفي الجمعية العمومية كانت الأغلبية الساحقة برفض قرار ترامب..

لكن الصهاينة فهموا ان ذلك كله لا يعدو ان يكون صراخا في الهواء، وان الكل العربي والاسلامي عاجز ان يحرك شيئا على أرض الواقع، وادركت القيادة الصهيونية انها تتغطى الآن بقرار اعظم دولة في العالم، وانه لابد من استغلال الظرف للتحرك فورا بصهْينة المكان وتحويل الأرض ومعالمها إلى صورة جديدة.. فتم الإعلان عن مليون وحدة سكنية في الضفة الغربية ثلثها في القدس، الأمر الذي يعني الغاء الصبغة العربية الاسلامية للمدينة المباركة.. وتم الإعلان عن اقتراحات كلها تتجه في المسار نفسه، فلقد اصبح ضم الضفة الغربية وبسط الاستيطان ومصادرة الأراضي إلى أمد كبير.

نحن نصرخ في فضاء مسموح لنا فيه وهم يصنعون واقعا في أرضنا ووطننا المبارك.. ذلك بوضوح، لأنهم لم يجدوا ردة فعل مساوية له في القيمة ومضادة في الاتجاه.. لقد خالفنا ناموس استقبال التحدي والإجابة، لأننا باختصار لم نعُد نملك قراراتنا الخاصة بسيادتنا وقوة حقنا.. وهكذا نكتشف ان كل ما بأيدينا من اسلحة لا قيمة لها في صد العتو الأمريكي الصهيوني، وان الأمور تسير من سيء إلى أسوإ..

وهنا لا بدّ من الحديث عن مفاعيل المواقف الضرورية في مواجهة الصلف الصهيوني والأمريكي، فمن غير المعقول ان يصبح الموقف العربي الرسمي متفرجا على ضياع القدس ونكبة أهلها ولا يتخذ خطوة ولا يتحدث عن اجراء.. األيس من المعقول مثلا قطع العلاقات مع أي دولة تعتزم نقل سفارتها ولنبدأ بغواتيمالا، الأمر الذي يضع حدا امام محاولات الكيان الصهيوني والأمريكان في ثني كثير من الدول الممتنعة عن التصويت إلى التوافق مع التوجه الأمريكي.

اننا بحاجة إلى خطوات عملية تستند لموقف عربي مشترك يكون له وزن وقوة تأثير، وهنا ليس بالضرورة ان نطمح إلى اجراءات كبيرة، ولكن على الأقل اجراءات تحسس الامريكان بأن العرب والمسلمين لا يقبلون ابدا هذا الاعتداء الصارخ على كرامتهم وسيادتهم الدينية..

نحن ندرك انه بدون موقف عربي مشترك لن يحس الأمريكان بجدية الموضوع وبضرورة اخذ الاعتبار نحو أمة كبيرة لديها قدرات، وهنا تكبر الأسئلة عن لجنة القدس ورعاية المقدسات الاسلامية في القدس وعن طبيعة موقف الجميع من الكيان الصهيوني بضرورة إيقاف كل محاولات التطبيع والتنسيق معه.. اننا بكل يقين ندرك انه متى تم تفعيل قدراتنا فإننا لن نُهزم، ولكن والأمر كما هو قائم فإن مزيدا من الألم سيجد طريقه الينا.. فهل ندرك ما فات ونعدّ للأمر عدّته وننهض من اجل القدس؟ فإذا لم ننهض، فما هو الشيء الذي يمكن ان يحركنا للقدس؟ تولانا الله بلطفه ورحمته.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة