فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


كوريا الشمالية والولايات المتحدة بين الشد والجذب


كوريا الشمالية والولايات المتحدة بين الشد والجذب
هناء دكرورى


هي إذا «سياسة حافة الهاوية» من جديد، حيث تدفع كل من كوريا الشمالية وأمريكا إلي تصعيد الأزمة بينهما نحو حافة الحرب النووية، من أجل إخضاع الطرف الآخر وإجباره علي تقديم أكبر قدر من التنازلات.

السياسة ليست بالجديدة وتجرع العالم كئوسا منها خلال فترة الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، كما أن تجارب بيونج يانج الصاروخية ليست بالجديدة أيضا، وان كانت وتيرتها تتصاعد وتطوراتها أكبر، بحيث يعتقد أنها أصبحت قادرة علي ضرب لوس أنجلوس!، وكذلك شطحات الرئيس الكوري الشمالي سواء الحالي كيم جونج أون أو والده الراحل كيم جونج إيل ليست بالأمر الغريب.

الجديد في المعادلة هذه المرة هو شخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يجمع المحللون علي أنه لا يمكن التنبوء بردود أفعاله أو تصرفاته.

ففي خلال الاستفزازات السابقة من جانب كوريا الشمالية ومع تزايد مخاوف العالم من «جنون بيونج يانج» كان هناك تعويل دائم علي «عقلانية وهدوء» ساكن البيت الأبيض. ولكن مع تهديد ترامب بإنزال «النار والغضب» علي كوريا الشمالية ورد بيونج يانج بخطة مفصلة لضرب جزيرة جوام الأمريكية أصبحت «حافة الهاوية» أكثر خطورة.

فاستعداد ترامب للانجراف نحو الدخول في معركة تراشق بالألفاظ والتهديدات مع كيم جونج أون هو بالضبط ما يسعي إليه «ديكتاتور دموي» مثل الزعيم الكوري الشمالي لتبرير ما قد يقدم عليه من إجراءات غير محسوبة العواقب، وفي هذا السياق يحذر دوفيون كيم الخبير في شئون نزع السلاح النووي من أن كلمات الرئيس الأمريكي ليست بالأمر الهين وأن «التفوه غير المسئول بتهديدات بشن حرب نووية قد يتطور إلي صراع حتمي لا يمكن تفاديه». ويوضح الخبير، في تعليق لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن النظام الكوري الشمالي ليس انتحاريا ليوجه أول ضربة ومع ذلك إذا ما منح سببا، حتي لو كان ناجما عن سوء الفهم، لن يمنعه شئ من الضغط علي الزر النووي».

مخاطر سوء الفهم التي قد تؤدي إلي إجراءات متسرعة قد تعيق أي محاولات لاحتواء الأزمة أو اللجوء للمساعي الدبلوماسية هو ما يقلق الكثير من المراقبين والمحللين ووسائل الإعلام ودفعهم لطرح عدد من السيناريوهات المتوقعة في المرحلة المقبلة للسيطرة علي الأزمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تتراوح بين الحل العسكري وفرض المزيد من العقوبات والحل الدبلوماسي.

تتراوح الخيارات العسكرية بين توجية ضربة محدودة تستهدف القضاء علي القدرات النووية لكوريا الشمالية (وهي مغامرة غير مأمونة حيث أنه لا توجد خريطة واضحة لمواقع الأهداف النووية والكثير منها مخبأ»، وتوجيه «هجوم استباقي لقطع الرأس» للتخلص من كيم جونج أون (وهو أمر شبه مستحيل حيث أن الزعيم يوصف بأنه الرجل الأكثر حراسة علي وجه الأرض كما أنه لا توجد أي ضمانات أن من سيخلفه سيكون مختلفا أو أقل جنونا).

ويؤكد موقع «انكويرر» أن أي مواجهة عسكرية مع دولة مثل كوريا الشمالية يتجاوز حجم قواتها العسكرية المليون جندي بالإضافة إلى ملايين من المتطوعين سوف تكون له عواقب وخيمة ليس علي دول الجوار فقط بل علي دول العالم أجمع وربما اندلاع حرب عالمية ثالثة.

أما خيار العقوبات، ورغم تمرير مجلس الأمن لحزمة جديدة من العقوبات ضد بيونج يانج الأسبوع الماضي بموافقة روسيا والصين، يري الكثير من المحللين أنه غير كافي للضغط علي بيونج يانج للتراجع عن برنامجها النووي. فالعزلة التي تعاني منها كوريا الشمالية منذ عقود لم تثنيها عن تطوير برنامجها النووي والضغط الاقتصادي لا يؤتي ثماره بسبب موقف الصين أكبر شريك تجاري لبيونج يانج.

وأخيرا ورغم اتفاق المجتمع الدولي علي أنه لا بديل عن الحل الدبلوماسي في التعامل مع الأزمة الكورية الشمالية إلا أن تجارب الحكومات الأمريكية السابقة تشير إلي أنه لم يتم التوصل حتي الآن إلي وسيلة لاقناع رئيس كوريا الشمالية بالعودة إلي مائدة المفاوضات والتخلي عن برنامجه النووي والذي يصفه بـ»سيف العدالة الغالي».

وإلي حين العثور علي «الوسيلة السحرية المأمولة» لاحتواء كوريا الشمالية يتطلب الأمر الكثير من ضبط النفس والحسابات العقلانية وتذكر تأكيد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق فوستر دالاس، صاحب مصطلح سياسة حافة الهاوية «أن القدرة علي الوصول إلي الحافة دون الدخول في الحرب هو فن ضروري».


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة