فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1630.68
إعلانات


غاب القمر وداعا شادية .. صوت مصر

غاب القمر
وداعا شادية .. صوت مصر

> أحمد السماحى

رحلت صوت مصر التى لم تترك مناسبة وطنية واحدة إلا وغنت لها، رحلت شادية التى كانت أرق وأجمل زهرة فى بستان النغم، رحلت صوت الفرحة، ورنة الشجن وإيقاع الصدق، لكن من قال إن الأساطير تموت أو ترحل عن عالمنا، و»شادية أو فتوش أو شوشو أو فاطمة» أسطورة فنية بدأت مبكرا واعتزلت وهي على القمة، وأدارت ظهرها للمجد والأضواء، واختارت الحياة الهادئة البسيطة لتقترب أكثر من الله.

مشوار طويل من الفن تركت لنا من خلاله ثروة من الإبداع 500 أغنية، 115 فيلم، 10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة، وتوجت مشوارها فى النهاية بالتقرب من الله، لم تختار أبدا الجلوس والتربع على عرش العقول والقلوب على امتداد الأرض العربية، ولكن الجماهير هي من اختارتها بملء الأرادة وبالتصويت الجماعي، ولذا تحولت من مطربة جميلة الصوت وممثلة رائعة التعبير والأحساس إلى «معبودة الجماهير»، وأسطورة السينما المصرية التى قدمت مجموعة من الأفلام تشهد على عبقريتها كممثلة من منا ينسي « نور» فى « اللص والكلاب»، حميدة فى»زقاق المدق» فؤاده فى «شئ من الخوف»، زهرة فى «ميرامار»، كريمة فى «الطريق»، أدوار خالدة فى تاريخ الفن السابع وصلت بها إلى قمة النضوج الفني.
من منا لا يتذكر « يا دبلة الخطوبة، يا حسن يا خولي الجنينة، يا سارق من عيني النوم، إن راح منك يا عين، شباكنا ستايره حرير، على عش الحب، خدني معاك، آه يا أسمراني اللون، قولوا لعين الشمس، والله يا زمن، بوست القمر،عالي، الحنة الحنة، غاب القمر يا ابن عمي، قاللي الوداع، خلاص مسافر، مخاصمني بقاله مده، اتعودت عليك، آخر ليلة، ويا همس الحب، والحب الحقيقي» وغيرها من الأغنيات العاطفية.
وفى الغناء الوطني من منا لم يعشق مصر أكثر بسبب هذا العشق الخارج من صوتها لأم الدنيا وهى تقول « يا بنت بلدي زعيمنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال» عندما أعترفت ثورة يوليو 1952 بحق المرأة السياسي، وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 غنينا جميعا معها « أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد»، وعندما قويت شوكة حركات التحرير فى وطننا العربي وعالمنا الثالث غنت « الشعوب لما تريد»، وفي حرب 1967 زلزلت العرب بروائعها «كلنا عرب» و «الدرس إنتهى لموا الكراريس» و «غنيوة للأسمر».
وفى سنوات الصمود وحرب الإستنزاف طبطبت بصوتها علينا قائلة « يا طريقنا يا طريق/ يا طريق خليك صديق» و» بلدي يا بلدي يا حبة عيني يا بلدي»، و»يا أم الصابرين»، و» يا حبيبتي يا مصر»، وعندما حدث الإنتصار وعبرت قواتنا المسلحة قناة السويس شدت « عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة» وبصوت ملئ بالبهجة والإنتصار غنت « رايحة فين يا عروسة يا أم توب أخضر»، ومع عودة مصر لأشقائها العرب وعودتهم لمصر غنت «أدخلوها سالمين»، و» حياة رب المداين» وغيرها الكثير والكثير.
شادية الفنانة الوحيدة على مستوى العالم التى نجحت كممثلة دون أن تغني، ونجحت كمطربة دون أن تمثل، فبالقدر الذى تميزت به كممثلة لعبت عشرات الأدوار المركبة المحفورة فى وجدان عشاق الفن السابع، بقدر ما كان لها الوزن نفسه كمطربة لها موقع خاص فى السلم الغنائي، فرغم أن السينما المصرية والعالمية شهدت مطربات ممثلات، لكنهن لم يحققن نجاح شادية السينمائي ولا الغنائي.
كانت شادية في أول ظهورها هي النموذج الحقيقي الشفاف لفتاة أحلام الشباب بما كانت تمثله طريقة أدائها من رقة وروح مرحة ورشاقة، كانت تغني فى بهجة وتفاؤل وانشراح، أغنيات تناسب عمرها، بجانب خروج كلمات أغانيها في تلك الفترة عن المألوف في الأغاني العاطفية فكان إرتباط صوتها بألحان منير مراد وكلمات فتحي قورة مكونا لتجربة فنية مهمة قامت بالتجديد في تناول الأغاني الرومانسية .


ولدت فاطمة شاكر إبنة المهندس الزراعي كمال الدين شاكر فى 9 فبراير عام 1931 بحي شبرا وهي الخامسة بين أشقائها محمد وسعاد وعفاف وطاهر، وقاموا بتسميتها بإسم فاطمة تيمنا بإسم جارتهم وصديقتهم الحميمة الست فاطمة، وتكبر الطفلة فاطمة ويصبح عمرها سبع سنوات، وتصبح الشقة الثانية للطفلة فاطمة، شقة «أبله حكمت» جارتهم ومدرسة الموسيقى فى مدرسة الفرير، وقد تعلقت فاطمة بهذه السيدة لأمتلاكها بيانو كبير تعزف عليه فى أوقات الفراغ، وتكتشف الست حكمت ميول الطفلة الصغيرة للموسيقى، وتبدأ فى تعليمها مبادئ العزف على البيانو تدريجيا بطريقة علمية بدلا من العزف «سماعي»، وفى سن الحادية عشرة تنتقل الأسرة إلى حي الحلمية لكي يصبح المنزل قريبا من مدرسة الأبنة الكبرى عفاف التى كانت طالبة بمدرسة السينية الثانوية التى تقع فى حي السيدة زينب.
وفى أثناء ذلك تتعرف الأسرة على المطرب التركي «منير نور الدين» الذى أعجب بصوت الصبية فاطمة، ويقوم بإسناد مهمة تدريبها موسيقيا إلى الموسيقى «محمد نصر الدين» الذى يعلمها العزف على العود، وفى هذه الفترة كانت « ليلى مراد» مثلها الأعلى، تحفظ أغانيها عن ظهر قلب، وتقلد تمثيلها ببراعة، وفى منتصف الأربعينات تعلن إحدى المجلات الفنية عن مسابقة فنية لإختيار وجوه جديدة فتتقدم فاطمة وشقيقتها عفاف وشاب إسمه كمال الشناوي!، ويتقدم للمسابقة ايضا 300 متسابق، وتعلن النتيجة وتحصل شادية على أعلى الأصوات ويسقط المتسابق كمال الشناوي!.
وكان من بين لجنة التحكيم المخرج أحمد بدرخان الذى يسارع بالتعاقد معها لمدة خمس سنوات من خلال عقد إحتكار، يدفع بموجبه لها 25 جنية شهريا، وتمر شهور طويلة دون أن يقوم أحمد بدرخان بتنفيذ أي شيئ من عقد الأحتكار، لكن رغم عدم تنفيذ عقد الإحتكار لكن الوسط الفني الصغير ــ في هذا الوقت ــ علم أنه يوجد بنت جديدة «حلوة التقاطيع» تتمتع بصوت جميل، ويذاع صيت جمال صوت فاطمة شاكر، فيسند لها المخرج محمد عبدالجواد غناء أغنيتين فى فيلمين من إخراجه هما « المتشردة» و» أزهار وأشواك».
وفى ذلك الوقت يكون المخرج حلمي رفله قد قرر دخول ميدان الأنتاج السينمائي ويقوم بإعداد فيلم لمحمد فوزي بعنوان «العقل فى إجازة»، وبينما يفكر رفله فى إختيار البطلة التى ستقف أمام فوزي، يتذكر فجأة الفتاة التى إستمع إليها فى المسابقة الفنية فيتصل فورا بزميله أحمد بدرخان الذى تعاقد معها ويحصل منه على عنوانها، ويتفق معها على بطولة الفيلم ويأتي لها بالفنان عبدالوارث عسر لكي يعلمها اللقاء، ويدربها محمد فوزي على الغناء، لكن بقيت مشكلة وهي إختيار إسم فني لفاطمة ويتذكر رفله ما قاله عنها عبدالوارث عسر بإنها تشدو بالكلمات كأحسن شادية، ويتذكر أيضا أن الفنان يوسف وهبي الذى كتب سيناريو وحوار الفيلم، يحضر لفيلم لليلى مراد إسمه «شادية الوادي» فيقع إختياره على إسم «شادية» لبطلته الجديدة الوجه الجديد «فاطمة شاكر».
ومن هنا بدأ المشوار الذى مر بالعديد من المراحل الفنية، وإنتهي فنيا بفيلم «لا تسألني من أنا» عام 1984، وإنتهى إنسانيا يوم أمس.


> صوت شادية ظهر أولا

لم يكن فيلم «العقل فى إجازة» أول أفلام شادية فقد بدأت مشوارها قبل هذا الفيلم حيث قامت بعمل دوبلاج بصوتها لأغنية تؤديها الفنانة حكمت فهمي فى فيلم «المتشردة» إخراج محمد عبدالجواد ،وقامت أيضا مع نفس المخرج عام 1946 بإداء أغنية فى فيلمه «أزهار وأشواك» بطولة مديحة يسري وعماد حمدي.



سر تزييف إسرائيل صوتها بعد النكسة

تعتبر أغنية « قولوا لعين الشمس» واحدة من أجمل أغنيات شادية التى قدمتها عبر مشوارها الفني، ورغم النجاح الكبير الذى حققته هذه الأغنية، وتحقيقها مبيعات كبيرة، وترديد الجمهور المصري لها، لكنها سببت حرجا كبيرا لشادية، بعد ما فعلته إسرائيل فى هذه التحفة الغنائية، ونتوقف لحظات مع شاعرالأغنية « مجدي نجيب» لنعرف منه ماذا فعلت إسرائيل؟! يقول شاعر الألوان:
في منتصف الستينات تعرفت على الموسيقار بليغ حمدي، وطلب مني أن نتعاون مع بعض، لكنني لم أكن أتصور أن أترك الشعر والرسم والصحافة والإخراج الفني وانضم إلى قافلة كتاب الأغاني، لأنني كنت مقتنعا أن تأليف الأغاني هو نوع من « العار»! بالنسبة للشاعر لأنه بالضرورة سيتنازل عن بعض الأشياء التى قد تضره كمبدع عندما يبتعد عن اللعب على الورق بمفرده، ولذللك هززت رأسي فى غير حماس.
مرت الأسابيع ثم قابلت بليغ، وكرر طلبه فشعرت بالخجل منه، ولذلك قررت خوض تجربة التأليف، فقدمت له الكلمات بعد أيام، قرأها وأخذ يرددها وكأنه قد قام بتلحينها، ولكنه فجأة قال لي: وكأنه ألقى بما كتبته في سلة المهملات، «إسمع المزيكا دي أنا شايف أحسن لو تكتب عليها كلمات مناسبة إسمع»، فقلت لنفسي إنه يريد تعذيبي أو اغاظتي! ثم أخذ يعزف على أوتار عوده، كانت الموسيقى التى أسمعني إياها تفيض بكم هائل من الشجن الجميل، الذى جذبني ولكنه لم يلغ توجسي، فلما شعر بترددي، قال وهو يخفي نصف ابتسامة لئيمة: « ألم تفكر أن تدخل فى تحد مع نفسك، حاول أن تجرب، فلن تخسر شيئا» فقبلت التحدي، وكانت تستهويني كشاعر فكرة التراث لإحياء ما يمكن منه قبل أن تأكله حضارة المدينة، فكتبت على اللحن الذى أسمعني إياه بليغ.
وأعترف أن التجربة لم تكن سهلة على الإطلاق، وبعد أسابيع ولدت أغنية « قولوا لعين الشمس» التى حققت نجاحا كبيرا، وكان أجري عن هذه الأغنية التى أنتجتها الإذاعة « خمسة جنيهات» قبل خصم الضرائب منها.
النجاح الكبير الذى حققته الأغنية جعل إسرائيل تستغلها، للهجوم على الجيش المصري، والسخرية من المصريين، حيث إستغلت هزيمتنا فى نكسة يونيو 1967 ، وقامت بتحريف كلمات الأغنية، وقدمتها من خلال إذاعة إسرائيل، حيث قامت بغنائها واحدة من الأصوات النسائية المشابهة تماما لصوت الفنانة شادية، وباللحن نفسه مع تغيير بعض الكلمات التى تعبر عن هزيمة جيشنا، لبث روح الإحباط عند الشعب المصري، فأصبحت كالتالي:
قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لأحسن الجيش المصري صابح ماشي»
وبمجرد ما إذيعت الأغنية تعرضنا أنا وشادية وبليغ حمدي لهجوم كاسح من الشعب المصري، إعتقادا من بعضهم إننا نسخر من جيشنا وهزيمتنا في يونيو!، لدرجة أنني وصديقي الشاعر عبدالرحيم منصور، كنا في زيارة لأحد الأصدقاء، وركبا مع أحد سائقي التاكسي، وأثناء « الدردشة» معنا أنزلنا من سيارته وهو يسب، ويلعن في، عندما علم إنني شاعر أغنية « قولوا لعين الشمس».


صوت لا يعرف النشاز

كانت رحلة شادية طويلة مع العطاء الفني والإنساني، رحلة مليئة بالكفاح والنجاح والصدق والإلتزام والإحترام، رحلة حب مستمرة توجتها بالعشق الإلهي، وخلال مشوارها إستطاعت أن تكسب حب وإحترام كثير من الفنانين فتوجوا مشوارها بشهادتهم عنها.
فقالت عنها سيدة الغناء العربي أم كلثوم: صوت شادية « الحنان ذاته» فهو صوت يعبر عن النفس الطيبة لصاحبته، ويصل لمشاعر الذين يحبونها عبر جسر من صوتها الحنون البديع».
ووصف العندليب عبدالحليم حافظ صوتها بإنه صوت لا يعرف النشاز، فهو ينتقل كالعصفور الطليق من نغمة إلى آخرى، ومن مقام إلى مقام فى بساطة، ويسر من يعرف ومن يجيد ومن يسهل عليه الغناء»
وقال عن صوتها الموسيقار رياض السنباطي : في صوت شادية حلاوة تغريد البلبل، فصوتها يتسع عبره نطاق التعبير من مناطقه العالية والحادة إلى مناطقه المنخفضة فى القرار، ومن خلال اتساع ومرونة فى التعبير فى المنطقة المتوسطة، لا يعتريها أي تغيير فى اللون أو الطابع وعبر دقة كاملة فى ضبط النغمات وإبراز نهايات العبارات فى نقلات واضحة وصريحة، هى في الأذن تغني سلامة النبرات وجمال مخارج الألفاظ التى تبدو فى نطق الحروف على هذا النحو الممتاز والذى يشهد عليه غناؤها للقصيدة الصعبة التى لحنتها لها بعنوان « أغلى شعاع».



أم كلثوم رشحتها لرثاء عبدالناصر

كانت سيدة الغناء أم كلثوم من أشد المعجبات بفن شادية، وكانت سببا في إقناع والداها بدخول ابنته الوسط الفني، عندما إصطحبها قبل عملها بالفن، وطلب من سيدة الغناء الإستماع إلى ابنته، ويومها أعجبت أم كلثوم بصوت وخفة ظل شادية، ومنذ هذا الوقت ربطت الصداقة بين الأثنتين.
وعندما رحل الزعيم جمال عبدالناصر، عرض الموسيقار رياض السنباطي على أم كلثوم قصيدة « أغلى شعاع» للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل، بعد قطع رحلتها الغنائية وعودتها من موسكو لحزنها على القائد العام لمصر وربان سفينتها، عرض عليها القصيدة لتغنيها فى رثاء عبدالناصر، لكنها فاجأت السنباطي بقرار إعتزالها الغناء!
ووسط دهشة السنباطي لهذا القرار المفاجئ، عرضت عليه كوكب الشرق إسم شادية لتغني عمله الجديد، وقالت له: هذه القصيدة ستكون رائعة بصوت شادية، وبالفعل سجلت شادية القصيدة يوم 5 أكتوبر 1970، بصوتها المعبر الملئ بالشجن، ومخارج ألفاظها السليمة، وبغنائها لهذه القصيدة تحدت من يقولون أن شادية مطربة الأغنية القصيرة وكان مطلع القصيدة يقول:
«فوق صدر الضحى مال أغلى شعاع / واهبا عمره لليالي شراع
فى ظلال الغيوم في طريق السنين / نوره لا يغيب عن جميع العيون
فهو حي السكون رغم صمت الحياة»


أول مرة ارتدت الحجاب

ارتدت شادية الحجاب لأول مرة عام 1954 عندما كانت تقوم بتصوير إحدى أغنيات فيلم «وداع فى الفجر»، فقد كانت الأغنية دينية يقول مطلعها «قل أدع الله إن يمسسك ضر ووجه ناظريك إلى السماء»، كلمات زكي بك الطويل، وألحان ابنه الموسيقار الشاب فى هذا الوقت كمال الطويل، وقد إستمر تصوير هذه الأغنية أربعة أيام فى عدد من المساجد المختلفة، وكانت شادية تعود إلى منزلها بزى المحجبات الذى تصور به الأغنية لإعجابها الشديد به، وقد ظلت شادية محتفظة بهذا الزي وتستعمل «الطرحة» فى الصلاة لسنوات، وبعد نحو ثلاثين عام، وبالتحديد سنة 1986 إرتدت الحجاب ولم تخلعه بعد تقديمها لأنشودتها الدينية والآخيرة « خد بإيدي» كلمات علية الجعار، وألحان عبدالمنعم البارودي فى حفل المولد النبوي الشريف.


حلم الأمومة

على مدى حياتها كانت تحلم بطفل يناديها بأحلى إسم تحب تسمعه أي إمرأة فى العالم «ماما»، ومن شدة عاطفتها بالأمومة ورغبتها فى الإنجاب لكي يصبح لها أطفال يسعدونها وتسعد بهم، كررت محاولات الأنجاب خلال زيجاتها الثلاثة، وكانت بداية المحاولة الأولى عندما كانت متزوجة من الفنان عماد حمدي، ورغم نصائح الأطباء لها بعدم الإقبال على محاولة الإنجاب إلا إنها ضربت بهذه النصائح عرض الحائط، وأقدمت على محاولة الحمل، وتدهورت صحتها فى هذه الفترة تدهورا خطيرا، مما جعل الأطباء يقومون بالتضحية بالجنين لإنقاذ حياتها.
وعندما تزوجت المهندس عزيز فتحي كررت المحاولة للمرة الثانية، ولكن الجنين سقط فى شهره الثاني، ولم تيأس شادية من محاولة تحقيق حلمها الجميل الذي يراودها طيلة أيام حياتها.
فكررت المحاولة للمرة الثالثة عندما تزوجت من الفنان صلاح ذوالفقار وفى هذه المرة كادت أن تحقق حلمها بعد أن أصبح الجنين عمره أربعة شهور، ولكن الله لم يرد هذا الإنجاب أيضا، فسقط الجنين فى شهره الخامس ورضيت شادية بقضاء الله.
وإذا كانت حرمت من الإنجاب لكنها لم تحرم من كلمة «ماما» فقد ظل أبناء شقيقها طاهر ينادونها بلقب «ماما» طيلة فترة إقامتهم معها فى طفولتهم وصباهم، وقد غنت أغنيات كثيرة للأطفال منها « يا نور عيناي، إسم الله عليك، برجالاتك، سيد الحبايب، وتلات شهور ويومين اتنين، كما قدمت ألبوم كاملا للأطفال مع الموسيقار عمار الشريعي.


تهدى لسعاد حسنى أجمل أفلامها

شهدت سنوات الستينات قيام شادية ببطولة مجموعة كبيرة من أفلام الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ، فهي نور في « اللص والكلاب»عام 1962، حميده في «زقاق المدق» 1963، كريمة في «الطريق» 1964، زهرة في « ميرامار» 1969.
وكان من المقرر أن تقوم ببطولة فيلم « القاهرة 30 « عام 1965 وتلعب دور « إحسان شحاته تركي»، ونال الفيلم ودورها إعجابها الشديد، لكنها في تلك الفترة كانت متزوجة من الفنان صلاح ذوالفقار، وقبل بدء التصوير بفترة شعرت بأعراض الحمل، وطلب منها الأطباء الراحة التامة للمحافظة على الجنين، ونظرا لعشقها للأطفال، وأن تصبح أما، إعتذرت عن لعب البطولة في هذا الفيلم، وجسدت الدور النجمة سعاد حسني التى برعت في تجسيده، وأصبح أحد علامات مشوار سعاد حسني.
ولم يكن فيلم «القاهرة 30 « هو الفيلم الوحيد الذى أهدته بطريق غير مباشر لسعاد حسني، ولكن أهدتها أيضا فيلمها الساحر « الحب الضائع»، والحكاية ببساطة شديدة أن المخرج حسن الإمام فكر أن يقدم رائعة عميد الأدب العربي طه حسين « الحب الضائع» للسينما، بعد نجاحها المدوي فى إذاعة « الشرق الأوسط» من إخراج محمد علوان، وبطولة صباح وسعاد حسني، وقرر إسناد البطولة لشادية ونادية لطفي، لكن إختلاف «الإمام» مع جهة الإنتاج آجل ظهور الفيلم، حتى ظهر بعد ذلك بعامين بسعاد حسني وزبيدة ثروت ورشدي أباظة.


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة